ومن أهم الآداب التي
يجب على كل مشتغل بالعلم أن يراعيها ما يلي:
1-تقوى الله تعالى:
تقوى الله تعالى
وصيةٌ الله للأولين والآخرين،
وموعظةُ الله لعباده أجمعين، وطالبُ العلم الصادقِ المتقي
لله أبعدُ الناس عن المحارم، وأعفُ الناس عن الحرام، وأنزههم عن الفواحش والآثام، يخاف
الله في جميع حركاته وسكناته([13]).
وبتقوى الله يُيسر
الله لطالب العلم علمه، فما قذف اللهُ نور التقوى في قلب إلا يسرَ أمره، وشرحَ صدره،
وأحسنَ عاقبته وأمره، وبتقوى الله تعالى تُقبل الأعمال،
2-الإخلاص لله:
الإخلاص ثمرةٌ من
ثمرات التقوى، وعليه مدارُ قبولِ الأعمال، وقال رسول الله: «إن الله لا يقبل من العمل إلا ما خلص
له، وابتغي به وجهه»([14])
والإخلاصُ أصلُ هذا
الدين الذي لا يقبل الله ديناً سواه، ومن علامات الإخلاص في طلب العلم الزهدُ في الدنيا
والطمعُ في الآخرة، والبعدُ عن الرياء
وحبِ الظهور وتصدر المجالس، أو طلب حظ من زينة
الدنيا وزخرفها بهذا العلم، أو طلب محمدة الناس وثنائهم.
3-الأدب وحسن الخلق:
الأدبُ وحسنُ الخلق
نعمةٌ من نعم الله تعالى، ورحمةٌ يرحمُ الله بها من أحبَ من عباده، ومن أثقل الأعمال
في ميزان العبد يومَ القيامة، وحينما سُئل النبي ^ عن أثقل شيء في الميزان قال ^:
«تقوىَ الله وحُسْنُ الخلق»([16]).
فطالبُ العلم مَنْ
وطَّن نفسه على مكارم الأخلاق وسما بنفسه إلى فضائلها وإلى معالي الأمور، وترفع عن
سفاسفها، فإذا أراد الله بالعبد الخير رزقه حلية العلم وجماله ووقاره وزينته وبهاءه،
وهو: الأدبُ وحسن الخلق، ومن أحسنِ ما يتجملُ به طالبُ العلم من مكارم الأخلاق التواضعِ،
والسكينة،ِ والوقار، وطلاقةِ الوجه، وإفشاء السلام، والرفق، وحسن المنطق، والكلمة الطيبة،
وبذل العلم، والبعد عن نواقضها من الخيلاء والكبرياء والعُجب واحتقار الآخرين، والبخل
بالعلم، والحسد والبغضاء، والغيبة والنميمة، ومساوئ الأخلاق.
وأحق الناس بالتمسك
بمكارم الأخلاق والتحلي بها والبعد عن نواقضها طلابُ العلم، فطالب العلم بما يحمل في
قلبه من النور والبصيرة أحرى به أن يقوده ذلك العلم إلى سلامة الصدر ونقاء السريرة،
وسوف يرد معنا لاحقا في هذا المقرر إن شاء الله حديث مفصل عن مكانة الأخلاق وأهميتها
في الإسلام.
إرسال تعليق