مظاهر القناعة
ما اثر القناعه في حياتنا
مظاهر الرضا
ماهي مظاهر القناعة
مفهوم القناعة
اهمية القناعة في حياتنا
فوائد القناعة
تعريف القناعة لغة
مفهوم القناعة في الاسلام
آثار القناعة
فوائد القناعة 
القناعة لغة: هي الرضا، واصطلاحاً: هي الرضا بما قسمه الله لك.
وقيل: هي الاكتفاء باليسير.
وقال الجاحظ: هي الاقتصار على ما سَنَحَ من العيش، والرِّضا بما تسهَّل من المعاش.
جُبِلَ الإنسانُ على حُبِّ الخير لنفسه والحرص على أن لا يفوته منه شيء، ولو كان لابن آدم واديان من ذهب لتمنى ثالثاً، قال تعالى: {وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ} [العاديات: 8] والخير: هو المال هنا.
وفي هذه الجِبِلَّة كمالٌ إذ بهذا الحرص وهذا الحب يبحث الإنسان عن مصالحه ويحقق بقاءه، غير أن الدِّين السماوي يأتي ليُخَلِّصَ الإنسانَ من الشوائب والعلائق التي تعلق بفطرته وجبلّته فترديها إن بقيت بها عالقة.
فعندما يتحول الحرص إلى جشع ونهم وفجع وتمني زوال النِّعم عن الآخرين، وعندما يتحول حُبُّ المال إلى انتهاب وسلب وقلق وتصارع على متاع الدنيا، تأتي الشريعة لتعيدَ الأمرَ إلى نِصابه وتدعو الإنسان إلى القناعة والرضا بما قسم الله، ليرتاح قلبه ويطمئن فؤاده ويسلم الآخرون من شرور جشعه وطمعه.
 فمن ملك القناعة عاش في راحة بال، وطُمأنينة نفس، وانشراح صدر، ومن فاتته القناعة كان كالذي يأكل ولا يشبع.
عنوان الفلاح بجمع ثلاثة أمور:
 أولاها: الإسلام فعليه مدار الفوز بالثواب والنجاة من العقاب.
 وثانيها: حصول الرزق الذي يكفيه ويكف وجهه عن سؤال الخلق.
 وثالثها: أن يقنعه الله تعالى بهذا الكفاف لئلا تنشغل نفسه بملذات الدنيا عن إقباله على ربه فيقسو قلبه.
في حجرة صغيرة فوق سطح أحد المنازل عاشت أرملة  فقيرة مع طفلها الصغير الذي ربَّته على القناعة والرضا، عاشا حياةً متواضعة في ظروف صعبة، لكنَّ أكثرَ ما كان يزعجُ الأمَّ هو سقوط الأمطار في فصل الشتاء، فالغرفة عبارة عن أربعة جدران من دون سقف ولها باب خشبي, وكان قد مرَّ على الطفل أربع سنوات منذ ولادته لم تتعرض المدينة خلالها إلا لزخات قليلة وضعيفة من الأمطار، وفي يوم من الأيام تجمعت الغيوم وامتلأت السماء بالسُّحب الدَّاكنة، ومع ساعات الليل الأولى هطل المطر بغزارة على المدينة كلها، فاحتمى الجميع في منازلهم، أما الأرملة والطفل فكان عليهما مواجهةُ موقفٍ عصيب.
نظر الطفل الى أمه نظرةً حائرة واندسَّ في أحضانها، لكن جسد الأم مع ثيابها كان غارقاً في البلل،  أسرعت الأم الى باب الغرفة فخلعته ووضعته مائلاً على أحد الجدران, وخبَّأت طفلها خلف الباب لتحجب عنه سيل المطر المنهمر.
نظر الطفل الى أمه في سعادة بريئة، وقد علت على وجهه ابتسامة الرضا، وقال لأمه: ماذا يا ترى يفعل الناس الفقراء الذين ليس عندهم باب حين يسقط المطر.
لقد أحسَّ الصغير في هذه اللحظة أنه ينتمي الى طبقة الأثرياء ففي بيتهم باب.
إذا كنتِ تسكنين مع زوجك في بيت متواضع، فاحمدي الله وارضي فإن أناساً يبيتون لامأوى لهم.
إذا كنتِ ترتدين نعلاً مهترأة، فاحمدي الله وارضي فإن أناساً فقدوا أقدامهم.
إذا كنتِ تجدين كسرة خبز وشيئاً من الإدام على عشائك، فاحمدي الله وارضي فإن أناساً باتوا على أَسِرَّة المشافي، طعامهم أكياس السيروم الملحي والمختلط.
إذا كنت تدرس وتتقاضى من والدك مصروفاً أسبوعياً بسيطاً، فاحمد الله وارض فإن أبناءً مثلك فقدوا آباءهم وأمهاتهم وهم مسؤولون الآن عن إعالة إخوتهم الصغار وأخواتهم.
إذا كنت تعمل براتب شهري تراه غير متناسب مع عملك، فاحمد الله وارض فإن غيرك يبحث عن عمل ولا يجد، ولعلك تبقى في عملك هذا إلى أن تجد خيراً منه.
فمن أكثر من ذكر الله قرَّبه إليه، وعرَّفه حقيقة الدنيا، وأعلمه أن الله يعطيها من يحب ومن لا يحب ولا يعطي الآخرة إلا من يحب.
ومن أكثر من ذكر الله فتح عليه من باب الفيض الروحي والإيماني ما يستصغر به نعيم الدنيا بأجمعه. والذي نفسي بيده للحظة أُنْسٍ بالله تساوي الدنيا وما عليها.
ومن أكثر من ذكر الله زاد حباً لله، والمحب يرى قليل حبيبه كثيراً، فشكَرَه على نِعَمِهِ واستعظم ما أولاه من العطايا والهبات.
ثانيها: النظر إلى من هو أسفل منَّك في شؤون الدنيا:
من هنا كان مناسباً جداً أن تزور مع زوجك وأولادك المساكين في بيوتهم، وكان مناسباً جداً أن تخرج إلى الحج فتجالس عامة الخلق في عرفات وفي أفواجهم وألا تنأى بنفسك عنهم.
كل هذا لترى نِعَمَ الله عليك ولتقنع بما رزقك ولترضى بما أعطاك.
ثالثها: صحبة الصالحين وتدبر سيرهم، ورأس الصالحين رسول الله صلى الله عليه وسلم:
دخل عمر بن الخطاب على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على حصير، قال: فجلست فإذا عليه إزاره وليس عليه غيره وإذا الحصير قد أثر في جنبه.
وإذا أنا بقبضةٍ من شعير نحو الصاع، وقرظ في ناحية الغرفة، وإذا إهاب معلق (الإهاب: الجلد) فابتدرت عيناي.
فَقَالَ: «ما يبكيك يا ابن الخطاب؟» فقلت: يا نبي الله وما لي لا أبكي وهذا الحصير قد أثَّر في جَنبِكَ، وهذه خزانتك لا أرى إلا ما أرى، وذاك كسرى وقيصر في الثمار والأنهار وأنت نبي الله وصفوته وهذه خزانتك.
قَالَ: «يا ابن الخطاب أما ترضى أن تكون لنا الآخرة ولهم الدنيا» [ابن ماجه].
 رابعها: اعلم أن ما أخطأك لم يكن ليصيبك، وما أصابك لم يكن ليخطئك.
فمن عرف ذلك وآمن به اطمأنت نفسه، وهدأ باله، وقنع بما أعطاه الله.
وأخيراً: قد يقول قائل كيف نقدر أن نكون طموحين وفي نفس الوقت يكون عندنا قناعة، أو هل من تعارض بين الطموح والقناعة؟
والجواب: القناعة بمعناها الصحيح لا تتعارض أبداً مع الطموح بمعناه الصحيح، بل إن القناعة هي صمام الأمان للطموح،
فالطموح أمرٌ جميل يُحَفِّز الإنسان للعمل ولكن لا أحد يضمن أن يُحَقِّق طموحه في نهاية المطاف مهما عمل وبذل، هنا يأتي دور القناعة المحمود في تتويج ذلك المجهود بالرضا والقبول بما آلت إليه الأمور، ومن دون القناعة فإن الإنسان إذا لم يجنِ من عمله كل ما كان يطمح إليه فإنه يصاب بالإحباط وتعب الأعصاب ويفقد الرضا والمثابرة والصبر على تكرار المحاولة.
فالقناعة السليمة هي التي تكون بعد بذل الجهد كله وليست التي تكون بديلاً عنه.
اللهم أغننا بحلالك عن حرمك وبطاعتك عن معصيتك وارزقنا القناعة والرضا بما رزقتنا.

الإنسان مطبوع على حب الدنيا، ولكن يجب أن يعلم علم اليقين أن السعيد ليس الذي نال كل شيء، ليس الذي نال كل ما يتمنى، ليست البطولة أن تنال كل ما تتمنى، ولكن البطولة أن تقف موقفاً كاملاً من الذي قدره الله لك، البطولة أن تقف موقفاً كاملاً من الذي قدره الله لك، وساقه إليك، وليست البطولة أن تنال كل شيء.
أيها الإخوة الكرام، الحرمان قد يكون طريق العطاء، لأنه ربما أعطاك فمنعك، وربما منعك فأعطاك، وقد يكون المنع عين العطاء، من أراد السعادة الحقيقية فقد تكون في بيت متواضع، وفي بيت مستأجر، وفي بيت شمسه قليلة، وبدخل محدود، وببعض الأمراض في جسمه، لكنه اتصل بالله، فنزل على قلبه السكينة، والسكينة تسعد بها ولو فقدت كل شيء، وتشقى بفقدها ولو ملكت كل شيء، لا تبحث عن السعادة بالمال، ولا بالصولجان، ولكن ابحث عنها بمرضاة الله عز وجل،

Post a Comment

Previous Post Next Post