تعريف الاسرة لغة واصطلاحا :
 الأسرة وردت في لسان العرب بمعنى: " أُسرةُ الرجل: عشيرتُه ورهطُهُ الأدْنَوْنَ لأنه يتقوى بهم، والأُسرةُ عشيرةُ الرجل وأهلُ بيته" (ابن منظور، د.ت،1/141). ووردت في المعجم الوسيط على أنها: الدِّرع الحصينة، والأُسْرة الجماعة يربطها أَمْر مُشْترَك، والجمع: أُسَر.(مجمع اللغة العربية،2004)
والأسرة في اللغة مشتقة من (الأَسْرْ) بمعني القيد، والأسر أنواع منه ما يكون طبيعياً لا خلاص منه كما في حالة الخلقة ومجموعة الخصائص والصفات الفسيولوجية كالطول والقصر واللون والملامح...، ومنه ما يكون مصطنعاً أو صناعياً كالأسر في الحروب، ومنه ما يكون اختيارياً يرتضيه الانسان لنفسه، ويسعى إليه لأنه لا يستغني عنه لسواء حياته، ومن هذا الأخير اشتقت الأسرة، ولأنها أهل الرجل وعشيرته فإن الأسر هنا يفهم منه العبء الملقى على الإنسان أي المسئولية، لذا فإن المفهوم اللغوي للأسرة ينبيء عن المسؤولية (Responsibility).(منصور والشربيني،2000، 15)
وفي معاجم اللغة الانجليزية (الأسرة) العائلة (Family) بمعنى كل الناس الذين يعيشون في نفس المنزل حيث يوجد الأبوان والأبناء ويكون بينهم رابطة الدم والقرابة، ويعتمد مفهوم الأسرة في الغرب على مبدأ المعايشة وارتباط المصلحة.(منصور والشربيني، 16)
2.التعريف الإصطلاحي للأسرة:
لا يوجد اختلاف بين العلماء على أهمية الأسرة ولا على اعتبارها أقدم المؤسسات الأنسانية وأكثرها شيوعاً، ولا على اعتبارها الوحدة الأساسية للتنظيم المجتمعي لأنه ليس هناك مجتمع من المجتمعات لا يشتمل على بناء أسرى في صورة من صوره، لكن العلماء اختلفوا في تحديد تعريف اصطلاحي جامع مانع للأسرة، والسبب في ذلك يرجع لتعدد أنماط الأسرة من جهة  وتعدد المشارب الفكرية وتنوع الاتجاهات والمدارس التنظيرية من جهة أخرى.
وعلى ذلك فقد تعددت التعريفات الاصطلاحية للأسرة فمنهم من اعتبرها الجماعة الإنسانية التنظيمية المكلفة بواجب الاستقرار وتطور المجتمع، ومنهم من عرفها بأنها الخلية الأساسية في المجتمع وأهم جماعاته الأولية التي تتكون من أفراد تربط بينهم صلة القرابة والرحم وتساهم في النشاط الاجتماعي في كل جوانبه المادية والعقائدية والاقتصادية، كما عرفها (بيرجس) و (لوك) بأنها مجموعة من الأفراد يربطهم الزواج والدم أو التبني ويؤلفون بيتاً واحداً ويتفاعلون سوياً ولكلٍ منهم دوره المحدد مكونين ثقافة مشتركة، بينما وسع (جيري لي) تعريف الأسرة حين اعتبرها تجمع انساني عالمي وهي إما تكون كالوحدة الأساسية بوصفها جماعة فتتميز وظيفياً بشكل واضح و إما تتركب من أشكال من العائلات فتكون أكثر تعقيداً، وعلى ذلك المنحى سارت (سناء خولي) حين عرفت الأسرة بأنها ليست وحدة اجتماعية بسيطة وإنما نظام مركب ومعقد وهي تنظيم له بناؤه ووظائفه وله أهدافه وديناميته ومن ثم تؤثر وتتأثر بالمناخ الاجتماعي والاقتصادي والسياسي المتغير.(محمود،2012،16ـ17)
ونلحظ من التعريفات السابقة انقساماً بين العلماء يصنف إلى اتجاهين أحدهما تقليدي يعرف الأسرة بنسبتها للأبوين وأطفالهما فقط؛ والآخر أكثر شموليةً يعتمد المتعايشون سوياً وفقاً لأهداف ومصالح مشتركة. وعلى الرغم من أن البحث ليس معنياً بالخوض في هذه الفرعيات إلا أن الاختلاف في التعريفات الاصطلاحية يشير إلى إشكالية برزت مؤخراً في المجتمعات بصفة عامة وفي المجتمعات العربية على نحو الخصوص نتيجة للتحول في تركيب الأسرة من ممتدة إلى نووية، بحيث أصبح يلقى عبء الوظائف والأدوار الأسرية كاملاً على الأسرة التي تعني في مفهومها الضيق الوالدين والأبناء فقط، على عكس ما كان يتم سابقاً من مشاركة للمتعايشين في المحيط الأسري الواحد سواء كان انحدارهم القرابي أفقي أو رأسي في القيام بوظائف وأدوار الأسرة. والسؤال هو: إلى أي مدى الآن تشارك الأسرة الممتدة الأسرة النووية مهامها وأدوارها وتتكامل معها في مسؤولية التوعية الأمنية؟  فإن استطعنا تفعيل دور الأسرة الممتدة والأقارب والحي وحتى الشارع ليساهموا في استشعار ذات مسؤولية الأسرة في التوعية الأمنية لضَمِنّا تفعيلاً قوياً لهذا الدور.

Post a Comment

Previous Post Next Post