مميزات العقيدة
الاسلامية
1-الربانية وهذه الخصيصة هي أول وأبرز خصائص العقيدة
الإسلامية وكل ما عداها فهو تبع لها والربانية تعني الانتساب إلى الرب سبحانه وتعالى،
ويطلق على الإنسان أنه رباني إذا كان وثيق الصلة بالله، عالما بدينه وشرعه
والمقصود بالربانية
كخصيصة من خصائص العقيدة الإسلامية هو أن هذه العقيدة بجملتها وتفصيلها موحى بها من
عند الرب سبحانه وتعالى، وليس لأحد من البشر قط نصيب في إنشائها أو سلطة الزيادة أو
النقص منها، وحتى رسل الله صلواته وسلامه عليهم ليس لهم دور في إنشاء العقيدة أو إضافة
شيء، إليها وإنما يتلقونها تلقيا من عند الله سبحانه وتنحصر وظيفتهم في النقل الدقيق
وإبلاغ البشر بها، ثم بيانها وتوضيحها، وترسيخها بالقول والفعل والتربية في نفوس المكلفين.
وقد تعددت الآيات
القرآنية التي تبين أن ما جاء به الرسول ^ وحي من الله، وأنه لا يستطيع أن يتقول شيئا
من عنده ــ حاشاه من ذلك
وإذا قارن المسلم
بين عقيدته الربانية هذه، وبين سائر عقائد الأديان المحرفة والمنسوخة الأخرى فضلا عن
الأفكار والتصورات البشرية الوضعية، فإن باستطاعته أن يقول وهو مطمئن وواثق تماما:
إن العقيدة الإسلامية هي العقيدة الوحيدة الباقية بأصلها الرباني وحقيقتها الربانية،
أما سائر العقائد التي جاءت بها الديانات السماوية السابقة فقد انتابها التحريف والتبديل،
وأضيفت إليها شروح وتصورات وأفكار وتأويلات بشرية، بدلت من طبيعتها الربانية، وبقي
الإسلام وحده محفوظ الأصول، لم يشب نبعه الصافي مثقال ذرة من كدر،
والعقيدة الإسلامية
بجملتها وتفصيلها - خلافا للعقائد الأخرى - وحي من الله سبحانه وليست من وضع مجمع من
المجامع، ولا من إضافة هيئة من الهيئات،
ولا من إملاء أحد من البابوات وليس لأحد من
صحابة الرسول ^ مع علو مكانتهم، ولا لأحد من أئمة الإسلام وفقهائه مع جليل قدرهم، أن
يزيد فيها أو ينقص منها، فلا قياس ولا استحسان في العقيدة، خلافا لما عليه الحال في
عقيدة كالنصرانية مثلا التي غيرها بولس عما كانت عليه تماما، كما تفننت المجامع الكنسية
المختلفة في الزيادة منها والنقصان والتغيير والتبديل، تبعا لأهواء ورغبات الأباطرة
والكهنة والبابوات.
إرسال تعليق