الفرق بين الواجب المحدد والواجب المعين ، وبين الواجب غير المحدد
والواجب المخير أو المبهم أن يكون على النحو التالي:
-
إن الواجب المعين إنما كان التعيين يعني بالفرق بينه
وبين الواجب
المحدد أن
الواجب المعين
إنما كان التعيين فيه لنوعه خلافا ًللواجب المحدد فإن التحديد فيه يتناول أجزاءه ومقاديره
ولهذا تشابهت أمثلة النوعين فالصلاة والزكاة وغيرهما تضرب أمثله لكل من الواجب المعين والواجب المحدد في
آن واحد وكذلك الواجب
المخير والواجب غير المحدد فهناك تشابه بينهما
وفي الفرق بينهما نقول إن الواجب المخير إنما يكون التخيير فيه في فعل شيء مبهم من أمور
متعددة محصورة.أما في الواجب غير المحدد فإن المأمور به معين محصور إلا أن التخيير والتقدير فيه راجع إلى المكلف
أو إلى القضاء بحسب الأوضاع والأحوال المختلفة ولعل مثل هذا التشابه بين الواجبات
المحددة والواجبات المعينة وبين الواجبات غير المحددة والواجبات المخيرة أو المبهمة جعل هذا التشابه كثيرا من الأصوليين يعرضون عن تقسيم
الواجب باعتبار تحديده
فجملة من الأصوليين أو كثير من الأصوليين حقيقة لم يعرضوا لتقسيم الواجب باعتبار
تحديده إلى واجب محدد والى واجب غير محدد وإنما قصروا كلامهم فقط على مسألة
الزيادة على أقل الواجب التي هي من آثار هذا التقسيم كما فعل ابن قدامه رحمه الله في هذا الجانب فتشابه أمثلة هذين التقسيمين جعل كثيرا من الأصوليين
يعرضون عن الحديث عن تقسيم الواجب باعتبار تحديده إلى واجب محدد وإلى واجب غير
محدد ولا نجد في كتبهم
شيئا أو كلاماً عن شيء من هذا التقسيم ويكتفون فقط بالكلام عن التقسيم الأول
وهو تقسيم الواجب باعتبار ذاته ويفردون الحديث عنه إلى واجب معين والى واجب مخير فقط بحجة أن التقسيم الواجب إلى معين ومخير ومبهم يغني عن
تقسيم الواجب إلى محدد
وغير محدد ولكن ذكرنا أن بين الواجب المعين والواجب
المحدد فرق وبين الواجب غير المحدد والواجب المخير
والمبهم فرق فلذلك يسوغ
حقيقة ذكر هذا التقسيم إفرادا خاصة
وأن تقسيم الواجب إلى محدد وواجب غير محدد له أثره من خلال كلامهم على مسألة
الزيادة على أقل الواجب فمن يريد الكلام على هذي المسألة وهي مسألة الزيادة على
أقل الواجب لابد أن يمهد قبل ذلك بالكلام على مسألة تقسيم الواجب إلى محدد وغير
محدد
هذا فيما يتعلق في وجوه التشابه بين تقسيم
الواجب باعتبار ذاته إلى معين ومخير ومبهم
وإلى تقسيم الواجب باعتبار تحديده وعدم تحديده إلى واجب محدد والى واجب غير محدد.
من جهة أخرى نجد هناك تشابها بين الواجب المخير والواجب الموسع
وبين الواجب المعين والواجب المضيق وبعبارة أعم نجد هناك تشابها بين تقسيم الواجب
باعتبار ذاته وبين تقسيم
الواجب باعتبار وقته.فالواجب المخير له شبه بالواجب الموسع والواجب المعين له شبه
بالواجب المضيق نأتي إلى التشابه بينهما مثلا الواجب المخير والواجب الموسع الشبه بينهما أن الواجب المخير يتخير المكلف بين الأشياء المأمور بها وكذلك في الواجب الموسع فأن المكلف يتخير بين أجزاء الوقت الذي يؤديه فيه
وذلك من قبيل باب
التيسير على المكلفين سواء في الواجب المخير هناك تيسير بين الأشياء المكلف بها التي يريد فعلها وإسقاط الواجب بها وكذلك في الواجب الموسع هناك
تخيير في أجزاء الوقت
ومن جهة أخرى الواجب المعين شبيه بالواجب المضيق ووجه الشبه بينهما من جهة عدم التخيير في كل منهما لا من جهة الوقت ولا من جهة النوع فليس في
أي منهما تخيير وإن كان
الواجب المعين يفترق عن الواجب المضيق بأن التعيين فيه يرجع إلى المأمور به بينما يرجع التضييق في الواجب المضيق إلى الوقت الذي يقع فيه المأمور به فهذا تقريبا فرق بين الواجب المعين والواجب المضيق فالواجب المعين التعيين
فيه يرجع إلى المأمور
به والواجب المضيق يرجع التضييق فيه إلى الوقت الذي يقع فيه المأمور به فهذا فرق بين هذين النوعين هذا من جهة وجوه التشابه بين الواجب
المعين والواجب المضيق
وبين الواجب الموسع والواجب المخير يعني تشابه بين تقسيم الواجب باعتبار ذاته وتقسيم الواجب باعتبار وقته أيضا هناك من جهة أخرى تشابه بين تقسيم الواجب باعتبار ذاته وبين تقسيم الواجب باعتبار المكلف به فنحن قلنا تقسيم
الواجب باعتبار ذاته ينقسم
إلى واجب معين أو إلى واجب مخير أو إلى واجب مبهم وباعتبار المكلف به ينقسم إلى واجب كفائي والى واجب عيني ومن هنا وجد تشابه بين الواجب
المخير وبين الواجب
الكفائي ووجد تشابه بين تقسيم الواجب المعين وهو من قبيل أقسام الواجب باعتبار ذاته وبين الواجب العيني وهو من قبيل أقسام الواجب باعتبار
المكلف به نأتي إلى وجه
التشابه بين هذه الأقسام.
إرسال تعليق