اغراض الشعر في العصر الاسلامي
أغراض الشعر في هذا العصر لا تكاد تخ تلف عن الأغراض التقليدية للشعر فيما عدا شعر
الدعوة الإِسلامية والفتوح.
لكن المعاني التي تحتويها هذه الأغراض تختلف عن معانيها في العصر الجاهلي وفيما يلي
توضيح ذلك
يهدف المدح في هذا العصر إِلى الإِشادة بالإِسلام ورسول الإِسلام، فليس هدف المادح طلب
المال كما كان يفعل الجاهليون، وإنما هدفه رفع راية الإِسلام والدعاية له حتى يدخل العرب فيه،
وخير ما يمثل ذلك قول عبد الله بن رواحة:
.٤٢/ ١) البخاري ٨ )
.٤٤/ ٢) البخاري ٨ )
.٤٥/ ٣) البخاري ٨ )
٤) الغير: التغيير. )
ت سعاد) التي ألقاها كعب بن زهير بين بان ) قصيدة ومن أجمل ما قيل في مدح الرسول
ومن أبيات تِلك القصيدة قوله: ، يدي الرسول
: فقال ومدح النابغة الجعدي الرسول
عة كما كان سائداً عند شعراء المدح في جا فهؤلاء الشعراء لم يمدحوا الرسول بالكرم والش
وكرمه؛ الجاهلية، وإنما مدحوه بما جاء به من الهدى والنور والقرآن بالإضافة إِلى شجاعته
فمعاني المدح في الإِسلام تختلف عن معاني المدح في الجاهلية.
قل شعراء المدح وأصبح المدح ليس غرضاً للشعراء فالأبيات التي وبعد وفا ة الرسول
قيلت في مدح الخلفاء الراشدين قليلة إِذا قيست بالأعمال التي قاموا ا.
من مكة، والمعاني استعرت نار الهجاء بين شعراء مكة وشعراء المدينة بعد هجرة الرسول
التي ترد في هجاء شعراء المدينة هي معان مختلفة، فقد يستعمل الشاعر المعاني المألوفة؛ من رمي
خصمه بالهروب من المعركة والجبن، وقد يستعمل الشاعر المعاني الجديدة من رمي المهجو بالكفر
والشرك، وكان حسان رضي الله عنه يكثر من المعاني التقليدية في الهجاء، وك ان لذلك أثر كبير في
من يهجوهم.
وبعد فتح مكة تضاءل الهجاء ولم يكن له شأن كبير وكان الخلفاء الراشدون يمنعون الشاعر
من سب الناس والتعرض لأعراضهم.
١) بعضهم: بعض قريش. )
.٢٢٦/ ٢) نصروا: يقصد الرسل. والأبيات في طبقات فحول الشعراء ١ )
.٩/ ٣) الأغاني ٥ )
الشعر الحماسي في الإِسلام صاحب الدعوة الإِسلامية منذ فجرها، فهو الشعر الذي يشجع
المقاتلين م ن المسلمين على القتال ويعتز بانتصارات المسلمين على الأعداء، ومن الشعراء الذين كان
؛ لهم نصيب في هذا الشأن كعب بن مالك، فله أشعار حماسية في كثير من غزوات الرسول
فمن ذلك قوله في معركة ُأحد:
صاحباه زيد بن حارثة وجعفر بن أبي لَ وقال عبد الله بن رواحة في يوم مؤتة بعد أن ُقتِ
طالب:
والخلفاء الراشدين، فالحروب مستعرة، الرثاء من الأغراض التي كان لها شأن في زمن النبي
والفتن تتهدد المسلمين، وفقد الرجال يصحب تلك الحروب وتلك الفتن . ومن أهم ما قيل في
: الرثاء في هذه الفترة قول حسان في رثاء الرسول
١) أحابيش: أحلاف قريش. )
٢) نصية القوم: خيارهم. )
٣) موجفين: مسرعين. الجهام: السحاب الخفيف الذي أفرغ ماءه. )
٤) بيشه: المدينة المعروفة في الجنوب الغربي من المملكة وكانت الأسود تكثر فيها. )
-٨٤-
وهي قصيدة طويلة، وله قصيدة أخرى مطلعها:
رضي الله عنهما: ب وقال عبد الله بن رواحة يرثي حمزة بن عبد المطل
في أبي بكر قول حسان رضي الله عنهما: ل وقد رثِي الخلفاءُ الراشدون بمراث كثيرة فمما قي
جزء بن ضرار الذبياني: ومن خير ما قيل في رثاء عمر رضي الله عنه قول
ن عفان فقال: ب وقد رثى أيمن بن خريم بن فاتك الأسدى عثمان
١) الأديم: الجلد. )
٢) بوائق: غوائل. أكمامها: جمع كم وهو وعاء الثمر. )
.١٣٣/ ٣) السبنتى: النمر أو هو مأخوذ من الإسبات وهو السكون والهدوء. الأبيات في طبقات فحول الشعرا ١ )
ل أبي الأسود الدؤلي: قو أما رثاء علي بن أبي طالب فهو كثير، نختار منه
ني القديمة من مدح للميت بالشجاعة لمعا وإذا نظرنا في معاني الرثاء وجدناها تجمع بين ا
وتحمل المسؤوليات، والمعاني الجديدة ح يث يطلب الشاعر للميت الرحمة ودخول الجنة ويمد حه
بمحبة رسول الله له، ومن معاني الرثاء إِظهار الأسف بعدم التكافؤ بين القاتل والمقتول ومدح الميت
بالتدين.
إرسال تعليق