النثر في العصر الاسلامي
النثر الأدبي في عصر صدر الإِسلام يتمثل في الخطابة والرسائل، وإذا كان القصد من النثر
الأدبي هو التأثير وإثارة العواطف، فإن الخطبة والرسالة لهما الأثر الكبير في إثارة العواطف ومن ثَم
التأثير في الناس، على أن الخطبة تؤثر في الناس أكثر من تأثير الرسالة.
معدود من فصحاء العرب وبلغائهم قبل البعثة، وعندما بعث أ خذ يدعو الناس الرسول
إلي عبادة الله ونبذ الشرك، وكانت الخطابة هي الوسيلة التي توصل تعاليم الإِسلام إِلى قريش خاصة
في مكة قبل أن يهاجر إِلى المدينة من أقوى ثم إِلى العرب عامة . وقد كانت خطب الرسول
الخطب التي يسمعها العرب، ولولا تأثير تلك الخطب في قريش ثم في الع رب القادمين للحج لما
وأهل مكة. حدثت الخصومة بين النبي
} : في مكة خطبته في قريش عندما نزل عليه قوله تعالى ومن خطبه
الشعراء، آية : ٢١٤ ) فقد جمع قريشاً وخطب فيهم، ومن تلك الخطبة : "إن ) {
الرائد لا يكذب أهله، والله لو كذبت الناس جميعاً ما كذبتكم، ولو غررت الناس جميعاً ما
غررتكم، والله الذي لا إله إِلا هو إِني لرسول الله إِليكم حقاً وإِلى الناس كافة".
إِلى المدينة أصبحت خطبه توضح التشريع الإِسلامي . وقد شرع وعندما هاجر النبي
الإِسلام خطبة الجمعة والعيدين وخطبة الحج.
أما الخطب التي تقال في المناسبات فهي قوية ومؤثرة، ومن تلك الخطب خطبة أبي بكر في
يوم السقيفة، وخطبة عمر يوم تولى الخلافة، ولعلي ابن أبي طالب خطب بليغة في مناسبات كثيرة.
-١١٣-
والخطابة في العصر الإِسلامي تختلف عن خطب الجاهلية؛ فالخطبة الجاهلية تعتمد على السجع
في أسلو ا، أما الخطبة في الإِسلام فتتميز بسهولة الأسلوب، وضوح المعنى، وهي تستقي معانيها
من القرآن والحديث.
ومن عادة الخطيب أن يخطب واقفاً، ويكون ذلك فوق منبر أو مرتفع من الأرض، ويعتمد
على عصا . ولا يتصدى للخطبة إِلا رجل عرف ببلاغته وقوة تأثيره، ولذلك نجد الخطب الإ سلامية
تؤثر في الناس أكثر من تأثير الشعر، بعكس ما كان سائداً في العصر الجاهلي فإِن الشاعر يؤثر أكثر
من الخطيب.
Post a Comment