تسويق وإستهلاك ومعالجة وتصنيع السلع الغذائية
مقدمة: إن أذواق المستهلكين وتفضيلاتهم وإمكاناتهم الشرائية هي التي تسهم في تحديد كميات ونوعيات المنتوجات الغذائية,وبالتالي فإن دور النظام التسويقي وهدفه يجب أن يكون منصباً علي إشباع رغبات المستهلكين في الأسواق المستهدفة ,بالإضافة للعمل علي تأمين الكميات المطلوبة من المنتوجات الزراعية في الأوقات والأوضاع المناسبة وعلي ضوء حاجة السوق والمعروض منها وبكفاءة مالية.
***طبيعة السلع الغذائية وإستهلاكها:يؤثر تفضيل المستهلك للغذاء المرغوب بطريقة مباشرة علي طرق تصنيع الغذاء,وعلي المنافذ التوزيعية التي توصل الغذاء للمستهلكين في الأسواق المستهدفة وفي الأوقات التي يحتاجون فيها للأغذية.وتختلف طريقة تحضير الأغذية والكميات التي يتم شراؤها وإستهلاكها,كم انه ليس من السهل تحليل ما يفضله المستهلكون من غذاء,ولا يوجد سبب فسيولوجي لتفضيل صنف عن أخر ,ويتجنبون زراعة وشراء وإستهلاك أصناف أخري.
من المعروف أن خصوصية الطعام لا تعتمد أو تتأثر بالتفضيلات الثقافية فحسب بل تتعداها لعوامل أخري ترتبط بالبيئة ونوعها وكونها زراعية أم صناعية أو ذات درجة تقدم تكنولوجي.
إن لكل مجتمع نمط خاص ومحدد نسبياً لعملة التغذية وأنماطها المقبولة والتي تتحكم بكيفية إكتساب الطعام وطرق تحضيره وإعداده,وكذلك الطبقات الاجتماعية تؤثر علي النمط الغذائي ومستوي الوعي والتعليم ودرجة التكنولوجيا المستخدمة في تحضير وإعداد الطعام من قبلهم.
*** العوامل الديمغرافية وإستهلاك الغذاء:تختص العوامل الديمغرافية بدراسة السكان من ناحية العدد ونسبة النمو السنوي وأماكن تواجدهم وتوزيعاتهم العمرية,حيث تؤثر هذه العوامل علي تسويق المنتوجات الزراعية والغذائية من ناحية عدد المستهلكين الكلي وأنماط التغذية السائدة لديهم وأماكن بيع وأساليب الشراء المستخدمة له ,بالإضافة لكيفية تحضير الأصناف المختلفة من الغذاء(كماً ونوعاً).
1)** المؤشرات السكانية: تتزايد أسواق الغذاء من ناحية الحجم والطلب سنوياً بمعدلات اقل من نسبة التزايد السكاني في العالم,وذلك بسبب زيادة الخصوبة من جهة وإرتفاع الوعي الغذائي والصحي اللذان يؤديان لانخفاض عدد الوفيات بشكل عام.وتختلف أنماط الغذاء للسكان مابين الدول المتقدمة والدول النامية,وكذلك يرتبط بالمؤشرات السكانية والتوزيعات الجغرافية للمستهلكين وفئاتهم العمرية ومستوياتهم التعليمية ونوعية المهن التي يعملون بها. وكذلك هناك عامل ذو أهمية يرتبط بقطاع المنازل مباشرة,من حيث تزايد عدد النساء العاملات ,وتزايد الأجهزة الكهربائية السبب الذي يؤثر علي النمط الغذائي للأسر وتغيير أنماطها المعيشية.
2)** الدخل كمؤشر رئيسي علي طبيعة النمط الغذائي:في الدول النامية يعتبر الدخل مؤشر رئيسي ولي الوحيد وخاصة للأسر من الطبقتين الوسطي والدنيا,ومن العوامل الاخري المؤثرة علي النمط الغذائي مستوي التعليم,نوع الوظيفة.كما يؤثر عدد السكان علي الحاجة الكلية للغذاء,حيث يحدد الدخل القدرات الشرائية المتاحة للإنفاق علي الأوجه المقررة من قبل كل شريحة من شرائح المجتمع. أما طبيعة الإنفاق لدي أفراد أو أسر الطبقة العليا فيتحدد من خلال ما يفرضه النهج الحياتي لها والذي يتصف بالانتظامية والتحديد والتنوع.
3)** الاستهلاك المنزلي للغذاء:الأسرة هي الوحدة الأساسية التي يهتم بها المخططون الاقتصاديون والاجتماعيون والتسويقيون ,وخاصة فيما يتعلق بالقيم والعادات والتقاليد الموجودة لديها.وفيما يتعلق بالغذاء فإن الأسر من ناحية تكوينها وحجمها والمنظومة الاستهلاكية التي تتبعها هي التي تقوم بتقرير ما يجب شراؤه من سلع أو أغذية كماً ونوعاً.
4)** الوجبات الجاهزة والسريعة:ساهمت الحملات الترويجية المكثفة عن الوجبات الجاهزة والسريعة والتي تستهلك خارج المنزل إلي ميل متزايد لدي معظم الفئات العمرية في الأسر من الطبقتين الوسطي والعليا للأكل خارج المنزل. كما ساهمت ظروف العمل وتغير نمط الحياة لأغلبية الأسر(ماعدا الفقيرة) لتوسيع أسواق الغذاء بشكل عام وسوق الوجبات الجاهزة والسريعة بشكل خاص. وقطاع خدمة الأغذية السريعة يشمل مطاعم الجامعات والمدارس والمصانع والمستشفيات وغيرها . وهذا القطاع يجذب الملايين من المستهلكين الذين يجدون بهذه الوجبات مزايا من أهمها إختصار الوقت المطلوب لإعداد الوجبات المنزلية.
ويجب التفريق بين الأفراد الذين يأكلون الوجبات الجاهزة السريعة علي سبيل الإضطرار أو الإختيار والذين يتناولونها كنمط غذائي متكرر.
وتكلفة الحصول علي الوجبات الجاهزة والسريعة هي اعلي بكثير من تكلفة تجهيز نفس الوجبات داخل المنزل وذلك لأسباب ترتبط بما يضاف علي الفاتورة الصادرة عن المطعم أو الكافتيريا من خدمات وأرباح إضافية أهمها ضريبة المبيعات.
إرسال تعليق