مميزات الفلسفة
اهم فلاسفة الفلسفة الحديثة
خصائص الفلسفة الحديثة
تعريف الفلسفة الحديثة وعوامل نشأتها
الفلسفة الحديثة والمعاصرة
الفلسفة الحديثة ديكارت
بحث حول الفلسفة الحديثة
الفلسفة الحديثة مقالة

خصائص الفلسفة
أهم خصائص  الموقف الفلسفي :
    وللموقف الفلسفي خصائص تميزه , أجملها ( باهم ) بجامعة مكسيكو الجديدة في تسع مميزات نجملها فيما يلي :
1. أنه موقف قلق وحيرة ودهشة , فالفلسفة تبدأ بالقلق الذي يعتري الإنسان حين تصادفه ظاهرة تتطلب تفسيراً , وتصدر عن الحيرة التي تستولي عليه حين يجد مشكلة تنتظر حلاً , وتنشأ عن الدهشة التي تنتابه عند الشروع في التفكير وتغريه بحب الاستطلاع , أن وجود " مشكلة " تتطلب حلاً كفيل بإثارة القلق و الحيرة وحب الاستطلاع في نفس الإنسان .
2. أنه موقف تأمل وتفكير , أن مجرد مواجهة مشكلة لا يكفي لإيجاد موقف فلسفي , بل لابد من أن تثير المشكلة تفكير الإنسان وتخضع لتأملاته التي تستهدف وضع حل لها .
3. أنه موقف شك يرفع صاحبه فوق الاعتقاد التعسفي الذي يفتقر الى ما يبرره , وبغير الشك لا يكون التفلسف " فالفلسفة موقف للعقل إزاء نظريات أو معتقدات يسلم بها الناس عن جهل أو سذاجة "  .
4. أنه موقف تسامح وسعة صدر , إذ لا يكفي في الموقف الفلسفي أن يساور الإنسان شك بصدد معتقداته , بل يقتضي هذا الموقف أن يستقبل معتقدات غيره بالتسامح وسعة الصدر .
5. أن صاحب الموقف الفلسفي يميل على الدوام الى الاسترشاد بما تشير به الخبرة ويمليه العقل , أكثر المشاكل الرئيسية لا يتضمن في باطنه كل حقائقه , ومن أجل هذا أتسم الموقف الفلسفي بالاستعداد لاستبدال الآراء الحاضرة بغيرها متى أيدت الخبرة أو المنطق ذلك .
6. أنه موقف ارتياب وتعليق مؤقت للحكم , ذلك أن صاحبه يميل الى أن يظل في ريب بشأن كل موضوع لا يجد دليلاً كافياً على صحته , ويؤثر أن يعلق الحكم و يتوقف على إصداره طالما أفتقرت النتائج الى ما يبررها .
7. أنه موقف نظر عقلي يرتفع فوق الشك الهدام الذي يؤدي بصاحبه على الدوام الى التوقف عن التفكير و تعليق الحكم , ولا يبلغ مرتبة الاعتقاد الذي يعوق تنفيد الرأي المعتقد فيه ومناقشته .
8. أنه موقف يتسم بالمثابرة , إذ ليست الفلسفة إلا محاولة متصلة لوضع تفسير للمشاكل , والتأمل الخاطف أو الشك المنهجي المؤقت لا يكفي لجعل صاحبه فيلسوفاً .
9. أنه موقف يتجرد عن العاطفة و الانفعال , فالفيلسوف يتميز بتفكيره الهادئ المتزن , إذ أنه كفيلسوف يرتفع فوق مؤثرات الحب و الكراهية , أنه ينشد الفكر والإدراك , ومثله الأعلى أن يعلى صوت العقل ويخمد صوت العاطفة .
    هذه هي خلاصة الخصائص التي يتسم بها الموقف الفلسفي فيما يرى " باهم " وفيه أجمل في صورة جديدة كثيراً مما ورد متناثرا في حديثنا السالف , والرأي عندنا ـ تعقيباً على الفقرة الأخيرة في حديثه ـ أن النزعة الموضوعية من أخص ما يميز المعرفة العلمية , وأن تحقيقها على وجه قريب من الكمال ميسور لجمهرة العلماء الطبيعيين , وأن النزعة الذاتية أخص ما يميز الابداع الفني في كل صورة كما ألمعنا من قبل ـ فالعالم يدرس موضوعاته كما هي في الواقع و وفي طبيعة هذه الموضوعات ومناهجها الاستقرائية التجريبية ما ييسر ذلك , أما الفنان فأنه ينظر الى موضوعاته من خلال عواطفه و أخيلته وسائر مقومات البحث العلمي , وتختفي آثارها في القوانين التي يتوصلون الى وضعها فإن روائع الفن ـ شعراً كان أو تصويراً أو موسيقى ـ تختلف باختلاف منتجيها , وتسمو بمقدار ما في عواطفهم من عمق أو سطحية , وما في أخيلتهم من سعة أو ضيق , أما الفلسفة فأنها و أن صدرت عن عقل و أرتدت الى منطقه , فأنها وجهات نظر فردية تحمل طابع أصحابها , ومكن أجل هذا قيل أنها تقف بين موضوعية العلم وذاتية الفن , وإن كانت الى الأولى أدنى و أوثق اتصالاً .
    وإيضاحاً لخصائص الفلسفة نضيف الى هذا ـ ما دمنا في معرض التفرقة بين العلم و الفلسفة و الفن ـ إن العلم الطبيعي يشبه الفلسفة ـ عند جمهرة المحدثين و المعاصرين من أهلها أ من حيث إن كليهما يهدف الى خدمة الحياة العملية على نحو ما أبنا من قبل , وإن بدت تطبيقات النظريات العملية في مجال الصناعة والزراعة أوضح و أظهر , أما الفن فإن غابته لم تزل بعد مثارا للجدل , فمن الباحثين فيه من يجعل غاية الفن قائمة على التعبير عن الجمال , على اعتبار أن الفن يصدر عن صاحبه كما يصدر الأرج عن الزهر , والنور عن الشمس ... ومنهم من يوجب على الفنان أن يسخر فنه لخدمة الحياة و النهوض بها في شتى مجالاتها ...

Post a Comment

Previous Post Next Post