مفهوم الإنسان:
- لغةً (1) : الأصل في العربية من (أنس) و (أَنس) ضد توحَّش . و(تأنَّس) صار إنسانًا , فـ (الإنس) هو الواحد ، والجمع (أناس) , و(الإنسان) البشر للذكر والأنثى ؛ أي: غير الجن والملائكة .
- اصطلاحًا : يطلق على أفراد الجنس البشري , باختلاف أجناسهم  وألوانهم ، ودياناتهم وطوائفهم , و(الإنسانية) ما اختص به الإنسان , وهي مرحلة متقدمة من حيث ارتفاع ، وسمو أخلاق البشر ، قياسًا بالمراحل السابقة للنوع الإنساني , والتي كان فيها البشر يقتربون في حياتهم من الحيوان , من حيث ارتباطهم بالطبيعة ، ومن حيث قيم التعامل بينهم ، واعتمادهم قيم الوحشية والغاب .


(1)  يقال: أنَسْته , وأنِسْته ؛ أي : أبصرته. وقيل للإنس : إنس ؛ لأنهم يؤنسون ؛ أي يبصرون . كما قيل للجن : جن ؛ لأنهم لا يؤنسون ؛ أي : لا يرون . كذا ذكر الأزهرى.
وكذا جاء المعنى في القرآن الكريم , قال تعالى : ( فَإِنْ آنَسْتُم مِّنْهُمْ رُشْدًا) ؛ رأيتم .
وفي قوله تعالى : ( آنَسَ مِن جَانِبِ الطُّورِ نَارًا ) ؛ أي: أبصر فالاستئناس في كلام العرب بمعنى النظر.
وإنسان العين هو ما ينظر به , وهو : السواد الذي في العين , قال ابن سيده : أشارت لإنسان بإنسان عينها لتقتل إنسانا بإنسان كفها .
فتحصّل من هذا أن كلمة "إنسان" في كلام العرب ، يرجع إلى معنى الظهور , عكس الجن .
ثم إنهم ذكروا للإنسان معنى آخر هو : النسيان فقد أورد "ابن منظور " عن ابن عباس قوله : "إنما سمى الإنسان إنسانا ؛ لأنه عهد إليه فنسى" , كما فى قوله تعالى : ( وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِن قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا ). وبهذا قال الكوفيون : إنه مشتق من النسيان. وبهذا فإن معنى الإنسان , الذي محور حديثنا , يرجع في معناه , في كلام العرب , إلى الظهور , والنسيان .

Post a Comment

Previous Post Next Post