كانت كل نقلة حضارية تدفع الإنسان إلى تغيير نمطه القديم، والبحث عن دور التسلية الجديدة، وكانت هذه النقلة تزيد من قاعدة بهذه الأنشطة كما كانت تزيد من قدرتهم على الوصول إلى أبعد مسافة، وقد ساعد على ذلك أيضا اتساع أفق المعرفة بالتباين الإقليمي والثقافي والعلمي بين الأفراد، وكان هذا يتطلب إضافة أنواع جديدة من مصادر الترويح والمتعة، وبذلك تعددت الأنشطة وأخذ نطاقها يتسع إلى مستويات عالية لتشمل العالم كله.
وقد ساعد ذالك الثورة الصناعية وثورة النقل والمواصلات بأنواعها الجديدة والتضخم الحضاري ونظام العمل الجديد لها أجبر الإنسان عن البحث عن مناطق الترفيه. فكانت هذه بدور التغير في حركة السياحة العالمية في الحجم النوع والحركة.
وقد ارتبط التطور السياحي في العالم بثلاث عوامل رئيسية هي:
1.    الوفرة المادية.
2.    توفير وقت الفراغ.
3.    الرغبة عند الإنسان في الترويج.
ولتوفير هذه العوامل الثلاث أصبحت إمكانية نمو هذا القطاع بشكل سريع وهائل إلا أن ما يؤخذ على ذالك هو أن هذا التطور في حركة السياحة مقصورة على جهات بعينها، فأوروبا مسئولة عن ثلث حركة السياحة وأمريكيا الشمالية مسئولة عن الثلث الباقي أما إسهام العالم النامي فلا يزال محدودا، إلا أن المتوقع تحسنت الدخول ونظم العمل المعمول بها عندهم فعلى سبيل المثال إذا حدث ارتفاع في مستوى المعيشة في الصين وأسهمت الصين بـ5% معنى هذا استصدر ما يعادل 50 مليون سائح في العالم وهذا رقم ليس بالهين أو البسيط والجدول التالي والشكل يوضح تطور حركة السياحة الدولية حسب الإقليم القارات .
جدول يبين أعداد السياح في العالم على مستوى القارات. المصدر WTO
الإقليم
عام 1995
عام 2000
عام 2010
معدل النمو السنوي 1990-2010
أوروبا
337
397
525
3.1
آسيا والباسفيك
84
122
229
7.6
الأمريكتين
112
138
195
3.7
أفريقيا
19
25
37
4.6
الشرق الأوسط
11
14
21
4.9
جنوب آسيا
4
6
11
6.7
العالم
567
702
1018
4.1

وقد يرجع سبب هذا الاختلاف في حجم السياحة الإقليمية الدولية إلى جملة من العوامل من أهمها نوع وطبيعة الخدمات والتسهيلات السياحية المتوفرة وإمكانية الدولة من اللحاق بالسوق السياحية.
ومن العوامل التي تؤثر وجود أشكال الاتصال الدولي المختلفة فهي تسمح أو تعوق مثل هذه الحركة أو التطور فعلى سبيل المثال، تلعب العلاقات السياسية والخصائص الثقافية المشتركة والرابط الاقتصادي دورا هاما في زيادة وحجم الحركة، فالأمريكيون يزورون بريطانيا بأعداد كبيره لما لهم من أنساب انجلوسكسونيه وما لهم أيضا من صلات ثقافية وسياسية واقتصادية.
كما يفسر تدفق الاسكندينافيين والهولنديين إلى كل من ألمانيا وبريطانيا إلى العلاقات التجارية بين هذه الدول.وعلى العكس من ذالك فإن افتقاد الروابط التاريخية والثقافية والاقتصادية أو الخلافات السياسية أو الثقافية تؤدي إلى عرقلة الحركة ومن ابرز الأمثلة على ذالك ما تم بعد الحرب العالمية الثانية بين الإتحاد السوفيتي والغرب والقيود التي فرضت أمام تحركات السكان.
من العوامل الأخرى الأحداث العالمية وأثرها مثل الألعاب الأولمبية والأسواق الدولية حيث تؤدي إلى  تدفق مؤقت للسياح وهي لا تؤدي إلى زيادة الحجم فقط ولكن تؤدي إلى  زيادة الموسم السياحي في بعض الحالات. وفي المقابل تؤدي حوادث الخطف والقتل وإعمال الإرهاب إلى آثار سلبية بعيدة المدى، بل إن إجراءات الأمن تؤدي على مضايقة السائحين وتقييد حرياتهم .. الأمر الذي يحرم هذه المناطق السياح. ومن العوامل الأخرى زيادة أوقات الفراغ وارتفاع مستويات الدخول والتحرر من القيود الزمنية والمسافة وارتفاع نسبة التعليم وتقدم وسائل الاتصال والإعلام ثم اهتمام الحكومات بالسياحة.
الاختلاف المكاني للحركة السياحية على مستوى الأقاليم الجغرافية: كما هناك اختلافا مكانيا على مستوى القارات فإن هناك تباينا مكانيا مماثلا داخل كل قارة واستكمالا لما سبق ينبغي أن الغرض لمثل هذا التباين:
أولا : الاختلاف المكاني في أوروبا والإتحاد السوفيتي:-
تأتي أوروبا في مقدمة القارات في العالم من حيث نصيبها من حركة السياحة الدولة نحو 60% من جملة حركة السياحة العالمية إلا أن هناك فروق مكانية في أعداد السياح من منطقة إلى أخرى داخل القارة (الجدول التالي يوضح ذالك).

المنطقة
النسبة
جنوب أوروبا
50%
وسط أوروبا
22%
غرب أوروبا
18%
شرق أوروبا والإتحاد السوفيتي
9%
شمال أوروبا
2%
مجموع
100%

وبالنظر إلى الجدول نجد أن جنوب أوروبا يستأثر بـ50% من جملة الحركة السياحية في أوروبا ويعود ذالك إلى :-
§        وجود تسع دول أوروبية به ومنها دول ذات شهرة سياحية هي فرنسا، إسبانيا، إيطاليا، اليونان.
§        الجوار الجغرافي أو عامل القرب فهذا الإقليم يتاخم الإقليم الأول في تصدير السياحة إلا هو غرب أوروبا.
§        إمكانية السياحة سواء كانت طبيعية أو بشرية مثل الريفرا الفرنسية والإيطالية والإسبانية التي شهره عالميا فضلا عن ظروفها المناخية الملائمة.
§        التقليد الطويل في ميدان السياحة مثل فرنسا وإيطاليا فقد كانت فرنسا وجهه للإنجليز وإيطاليا للمسحيين منذ العصور الوسطى.
§        انخفاض التكاليف إذا ما قورنت بأي إقليم منافس آخر وخاصة في أسبانيا والبرتغال دول يوغسلافيا.
§        الدور الحكومي المشجع للسياحة من خلال وضع الخطط القومية للسياحة وإلغاء التأثيرات لكل زوار أوروبا وتشجيع السياح للإقامة الدائمة في الوطن الثاني كما فعلت البرتغال. وهذا زاد من حركة السياحة بها بالعودة عدة مرات وهن الأصدقاء والأقارب.

أما إقليم وسط أوروبا: الذي يشمل سويسرا والنمسا والمجر وتشيكوسلوفاكيا ويتأثر بـ22%  من جملة حركة السياحة بالقارة ويعود ذالك إلى عدد من العوامل:
v    الموقع المتوسط لهذه الدول بالنسبة للقارة جعلها تهيمن على حركة العبور داخل القارة وأطرافها.
v    شهرة سويسرا بالسياحة عبر التاريخ والتي لا تزال تحتفظ بها.
v    تطوير السياحة الشتوية بالتزحلق والصيفية بالتمتع بالمناطق الريفية.
v    تطوير الخدمات بها بشكل يتلاءم ومتطلبات العصر ورغبة السياح.
أما إقليم شمال غرب أوروبا : نصيبه 18% من جملة الحركة السياحية ويعود انخفاض النسبة هنا إلى أن هذه الدول ألمانيا وبريطانيا وهولندا وبلجيكا ولكسمبورج هي في الأصل دول مصدرة للسياحة طوال العام إلا أن عوامل الجذب تكمن في:
ý    طبيعتها الخلابة.
ý    تحسن وسائل المواصلات من راحة وأمن وتكاليف.
ý    وجود معالم تاريخية مثل أمستردام ولكسمبورج وبرلين.

إقليم شرق أوروبا والإتحاد السوفيتي : تبلغ نسبته 9% من جملة الحركة في أوروبا ولهذا الإقليم عوامله الخاصة في الجذب السياحي مثل الطبيعة الخلابة والمناخ الحار صيفا والشواطئ الجيدة إلا أن هناك مجموعة من المعوقات أدت إلى انخفاض هذه النسبة وهي:
A.  أن السفر إلى هذه الدول مكان محظور في الفترة الاشتراكية.
B.   النظام السياحي الذي معمول به يخضع السياحة للرقابة الصارمة شغل مخابراتي.
C.   صعوبة اللغة هناك وخاصة في الدول الإتحاد السوفيتي وهذا يرفع السياح إلى المزيد من النفقات للترجمة.
إقليم شمال أوروبا: يضم الدول الاسكندينافية وتستأثر2% فقط ويعود ذالك إلى قسوة المناخ هناك بالإضافة إلى أن من الدول المصدرة للسياحة.
ü     الاختلاف المكاني للسياحة الإفريقية:-
تناولنا ذالك على مستوى قارة متقدمة أوروبا والآن نأخذ قارة مختلفة هي أفريقيا:-
تشكل السياحة الإفريقية ما نسبته 4% من جملة حركة السياحة الدولية ويتوزع هذا الحجم على سائر أنحاء القارة كما يوضحها الجدول التالي:-

الإقليم
النسبة
إقليم شمال غرب إفريقيا
48%
إقليم شمال شرق أفريقيا
14%
إقليم جنوب أفريقيا
13%
إقليم غرب أفريقيا
10%
إقليم شرق أفريقيا
9%
إقليم وسط أفريقيا
5%
المجموع (الجملة)
100%

من الجدول يتضح أن شمال غرب أفريقيا تأثر بالمرتبة الأولى ويعود ذالك إلى قربها من غرب وجنوب غرب أوروبا، السوق التصديرية الرئيسية في العالم السياحية.  ويمثل هذا الإقليم أرخص الأماكن وأقربها بالنسبة للأوروبيين ويمكن الوصول للإقليم برا وبحرا وجوا، إذ أن هناك عبارات يومية بين طنجة وموانئ جنوب أسبانيا وعبارات بين طنجة ومرسليا في فرنسا وجنوه في إيطاليا من جهة أخرى.

1.    إن مناخ هدا الإقليم يعد ادفأ وأكثر شمسا على مدار السنة عنه في الدول الأوروبية  كما إن المياه الشاطئية على سواحل شمال أفريقيا  ادفأ منها على سواحل غرب أوروبا وهى بوجه عام مناسبة للسياحة الرياضية المائية كما تمتد على طولها شواطئ رمليه جيده ويساعد على دالك إن معظم المنتجعات الرئيسية تقع على سواحل الإقليم وان معظم السياح يقصدون الشواطىء0
2.    أسلوب الحياة في هدا الإقليم يجدب السياح من غرب أوروبا لزيارة الواحات والخيام  والعمارة  المحلية هدا فضلا عن المواضع التاريخيه0
3.    إن السياحة تلعب دورا رئيسيا في اقتصاد الإقليم  فا الإنفاق السياحي يمثل مصدرا هاما للنقد الأجنبي فتمثل السياحة المصدر الثاني للنقد الأجنبي في تونس كما تقدم السياحة فرصا للعمل أساسا لتطوير الحرف اليدوية 0
ý    أما إقليم شمال شرق أفريقيا فيأتي في المرتبة الثانية ومعظم الحركة تتجه إلى مصر ويمتلك هدا الإقليم مقومات سياحية عاليه القدر مثل المواضع التاريخية وأماكن الاستحمام الشتوي على طول ساحل البحر الأحمر إذا أصبحت هده المنطقة أكثر ارتيادا من المهتمين برياضة الغوص والسباح أما باقي دول الإقليم فا السياحة بها لا تهتم بها حكوماتهم بالإضافة إلى ا لمشاكل المحلية بهما0                                                           
ý    ويحتل إقليم جنوب القارة المرتبة الثالثة ويعتبر هدا الإقليم نطاق تصدير واستيراد للسياحة في وقت واحد ويرجع دالك إلى إن كثير من السكان البيض في جنوب أفريقيا  يقضون إجازاتهم في دولهم أو يتوجهون بشكل خاص إلى إقليم دوريان حيث تمتد سلسله من الشواطئ الممتازة كما إن  السياح من دولة جنوب أفريقيا يلعبون دورا هاما في اقتصاد الدول المجاورة لاسيما ليسوتو وسوازيلاند حيث تتم الزيادة لقضاء عطلة نهاية الأسبوع ولعل أهم مرغبات السياحة في الإقليم المحميات الطبيعية والمنتزهات القومية وجمال مرتفعات دار كانبرج وشواطئ المحيط الهندي0
ý    ويحيل غرب القارة المرتبة الرابعة إلا أن هذه المكانة لا تتناسب والعدد الكبير في دول الإقليم إلا أن هناك بعض الدول تسعى إلى تنشيط السياحة الأوروبية إليها وخاصة في وقت الشتاء الأوروبي.
ý     أما إقليم شرق أفريقيا فيحتل المرتبة الخامسة ولقد أصبح هذا الإقليم في السنوات الأخيرة أحد المقاصد الهامة لاسيما بالنسبة للسياحة الأوروبية والأمريكية الشمالية وساعد على ذالك التطور في وسائل النقل ولعل أهم العوامل التي رفعت من شأن الإقليم:



ý    التنوع الفريد فيما يمتلكه الإقليم من الحياة البرية، إذ تنتشر المحميات الطبيعية والحيوانات الضخمة والحيوانات الضخمة بها كما توجد المنتزهات القومية. وهذا كان دافعا للسياح لصيد تلك الحيوانات.
ý    تنوع الظروف المناخية بين السواحل والمرتفعات والداخل وهي تجذب السياح من كل مكان.
ý    شهرة الإقليم وشواطئه بالحواجز المرجانية التي تقع على مسافة نصف كيلو من الشاطئ مما يجعل من المياه المتاخمة وسطا هادئا عنه في الأجزاء المائلة على سواحل غرب أفريقيا.
ý    جمال الطبيعية الجبلة وخاصة في جبال كينيا كلمنجارو التي تجذب سياحة المغامرين الذين يتطلعون إلى رياضة المشي وتسلق الجبال.
ý    الحياة الاجتماعية المختلفة عن دول المصدرة للسياحة.

1 Comments

  1. السياحة حاضرة منذ القدم لحاجة الإنسان للترفيه
    عروض أوروبا السياحية

    ReplyDelete

Post a Comment

Previous Post Next Post