علاقة الإيمان والعلم

الإيمان هو التصديق الجازم بكل ما جاء عن الله عبر الوحي وببلاغ من النبي، وأن أي شك أو تشكيك في ذلك يخرج الإنسان من دائرة الإيمان، فهو يقوم على الحقيقة المطلقة التي لا يمكن دحضها أو إبطالها، أما العلم فيقوم على الفرضية والتجريب والإثبات، وأي نظرية علمية هي محل للنقض والدحض والإبطال، فهو يقوم على الشك الدائم والسؤال المستمر. والإيمان مصدره الدين المحكوم بنص إلهي – لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه- مقدس، والنقاش أو الحوار في صحته يعد من المحرمات والممنوعات، أما العلم فهو محكوم لتأملات الإنسان في الطبيعة والكون، وهو نظر اجتهادي قد يكون خاطئا ومتغيرا أيضا.

إيمان كلمة واسعة التداول مختلفة المعاني وإن تقاربت. وسارع بعض الناس لتبنيها ووصف موقفهم بأنه إيماني – وإن كانت الدوافع مختلفة، بل أحيانا متعارضة – مع دوافع من أسرع يتسربل بالعملية.

الإيمان هو الإذعان والتصديق بشيء والالتزام بلوازمه ، فالايمان بالله في العرف القرآني هو التصديق باله تعالى وبوحدانيته ورسله واليوم الآخر وبما جاءت به رسله ، مع الاتباع لا مجرد التصديق فقط ؛ لأن الإيمان هو التصديق مع الالتزام بلوازمه ، فلا اعتبار بما يجري على اللسان وكل من كان عارفا بالله وبنبيه وبكل ما أوجب الله عليه معرفته مقرا بذلك مصدقا به فهو مؤمن .
والكفر نقيض ذلك ، وهو الحجود بالقلب دون اللسان .
ومن هنا نجد أن القرآن الكريم كلما ذكر المؤمنين بوصف جميل قرن الإيمان بالعمل الصالح كما في قوله تعالى : {مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ }النحل97.
وقوله تعالى : {الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ طُوبَى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ }الرعد29.
وغيرهما من الآيات الكريمة المتضافرة .
إذا الإيمان هو علم بالشيء مع العمل بلوازمه ولا ينفك أحدهما عن الآخر .
أما العلم من دون إيمان فقد ينفك عن الالتزام بلوازمه ، كما أشارت جملة من الآيات القرآنية الى هذه الحقيقة ، كما في قوله تعالى : {وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ ظُلْماً وَعُلُوّاً فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ }النمل14، حيث تشير الآية المباركة الى أنهم كانوا عالمين بالحق مستيقنين به ، ومع ذلك لم يؤمنوا ولم يسلموا به ظلما وعلوا ، وكذا قوله تعالى : {أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ }الجاثية23، فبعض الناس يعبدون هواهم ويطيعونه ويتبعونه وهم يعلمون أن لهم إلها غيره يجب أن يعبدوه ويطيعوه .
وحاصل ما تقدم أن مجرد العلم بالشيء والجزم بكونه حقا ، لا يكفي في تحقق الإيمان ، بل لا بد من الإلتزام بلوازم ما علم ، وعقد القلب على مؤداه بحيث يترتب عليه آثاره العملية . فالانسان الذي يحصل له العلم بأن الله تعالى إله ولا إله غيره ، والتزم بمقتضى ما علم من عبوديته وعبادته ، فسوف يكون مؤمنا ، أما لو علم بوجود الله تعالى ولم يلتزم بمقتضى ما علم ولم يأت بشيء من الاعمال المظهرة للعبودية فهو ليس بمؤمن ، بل هو كافر بأحد أنواع الكفر وهو كفر الجحود ، وهو : أن يجحد الجاحد أمرا وهو يعلم أنه حق قد استقر عنده

وباختصار
-العلم يرسخ الإيمان في نفس الانسان :
- العلم برهانا للإيمان
– العلم رافعا للإيمان إلى مرتبة اليقين
– العلم محييا المشاعر الإيمانية في الانسان
2 – علاقة العلم بالإيمان في القرآن الكريم :
-        المنهج العلمي طريق للإيمان في القرآن .
-        إعجاز القرآن يتجلى في عصر العلم، في أدق ما اكتشفه العلم الحديث.




Post a Comment

Previous Post Next Post