الاقتصاد الريعي المفهوم والإشكالية
الاقتصاد الانتاجي
الفرق بين الريع والربح
مخاطر وسلبيات الاقتصاد الريعي
معنى الريع في القانون
الريع
الريع الاقتصادي (*)
يقصد بالريع الاقتصادي لوحدة ما من وحدات أي عامل من عوامل الإنتاج الزيادة في دخل هذه الوحدة عن القدر الأدنى اللازم لبقاء هذا العامل في مهنته الحالية .
فالريع الاقتصادي بهذا المعنى من طبيعة فرقية ، أي أنه يعود الى فرق في كفاءة وحدة من وحدات هذا العامل عن كفاءة باقي الوحدات .
الملكية أو ريع الأرض
في كل حقبة تاريخية تطورت الملكية ونمت حسب مفهوم علاقات اجتماعية مختلفة، وهكذا لكي تحدد الملكية البرجوازية ما علينا إلا أن نقدم عرضا عن كل العلاقات الاجتماعية للإنتاج البرجوازي.
ولكي نحاول أن نحدد الملكية بأنها علاقات مستقلة أو لائحة مستقلة أو فكرة خالدة ومثالية، لا يكون هذا إلا خيالياً بمنطقية الميتافيزيك والفقه.
إن رأي برودون حول ملكية الأرض أو ريع الأرض ، وإن أصل الريع ، الملكية ، هو شيء فوق الاقتصاد: إنه يوجد بوجود اعتبارات نفسية وأخلاقية وهذه الاعتبارات بعيدة الاتصال عن إنتاج ، وعلاقة سرية بين الإنتاج ذاته وتوزيع أدوات الإنتاج (1).
فالريع بجوهره هو وسيلة لتوزيع العدل وهو وسيلة من ألوف الوسائل التي تستخدمها عبقرية الاقتصاد لتحقق المساواة – لقد حصل تناقض عظيم بين المزارعين والملاكين من جراء تقدير الأرض ولكن بدون وقوع اصطدام – وكان هذا التناقض يهدف إلى تسوية ملكيات الأرض بين مستغليها وصانعيه. وما كانت هذه الملكية السحرية تحتاج ﺇلا أن تنزع من المستغل فائض الإنتاج الذي كان يعتبره ملكاً وحقاً له. فالريع أو باﻷحرى الملكية، حطم الأنانية الزراعية وأوجد واقعاً لا يمكن أن تخلفه لا قوة ولا تقسيم الأرض. والتأثير الأخلاقي الذي تركته الملكية في الوقت الحاضر هو العمل على توزيع الريع .
----------------------------------------------------------
(*) ريكاردو - الباب الثاني – من الطبعة الفرنسية .
(1 ) الثروة » (المجلد 2، صفحة265 .«
- 39-
وأما رأي " ريكاردو " أن زيادة سعر المنتجات الزراعية عن تكاليف إنتاجها – متضمناً الربح العادي والفائدة على رأس المال – يعطينا مقياس الريع.
إن برودون يصيب أكثر ﺇذ يجعل المالك يتدخل وينتزع من المستغل كل فائض انتاجه الذي يزيد عن تكاليف الإنتاج. إنه ينتفع من تدخل المالك لكي يشرح الريع، إنه يجيب على السؤال عندما يصبغ قاعدة لنفس المسألة ويضيف عليها مقطعاً.
ﺇن الريع – حسب نظرية ريكاردو – هو ملكية الأرض في حالتها البرجوازية، أي ملكية الإقطاع التي أصبحت خاضعة لشروط الإنتاج البرجوازي.
لقد رأينا – بالنسبة لنظرية برودون – أن سعر كل الأشياء يتحدد بتكاليف إنتاجها، بالإضافة للربح الصناعي، أي وقت العمل المستخدم. ففي الصناعة الآلية نجد سعر المنتج المحصول بأقل كمية عمل ممكن ينظم سعر كل السلع الأخرى التي هي من نفس النوع، أخذه بعين الاعتبار أن أرخص أدوات الإنتاج وأكثرها إنتاجية يمكن إكثارها للانهاية وأن المنافسة تخلق سعر السوق، أي تخلق سعراً عاماً لكل المنتجات من نفس النوع. وفي الصناعة الزراعية على العكس، نجد أن سعر المنتج المحصول عليه بأكبر كمية عمل ينظم سعر المنتجات الأخرى التي هي من نفس النوع.
ففي الدرجة لا يقدر أحد – كما هو المثال في الصناعة الآلية أن يكثر كما يريد أدوات الإنتاج التي لها نفس درجة الإنتاج، أي إيجاد أراضي لها نفس درجة الخصوبة. وهكذا ، لدى زيادة السكان – نجد أن الأرضي ذات القيمة المنخفضة، يوظف فيها رأسمال قليل. وفي كلا الحالتين تتطلب كمية أكبر من العمل للحصول على إنتاج أقل. وبما أن حاجات السكان تطلبت ضرورة زيادة العمل، فإن منتجو الأرض الذي يكلف استغلالها أكثر يكون كبيع أرض استغلالها أرخص.
وبما أن المنافسة تخلق سعر منتجو الأرض، فإن زيادة سعر المنتجات – الذي يعود لتربة أحسن يزيد على تكاليف إنتاجها – هذا الإنتاج الذي يشكل الريع. ولو كان يقدر شخص أن يجد أراضي بنفس درجة الخصوبة ولو كان يقدر – في الصناعة الآلية – أن يؤدي باستمرار إنتاج الأشياء وبشكل أرخص وتقديم آلات إنتاج أكثر وأرخص، وأن توظيف رأس المال الإضافي كان يعطي نتيجة كاﻷول، لكان سعر المنتجات الزراعية يتحدد بسعر السلع المنتجة بأحسن وسائل الإنتاج – كما رأينا بمثل سعر المنتجات المصنوعة. ولكن الريع يختفي منذ هذه اللحظة .
----------------------------------------------------------
"- توزيع الثروة - المجلد2 ، صفحة 270 مصدر سابق .
- 40 -
Post a Comment