فاعلية اداء المنظمات
علاقة الادارة الاستراتيجية بالتخطيط للمستقبل
صياغة الاستراتيجية على مستوى المنظمة
مستويات الادارة الاستراتيجية 
الادارة الاستراتيجية في التعليم 
الادارة الاستراتيجية محاضرات
التطور التاريخي للادارة الاستراتيجية 
الادارة الاستراتيجية للشركات


منظمات المستقبل
مقدمة
في هذه المحاضرة سنسـلط الضوء على الاتجاهات المستقبلية والتغيرات والتحديات التي ستواجه المنظمات، وما تتطلبه من تغييرات في تصميم بنائها التنظيمي. ومن المتوقع جداً أن تستمر المنظمات في القيام بدور حيوي وأساسي في المجتمعات الإنسانية، وسيصبح تصميم المنظمات وإدارتها مجالاً مهنياً عالياً، ومجزياً وأكثر تحدياً مما هو علىه في الوقت الحاضر، وسيتحمل المديرون في تلك المنظمات أعباءً كبيرة ومتجددة بإستمرار.
قوى التغيير المستقبلية 
هناك ثلاث قوى أو مؤثرات تغيير رئيسة ومترابطة سوف تحدد تصميم منظمات المستقبل وهذه القوى هي: المتطلبات البيئية، والتقنيات المتاحة، والقيم والاعتبارات الأخلاقية. 
ونستعرض فيما يلي هذه القوى باختصار:
1. البيئة 
2. التقنيات 
3. القيم والأخلاق الإنسانية
1. البيئة Environment 
إن على المنظمات في المستقبل أن تواجه المتطلبات والتحديات البيئية بطرق وتوجهات تختلف عن تلك التي اعتادت علىها في السابق. فمن ناحية لن يكون بوسع المنظمات هدر مزيد من الموارد الطبيعية والتي ستكون شحيحة ونادرة في المستقبل.
كما أن وعي وإدراك الشعوب بأهمية البيئة الطبيعية ومستقبل الأجيال القادمة سوف يضع ضغوطاً متزايدة على المنظمات ويحد من حرية استغلال واستنزاف تلك الموارد. 
ومن بين القوى البيئية ذات الأهمية الخاصة في هذا القرن ( الحادي والعشرين ) ظاهرة العولمة وهذا يتطلب من المديرين العاملين في هذه المنظمات تعلم كيفية الاستجابة للأسواق الأجنبية والانفتاح على العالم الخارجي. 
ومن المتغيرات البيئية الأخرى التي ستواجه المنظمات في المستقبل: تغيرات في القوى العاملة، إذ سوف تتزايد موجات الأفراد ذوي التعلىم العالي والتطلعات العالية الذين سيلتحقون بالمنظمات. كما ستزايد نسبة الإناث العاملات. 
إن التغيرات البيئية المتسارعة سوف توجد قوى و ضغوطا متناقضة على المنظمات، لتكون مرنة flexible وكفؤة efficient في نفس الوقت. فمن ناحية، إن درجة عدم التأكد العالية التي ستميز بيئة المستقبل، تتطلب من المنظمات أن تكون قادرة على الاستجابة بسرعة للتغيرات البيئية المتسارعة، وهذا سيجعل المنظمات تأخـذ في الاعتبـار التصاميم التنظيمية العضوية، والاستقلالية واللامركزية للوحدات الأصغر. وهذه التصاميم توصف في الغالب بأنها مبددة للموارد، أي أنها ليست كفؤة efficient وأما الكفاءة فتتطلبها العولمة والمنافسة الشديدة وندرة الموارد وأن التصميم الأكثر كفاءة هو النموذج البيروقراطي، إلا إنه يعرف عن هذا التنظيم عدم مرونته وعدم استجابته بسرعة لعدم التأكد. 
ومن ناحية أخرى فإن سرعة التغيرات خارج المنظمات ستقلل من أهمية التخطيط طويل المدى، ولكن في نفس الوقت، وبصورة متناقضة سيصبح التخطيط أمراً حيوياً. ولكن هذه الخطط ستكون أكثر فاعلىة، وأكثر مرونة في توجيه المديرين في أفعالهم وتصرفاتهم.
2. التقنيات
تصاعد الثورة المعلوماتية وبخاصة في مجالات تقنيات المعلومات سيجعل المديرين بحاجة لمعالجة تلك المعلومات الغزيرة بفعالية. وسيكون لهذه التقنيات تأثيرهـا على تصميم المنظمات المستقبلية، نظراً لمقدرتها على حل بعض المشكلات الناشئة عن المتطلبات البيئية. 
ومن بين تقنيات المعلومات التي يتوقـع أن يكـون لهـا تأثير كبير في المستقبـل هـي: 
1 ـ تقنيات التفاعل الإنساني Human Interface: وتتضمن تلك التقنيات التي تتيح للإنسان فرصة التفاعل مع الوسائل الإلكترونية. 
2 ـ تقنيات الاتصالات: حيث ستشهد تقنيات التصنيع تطورات ملحوظة وهامة في مجالات استخدام الحاسوب والإنسان الآلي Robotics وغيرها. وقد ساعدت هذه التقنيات على تطور تقنية التصنيع المرنة Flexible Manufacturing أو تقنية التصنيـع المتكامل باستخدام الحاسوب ( Computer Integrated Manufacturing _ CIM ) وتسمح هذه التقنية للمنظمات وتساعدها على تحقيق التكامل والتنسيق بين الوظائف الثلاث: تطوير المنتج، والإنتاج، والتسويق.
3. القيم والأخلاق الإنسانية 
من المتوقع أن ينال موضوع القيم والأبعاد الأخلاقية في أداء المنظمات وأنشطتها وعملياتها اهتماماً أكبر في المستقبل، وذلك نتيجة لبعض الأزمات الخطيرة التي سببتها. ومن بين التحديات التي ستواجه المديرين والمعنيين بتصميم المنظمات هي كيف يمكن جعـل المنظمات أفضـل من الناحية الأخلاقية. فعلى المسـتوى الداخـلي ( بالنسبة للعاملين ) ستواجه المنظمات ضغوطاً متزايدة لتحسين نوعية حياة الفرد العامل في المنظمة، وتوفير فرص النمو والتطور وتحقيق الذات، وتخفيف سيطرة المنظمة عليه. 
وأما على مستوى المجتمع، فستواجه المنظمات ضغوطاً وقيوداً لتبني أهداف وتوجهات وسياسات وقرارات أكثر نبلاً وأكثر شفافية تجاه مصالح المجتمع وموارده وأجياله المستقبلية وقيمة تقاليده والاضطلاع بمسؤولياتها الاجتماعية والأخلاقية بأمانة. 
الاتجاهات المستقبلية في تصميم المنظمات
إن قوي التغير السابق ذكرها البيئة و التقنيات و القيم الإنسانية سوف تدفع منظمات المستقبل إلي الميل نحو الخصائص الرئيسية الثلاثة المترابطة و المكملة لبعضها وهذه الخصائص و الأبعاد هي:
1- صغيرة و نحيلة 
2- لا مركزية و ريادية 
3- دولية / كونية 
1. صغيرة ونحيلة 
يتوقع أن تصبح منظمات المستقبل أصغر مما هي علىه الآن، وأن تستخدم عدداً أقل من العاملين. ويطلق البعض على هذه الخاصية أيضاً downsizing وتعني تقليص المنظمة من خلال تخفيض عدد المستويات الرأسية، وتقليص عدد المديرين في خط الوسط Middle managers وتوسيع نطاق الإشراف، ونقل السلطة للمستويات الدنيا. 
وبالنسبة للهيكـل التنظيمي في منظمـات المستقبـل فيتوقـع أن يكـون أكـثر انبسـاطاً (Flatter) وتتضمن مستويات إدارية أقل. وسوف تختفي عدة مستويات من الإدارة الوسطى في المنظمات نتيجة زيادة قدرات عدد أقل من المديرين على معالجة مزيد من المعلومات باستخدام النظم المحوسبة. وسيعوض النقص في عـدد العاملين باستثمارات وبدائل في مجال تقنيات المعلومات. 
والسؤال الذي يجب أن نجيب علىه هنا هو: إلى أي مدى يمكن أن يتحقق هذا التوقع؟ أي أن تصبح المنظمات نحيلة وصغيرة (Lean and Mean) إن المنظمات تقاوم أي تغييرات جذرية في هياكلها التنظيمية.
ذلك لأن الإدارة ترى أن الوحدات الكبير والأعداد الكبيرة من العاملين التابعين لها توفر لها الدعم والنفوذ والمكانة.
لذا لا يمكن إحداث تغييرات هيكلية جذرية بدون مساندة القوة المهيمنة في المنظمة، ويبرز دور هذه القوى بشكل خاص في حال تقليص الوحدات وتقليص عدد العاملين.
2. اللامركزية والريادة 
من المتوقع أن تميل المنظمات الكبيرة مستقبلاً نحو تطبيق المزيد اللامركزية، وأن يزداد اعتمادها مستقبلاً على وحدات العمل Business Units التي تتمتع بالاستقلالية وستكون مسئولة عن أدائها، ولن تكون خاضعة لرقابة مشددة ونتيجة لتخفيف الرقابة ستكون المنظمات الكبيرة قادرة على خفض المصروفات الإدارية الثابتة ومن أسباب ذلك ما تتطلبه المتغيرات البيئية والمنافسة والعولمة وزوال الحماية الجمركية من مرونة وإبداع وسرعة في الاستجابة لمتطلبات واحتياجات العملاء، هذا بالإضافة إلى أن تقنيات المعلومات المتاحة سوف تسمح للإدارة العلىـا وتشجعها على تطبيق لا مركزيـة اتخـاذ القرارات ومركزية الرقابة. 
والسؤال هنا كيف سيتحقق الترابط والتنسيق بين تلك الوحدات؟ 
والإجابة على ذلك هو أن الروابط الضرورية سيتم تحقيقها من خلال التقنية وتلك الكيانات المتنافسة لن تكون محمية من قبل المنظمة المركزية بالطرق التقليدية.
3. الخاصية الدولية (تعدد الجنسيات) 
إن تزايـد عولمة الأعمال، والأنشطة للمنظمات متعددة الجنسيات في المستقبل، وسيساعد على ذلك التطور التقني المتوقع والذي سيضمن بأن ما يحدث في أي جزء في العالم سرعان ما تنقله الأقمار الصناعية إلى باقي أرجاء العالم وبذلك تستطيع المنظمات غير الكفؤة أن تخفي فشلها.
كما تصبح منظمات المستقبل متعددة الثقافات ونشمل عاملين من جنسيات عديدة وهذا يتطلب تزويد المديرين بالوعي لإدارة الإختلافات الثقافية وتسخيرها لتحقيق مصلحة العمل.
وسوف تشهد المنظمات في المستقبل زوال الحدود الدولية تدريجياً 23ضوالحماية الجمركية التي اعتادت الدول فرضها ولا سيما في ظل تطبيق اتفاقيات التجارة الدولية.
ومن بين الأمور التي تتطلبها العولمة (اتفاقيات التجارة الدولية) هو تكـييف المنتجـات والخدمـات لاحتياجـات الأسـواق العـالميـة المختلفـة وهذا يتطلب استراتيجية عمل عالمية، وليس منهجاً محلياً متعدد الجوانب، ومفتاح الحل هنا هو ربط الأنشطة التي يتم إنجازها في دول مختلفة. 

Post a Comment

Previous Post Next Post