صفات عادات الشعب الفرنسي
فرنسا هي واحدة من ارقى المدن الغربية التي تفتخر بان تكون الحرية و المساواة من اهل مبادئها. يعيش اغلب الفرنسيين ، بنسبة تقدر ب 75% في المدن ويتمركزون في البنايات الكبيرة و العالية ويفضلون الابينة القديمة جدا وليست الحديثة ، ولا يهتم اغلب شعوب فرنسا بوسائل الحياة الحديثة ، فعلى سبيل المثال يفضل اكثرهم إستخدام موقد الفحم بدلا من مراكز التدفئة . وهنالك قواعد وتعليمات صريحة ومشددة تمتع القيام بعمليات البناء و الانشاء في المناطق المدحمة بالسكان حتى لا تسبب لهم الازعاج وبهدف تأمين الهدوء و السكينة . اما بالنسبة للأشخاص من ذوي الطبقة المتوسطة او المتدنية فتم تخصيص مدن و مناطق خاصة بهم مع توفر وسائل النقل و كافة البنية التحتية لهم. اما بالنسبة للقلة التي تعيش في الريف فهي 25% من السكان فقط ، وهم يشكلون مجتمعا زراعياً و يقومون بالصيد وهو يتمتعون بكافة الخدمات و البنية التحتية التي يتمتع بها اهل المدن تماماً ، فهم يمتلكون السيارات و اجهزة التلفاز و الانترنت ، الكهرباء الماء ووسائل التنقل. يشتهر الشعب الفرنسي الطبخ فهو بالنسبة لهم احد الفنون التي يتقنونها و يبرعون بها ، وهنالك عدة صلصات و اكلات فرنسية معروفة عالمياً . وبما ان فرنسا دولة تتمسك بالحرية فأنها اعطت الحرية الدينية لجميع سكانها ، فهم يتنوعون مابين الدين المسيحي، الاسلامي ، اليهودي و البوذي و غيرهم من الاديان . يمتاز المجمتع الفرنسي بشكل عام بالرقي ، و تعمل النساء جنبا الى جنب مع الرجل ف 80% من نساء فرنسا يعملون في وظائف خارج المنزل ، ولا ننسى طبعا ان نذكر بأن الشعب الفرنسي يحب التسلية كثيرا ، السهر ، السينما، وغيرها من النشاطات . من التقاليد اليومية عند الشعب الفرنسي ضرورة تناول وجبة الافطار بشكل يومي و المكونة غاليا من القهوة ، الشكلاتة او الكرواسان ، لذا نراهم يتمتعون بالرشاقة الدائمة . من احد التقاليد الطريفة في فرنسا انها تلزم المحطات الاذاعية اي الراديو ببث الاغاني الفرنسية فقط في اغلب ساعات النهار و تسمح ببث الاغاني الغير فرنسية ليلا فقط حتى تحافظ على اللغة الفرنسية بان تبقى اللغة الاولى فيها .
لمعروف عن الشعب الفرنسي أنه شعب راق بتاريخه وثقافته وحضارته بشكل عام، ولكن العيش في مجتمعاتهم والتعامل اليومي معهم يزيدنا معرفة بهم أكثر مما تقدمه عنهم الكتب والاعلام اللذان يمكن أن يعكسا جانبا دون آخر لهذ الشعب.
فالشعب الفرنسي شعب مغرور بل وفخور بذاته وهو شعب يعشق أرضه ولغته عشقا دون حدود الى درجة أن هذا العشق بات ينعكس سلبا عليه كونه لايعترف بلغات  أخرى غير لغته الام مما يجعله منعزلا لغويا من هذه الناحية، وفي الواقع، أن العولمة لم تؤثر كثيرا على الفرنسيين فالفرنسي لايتكلم أية لغة أجنبية ولا حتى الانكليزية، وإن تكلمها فستكون برداءة فظيعة وهذا مايزيد من غيظ السياح الذين يزورون فرنسا والذين ليست لديهم الا اللغة الانكليزية للتعامل بها مع الفرنسيين. والاغرب من ذلك أن طلاب المدارس الفرنسية  لهم خيارات كثيرة في دراسة لغتين يختارونهما من بين الانكليزية والالمانية والاسبانية وحتى الصينية، ولكن هذه المشكلة هي من موروثات الماضي التي ما تزال تجري في دماء الفرنسيين وتؤثر على حاضرهم.
ومن حيث اللباقة، فالمعروف عالميا عن الشعب الفرنسي أنه شعب لبق جدا وفنون الاتيكيت لديهم مبالغ فيها في بعض الاحيان، ولكن الذي لانعرفه أن ما بين تحيتي صباح الخير ومساء الخير، هنالك عشرات من التحايا التي يستعملونها بينهم، مثل طاب يومكم، طاب ظهركم، طاب عصركم، طابت نهاية عصركم، طاب مساؤكم...الخ لدرجة أن المرء يقع في حيرة من امره ولايعرف بأية تحية يسلم عندما يصادف الفرنسيين.
ورغم أن الشعب الفرنسي منفتح على ثقافات الشعوب الاخرى ولكن يبقى العدو اللدود للفرنسيين هو الشعب الانكليزي، فهذان الشعبان لايطيق بعضهم البعض بسبب أحداث تاريخية  تعود خلفيتها الى المنافسة الحادة بين هذين البلدين على المستعمرات، وأي منهما يستعمر أكثر من الآخر، فهنالك مقولة مشهورة للانكليزعن الفرنسيين تقول " إن فرنسا رائعة ولكن من دون الفرنسيين"، أما الفرنسيون فيسخرون من الانكليز ومن نظامهم الملكي الذي يعتبرونه نظاما عفا عليه الزمن ولايمت الى التمدن بصلة.
و يتصف الفرنسيون أيضا بروح الفكاهة والسخرية  فمعظم موضوعات السخرية والنكات التي يطلقها الفرنسيون هي على البلجيكيين حيث يصفونهم بالبلادة والغباءة، وذلك لان البلجيكيين يتكلمون لغة فرنسية غريبة ذات تعابير مثيرة للضحك برأي الفرنسيين وخصوصا الباريسيين الذين يعتبرون كل ماهو غير باريسي قروياً، كل هذا هو تراث متبقى مما فرضته الامبراطورية النابليونية وغرزته في عقول الفرنسيين.
العادات والتقاليد
الشعب الفرنسي من أكثر و أشهر المراعيين للذوق الأجتماعى ( الأتيكيت) الذى يسيطر على جميع تصرفاتهم و تفاصيل حياتهم كأسلوب الحديث و التحية  و طريقة الجلوس و تناول الطعام . على سبيل المثال لا يجوز التحدث بصوت عال اثناء تناول الطعام و يجب الحفاظ على وضع الذراعين فوق المنضدة ، و مراعاة تبادل البسمات من وقت لآخر مع الجالسين على المنضدة . لا يجوز دخول أحدهم لأى مكان قبل تحية جميع الموجودين به ، مع مراعاة حدود الرسميات و الذوق ؛ فأذا كان من به من غير الأصدقاء و المقربين يجب عليه أستخدام لفظ "سيدى" أو "سيدتى" أثناء التحية . و أذا دخل احدهم فى نقاش أو حديث فأنه يتوخى عدم التكلف و الأطالة فى الحديث و التفصيل .
يتمتع الشعب الفرنسي بحفاوة و حميمية كبيرة فيما بينهم ؛ فتجدهم حريصين على اقامة علاقات ودية و طيبة مع جميع الجيران ، و لا يغادر أحدهم مكان عمله قبلما يصافح أو يحيي جميع زملائه.
هناك العديد من العادات و التقاليد الفرنسية المرتبطة بأعيادهم و مناسباتهم المختلفة . ففى الكريسماس مع جو المرح و التفاؤل الذى يسيطر على جمبع المدن الفرنسية ينطلق الفرنسيون لشراء لوازم العيد من ملابس و زينة و تقام فى هذا اليوم الكثير من المهرجانات و عروض العرائس . يرتبط الكريسماس لدى الفرنسيين بعشاء الصحوة ( أشارة الى ميلاد المسيح و صحوة الضالين من غفلتهم و ضلالهم بميلاده المجيد) و هو يقام فى ليلة الكريسماس حيث تتجمع الأسرة الكبيرة حول المائدة ليتناولةا الذ أطباق لحم الديك الرومى و الأوز و حلوى البودينج. يزين الأطفال فى ليلة العيد شجرة الكريسماس بالحلوى و المصابيح ، و يضعون احذيتهم امام المدفأة ، معتقدين أن بابا نويل سيأتى بعد نومهم ليضع فيها أجمل هدايا العيد  لهم ، بينما يقوم بهذا الدور فعليا الأباء و الأمهات .
 فرنسا هى  بلد العطر والجمال والسلام ، و هى افضل البلدان التي تمتلك طبيعة وجمال. من اهم المناسبات السنوية افرنسية أيضا يوم الباستيل – و هو يحيي ذكرى يوم تدمير سجن الباستيل الذى كان أحد رموز و أسباب القهر و الظلم فى فرنسا قديما- و يحتفل فيه الفرنسيون صباحا بأقامة المواكب و الأحتفالات الشعبية الراقصة ، و بأطلاق الألعاب النارية ليلا لأنارة سماء الحرية الفرنسية.
يعد المطبخ الفرنسي من أبرز المطابخ العالمية و اشهرها على الاطلاق، و هو يتميز بروعة مذاق أطباقه و تنوعه. تأثرت العديد من المطابخ الأوروبية بالمطبخ الفرنسي على مر العصور و تم ضم مجموعة كبيرة من أشهر الأصناف الفرنسية الى قائمة العديد من أبرز المطاعم الأوروبية و العالمية.

Post a Comment

Previous Post Next Post