الظروف الطبيعية التي تعيش فيها سكان القطب الشمالي المتجمد
القطب الشمالي هو طبقة
رقيقة من الثلج المتجمد فوق المحيط
لأن
القطب الشمالي هو طبقة رقيقة من الثلج المتجمد فوق المحيط؛ فهو حساس جداً للتغييرات
المناخية، وارتفاع درجات الحرارة في فصل الصيف يؤدي إلى ذوبان جزء كبير من الثلج وحدوث
صدوع كبيرة؛ الأمر الذي لا يحدث في القطب الجنوبي.
في القطب
الشمالي هناك دورة معيّنة للتجمد والذوبان؛ حيث يذوب حوالي نصف الجليد في شهور الصيف،
ثم يعود ليتجمد، ليصل إلى حوالي مساحة الولايات المتحدة الأمريكية أثناء الشتاء، وتشير
الدراسات المناخية إلى أن طبقة الجليد السميكة في جرينلاند بالقطب الشمالي، والتي يصل
سمكها إلى حوالي ميلين تتآكل بسرعة؛ بحيث ستصل إلى نصف حجمها بنهاية هذا القرن، وتشير
دراسات أخرى إلى أنه في خلال بضع عشرات من السنين قد يخلو القطب الشمالي من الثلج خلال
شهور الصيف! وتشير الدراسات أيضاً إلى أن القطب الجنوبي يفقد ثلوجه أيضاً، وإذا ما
ذابت ثلوج القطب الجنوبي بالكامل؛ فإن هذا سيؤدي لارتفاع مستوى المياه في بحار العالم
بحوالي 60 متراً.
الوسط
البحري غني للغاية ويزخر بالأسماك والحيتان والفقمات وكل أنواع الحيوانات البحريّة
الموجود في المياه الجليديّة.
وقد
طوّر السكان الأصليون تقنيات الصيد الكلاسيكيّة المعروفة والمعتمدة حول العالم وهم
طوروا زورق الكاياك الشهير.
بلدان
القطب الشمالي تتحول إلى فضاء مجمد تصل فيه درجة الحرارة إلى 40 تحت الصفر، لكنها على
الإطلاق لم ولن تمنع شعوب تلك المنطقة ليس فقط من ممارسة حياتهم الطبيعية فحسب، بل
علاوة على ذلك فإنهم يستثمرون ذلك الصقيع في إثارة روح المتعة، وممارسة الرياضة الشتوية
كهواية التزلج على الجليد بأشكال وأنواع مختلفة.. إنها الإرادة والتخطيط اللذان إذا
ما توفرا في بلد فإنه بكل تأكيد سيكون في صفوف البلدان المتقدمة.
قسوة
الشتاء تدفع شعوب تلك المنطقة إلى إدمان القهوة، التي يجيدون طبخها بنكهات مختلفة وبطعم
يثير إعجاب حتى بلد القهوة ومهدها الأول البرازيل الذي يأتي في المرتبة الأولى بالنسبة
لإنتاج البن على مستوى العالم. فالقهوة رفيق خفيف الدم في معظم بلدان اسكندنافيا والبلدان
القطبية الأخرى. هناك حيث يخيم الليل في بعض المدن القطبية قرابة الشهرين في فصل الشتاء،
ويطول في مدن أخرى إلى أكثر من عشرين ساعة، والأمر معكوس تماما في فصل الصيف فالنهار
له الحصة الأكبر من اليوم.
قوة
الطبيعة وصعوبة الحياة هناك لا تؤثران كثيرا على حركات الطيران، وهذا عكس ما يحصل في
بلدان وسط وجنوب أوروبا بما في ذلك البلدان الكبرى، إن مطارات البلدان القطبية لا تأبه
بمتغيرات المناخ في فصل الشتاء أبداً، بل هي مؤهله بشكل مذهل، ولمواجهة تجمد جسم الطائرة
أثناء العواصف الثلجية يرش جسم الطائرة بمادة سائلة تقاوم تجمد الطائرة. الملفت انه
ورغم عدم توفر الثروات النفطية في بلدان تلك المنطقة باستثناء النروج، لكن فيها بنية
تحتية محكمة جدا، مهيأة بشكل كامل لمواجهة تلك الظروف الطبيعية القاسية.
تغطي الجبال الجليدية مساحات شاسعة من هذه المناطق . بعض
هذه الجبال الجليدية ضخم جدا وقد يصل سمكها إلى 5 كم . على أطراف المناطق القطبية
. تذوب الطبقة العليا من الأرض في فصل الصيف ، وعندها تصبح مكسوة بالمستنقعات وبالنباتات
ذات الجذور القصيرة . في المناطق المجاورة للقطبين تغيب الشمس في الشتاء لعدة أشهر
، أي أن هذا الفصل يكون عبارة عن ليلة واحدة طويلة؛ أما في الصيف فتظهر الشمس لعدة
أشهر متواصلة ، أي ، يكون هذا الفصل عبارة عن نهار واحد طويل . النباتات والحيوانات
في المناطق القطبية غير متوفرة بشكل كبير . يواجه الناس صعوبة في التأقلم مع هذه الظروف
الطبيعية ، وثمة من يعتقد أن تلك الظروف هي الأصعب لبقاء الإنسان . إن القدرة على العمل
في البرد القارس محدودة ، وبسبب قلة الضوء من الصعب المحافظة على معنويات عالية ، بالإضافة
إلى أن الأراضي التي يمكن زراعتها قليلة ، والفترة التي تلائم الزراعة قصيرة . كذلك
، عدد الأنواع التي يمكنها أن تنمو في المنطقة قليل ومن الصعب تطوير وسائل النقل .
ولذلك فإن هذه المناطق منفصلة ومعزولة . على الرغم من ذلك ، في هذه المناطق أيضا تعيش
مجموعات سكانية صغيرة . حتى خمسينات القرن الماضي كان معظم سكان القطبين من الرحل وعملوا
في الصيد ، صيد الأسماك وتربية المواشي ، - الظروف الطبيعية قاسية جدا ، ولا توجد فيها
تجمعات ثابتة بتاتا . يمكث في هذه القارة فقط العلماء والباحثون في مختلف المجالات
إرسال تعليق