الشعر في عهد الخلفاء الراشدين
   كانت أهم موضوعات الشعر في هذا العهد :
أ-   تصوير المعارك : يقول قيس بن مكشوح المرادي :
     جلبت الخيل من صنعاء تـردي *     بكل  مدجـج  كالليث  سامي
إلى  وادي القرى  فديار  كـلب *    إلى اليرموك  فالبلد الشآمـي
وجئت  القادسيـة  بعد  شـهر *    مسومة   دوابرهـا    دوامي
فناهضنا  هناك  جمع  كسـرى *    وأبنـاء  المرازبة  الـكـرام
فلما أنْ  رأيت  الخيل   جالـت  *    قصدت لموقف الملك  الهـمام
فأضرب رأسه فهوى صريـعاً   *    بسيف  لا   أفلَّ  ولا   كـهام
وقد أبلى الإله  هناك  خــيراً *    وفعل الخير  عند الله   نامـي
وهي - كما ترى - تصوِّر رحلة الشاعر من دياره، ومسيرتهم عبر الشام، ثم يصف انتصارهم الكبير على كسرى وقوّاده العظام .
ب- الرثاء :  وهو قسمان :
  1- رثاء الخلفاء : مثل رثاء عاتكة بنت زيد بن عمر بن الخطاب لجدها:
عينُ   جودي   بعبرة    ونحيب      *    لا تملي على الإمام النجيب
فجعتني المنون  بالفارس  المُعًََلَّم *    يوم    الهيـاج    والتلبيب
عصمة الناس والمعين على الدهر     *    وغيث المنتاب  والمحروب
وهي تطلب من عينها أن تكثر من البكاء، ولاتبخل، ولا تمل البكاء؛ لأن الموت قد أصابها بموت جدها، واصفة إياه بأنه شجاع؛ يُعلِّم نفسه في المعركة، وأنه ملجأ الناس، ومساعدهم على ظروف الدهر ومصائبه .
2- رثاء الشهداء : مثل رثاء شهداء القادسية .
جزى الله  أقواماً  بجنب  مشرق     *    غداة دعا الرحمن من  كان    داعياً
جناناً من الفردوس والمنزل الذي *  يحل به م الخير من كان  باقياً   وواضح من الأبيات ظهور فهم جديد، متمثل في نيل الجنة نظير الاستشهاد، بل أنهم عند طلبهم الشهادة إنما يدعون الله أن يرزقهم الجنة، وفي رثاء الشهداء تمجيد لهم، وإشادة ببطولتهم، ومع الحزن على فقدهم فاننا نجد الرضا بقضاء الله .
النثر في عهد النبي (ص) :  ويتكون من :
(أ‌) الحديث النبوي الشريف: يعد الرسول (ص) أفصح من تكلم بالعربية في تاريخها الطويل؛ فقد أوتى جوامع الكلم؛ لذا كان حديثه أبلغ أنواع النثر العربي. ومن دلائل بلاغته أنه:
    1 - لم يكن يتكلف الكلام .
2- لم يكن يستخدم الألفاظ الخشنة، والوعرة .
3 -كان يوجز في كلامه بقدر ما يطلبه الموقف .
4- كان يستعمل من الكنايات والتعابير ما لم تستخدمه العرب من قبله مثل (حمي الوطيس) .
 (ب) الخطب : للرسول خطب كثيرة، منها، خطبته يوم فتح مكة، التي أشار فيها - بعد توحيد الله ، ومدحه - إلى إلغاء كل المفاخر عدا سدانة البيت، وسقاية الحاج. وأشار فيها إلى المساواة بين البشر؛ مستشهداً في ذلك بالقرآن، وعفا فيها عن قريش بجملته المشهورة  " اذهبوا فأنتم الطلقاء".
من خصائص خطبه: 1- أنها تمتاز بالايجاز والاختصار. 2- أنه كان ينوع في افتتاحيات خطبة . 3- ألغى (ص) كل المفاخر التي كانت تفتخر بها العرب وقريش في الجاهلية ولم يستثن إلا خدمة الكعبة والتروية (هذه خاصة بالخطبة السابقة). 4- أكد ما جاء به القرآن من المساواة بين الناس .     5- خلو الخطب من الكلمات الصعبة.  6- خلوها من السجع والبديع المتكلف. 7- كان (ص) يستشهد بالقرآن .
(ج) الرسائل : بعد أن استقرت حكومته (ص) في المدينة، بعث بالرسائل إلى الدول المجاورة، والأطراف البعيدة مثل: فارس، والشام، واليمن، ومصر: يدعوهم فيها إلى الإسلام، ومن أهمها رسالته إلى هرقل  عظيم الروم ،وكسرى عظيم فارس. وأهم ما يميز رسائله : 1- الإيجاز البليغ: مثل عبارته (أسلم تسلم) بما تحمل من دعوة هادئة، وتهديد واضح .2- لا تكاد تخلو رساله من رسائله من القرآن الكريم، ومعانيه. 3- ليس للمحسنات البديعية أثر فيها .
النثر في عهد الخلفاء الراشدين : كان يترسم خطا نثر الرسول (ص) من حيث:1/ الفصاحة والبلاغة. 2/ اخذ المعاني من القرآن الكريم3/والحديث النبوي4/ الايجاز البليغ.  وكان يشمل (أي النثر):
(1)  الخطابة : ولقد كان الخلفاء من الخطباء ، ولهم خطب كثيرة منها: لأبي بكر الصديق يقول فيها :  " أيها الناس إني قد وليت عليكم، ولست بخيركم ، فإن رأيتموني على حق فأعينوني، وإن رأيتموني على باطل فسددوني، أطيعوني ماأطعت الله فيكم، فإذا عصيته فلا طاعة لي عليكم، ألا إنَّ أقواكم عندي الضعيف حتى آخذ الحق له، وأضعفكم عندي - القوي حتى آخذ الحق منه، أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم " .الخطبة - كما ترى- تختص بما يلي :1 - أنها دستور التعامل في خلافته 2- أنه ليس خير الصحابة .3- أنَّ طاعة المسلمين له مصدرها طاعته الله.  4- العدل المطلق بين المسلمين.
 ومن خطب عمر قوله : " اقرأوا القرآن تُعْرَفوا به، واعملوا به تكونوا من أهله، أنه لم يبلغ ذي حق أن يطاع في معصية الله . ألا وأني أنزلت نفسي من مال الله بمنزلة والي اليتيم . إنْ استغنيت عففت وإنْ افتقرت أكلت بالمعروف، تقرم البهمة الإعرابية القضم لا الخضم "
والأفكار التي تمثلها الخطبة هي :1/ بلوغ الحق في الحكم  وغيره تكون بطاعة الله. 2/ سياسته إزاء مال الدولة كسياسة راعي اليتيم مع مال اليتيم كما قررها الله في قوله :  ﴿ فإنْ آنستم منهم رشداً فادفعوا إليهم أموالهم ولا تأكلوها إسرافاً وبداراً أن يكبروا ومن كان غنياً فليستعفف، ومن كان فقيراً فليأكل بالمعروف ﴾ .

Post a Comment

Previous Post Next Post