ماهية
الجماعة الرياضية :
علم الاجتماع الرياضي علم متخصص بدراسة كثير من
المواضيع المنهجية بما فيها ماهية الجماعة الرياضية ، لذلك يعرف بأنه" العلم
الذي يدرس طبيعة العلاقات الاجتماعية وأسبابها ونتائجها التي تقع بين أعضاء الفرق والجماعات الرياضية
" .(1)
أو انه"العلم الذي يدرس التحليل
البنيوي والوظيفي للفرق الرياضية ، أي يدرس بناء ووظائف وعلاقات وأهداف الفرق
الجماعية الرياضية، كفرق كرة القدم، وكرة السلة، وكرة اليد، والكرة الطائرة
".(2)
اختلف
العلماء في تحديد معنى الجماعة ، فهناك من يطلق لفظ الجماعة على شخصين أو أكثر على
أساس القرب المكاني بين الأفراد بينما يرى البعض أن تعريف الجماعة يقتضي الانتماء إلى
هيئة أو منظمة أو فريق ، وقد تطلق لفظة الجماعة على أفراد لايشترط أن يكونوا
متقاربين
في المكان ولا يشترط أن يعرف بعضهم بعضا كالإفراد الذين تجمعوا لرؤية مباراة في
منافسة رياضية ولكن نقصد بالجماعة فردين أو أكثر يسلكون تبعا لمعايير مشتركة ولكل
منهم دور في الجماعة يؤديه مع تداخل هذه الأدوار بعضها مع بعض والسعي لتحقيق هدف
مشترك
1-1 -1-2أنواع
الجماعات :
مايلفت النظر في
عالمنا هو ذلك القدر الكبير من الوقت الذي يقضيه الناس معا في جماعات ،إذ يجتمع
الناس لأسباب وأمور متعددة ،فقد يجتمعون للدراسة أو اللعب أو العمل أو لمشاهدة بعض
المنافسات الرياضية وما إلى ذلك .
وتتباين
وجهات النظر في تقسيم الجماعات إلى أنواع من حيث تكوينها ووظيفتها واستمرارها ومدى
العلاقة بين أفرادها ، واهم هذه الأنواع هي:
Ginsberg ,M.sociology
,London ,Oxford
university press 1950,p,12.(1)
(2)إحسان
محمد وكامل طه الويس: أسس علم الاجتماع الرياضي ، بغداد،ب م،1980،ص49.
أولا
: ألجماعه الأولية والجماعة الثانوية primary and
secondary Groups
ويقصد بها الجماعة التي تكون فيها
العلاقات بين الإفراد قائمة على أساس العلاقة وجها لوجه ،كما تتميز العلاقة فيها بأنها
وثيقة ومستمرة ومثالها جماعة الفريق
الرياضي
والأسرة التي تعد أهم الجماعات الاوليه ، كذلك جماعة الأصدقاء ، أما ماعدا ذلك من
الجماعات فتعد جماعات ثانوية ، وتعتبر الجماعة الأولية أهم الجماعات لأثرها البالغ في الفرد لأنه يتشرب منها كثير من
المعايير التي تستمر معه وتقرر سلوكه في الجماعات الأخرى التي ينتقل إليها ، وتختلف
الجماعة الأولية عن ألجماعه الثانوية من حيث الوظيفة ومن حيث الاستمرار ومن حيث
متانة الروابط التي تجمع بين الأفراد .(1)
ثانيا : الجماعة الرسمية و غير
الرسمية Formal and
Informal Groups(2)
تعد الجماعة رسمية إذا كان لكل فرد فيها دور محدد ومكتوب وان يكون سلوك الأعضاء
كما هو متوقع منهم ، فالجماعة الرسمية لها تنظيم دائم ثابت محدد البناء ،مثل جماعة
العمل كذلك فان الجماعة الرسمية تصبح ذات تأثير محدود وضعيف على الفرد وتعد بقية
الجماعات غير رسمية وهي بذلك جماعات اختيارية أي يشترك فيها الفرد إراديا وهي بذلك
ذات تأثير قوي في اتجاهاته وسلوكه..
ثالثا
: الجماعات الدائمة وغير الدائمة : (3)
يقصد
بدوام الجماعة المدة التي تستمر فيها العلاقات بين الأعضاء ،وتختلف درجة الدوام من
جماعه لأخرى وتتميز درجة الاتصال بالاستمرار والتكرار والارتباط. مثل جماعة فرق الأندية
الرياضية التي تتحدد بوجود علاقات داخلية ومجموعة مشتركة من الأهداف بين اللاعبين
وبقدر من الثبات والاستقرار ،أما الجماعة غير الدائمة فتتمثل بالجمهرة أو الحشد
مثل تجمع الناس لمشاهدة مباراة أو منافسة رياضية أو مشاهدة تدريب إحدى الفرق
الرياضية .
(1) سعد جلال ومحمد حسن علاوي .علم النفس
التربوي الرياضي،الطبعة الخامسة،القاهرة،دار المعارف،1976،ص448-447.
(2) سعد جلال و محمد حسن علاوي: المصدر
نفسه، ص223 -226 .
(3) خير الدين عويس وعصام الهلالي: المصدر السابق، ص246.
1-1-2-5 قياس العلاقات الاجتماعية في الفريق الرياضي :
في
الفرق الرياضية الجماعية مثل كرة القدم و كرة السلة و كرة اليد و الكرة الطائرة
نلحظ أن تجميع أحسن اللاعبين معا قد لاينتج عنه أحسن أداء للفريق ، ولضمان الوصول إلى
المزيد من فاعلية الفريق ينبغي اختيار اللاعبين الذين يستطيعون التفاعل معا بدرجة
كبيرة ،وكثير مانرى إن اللاعب يختار في الفريق على أساس امتيازه الفردي بغض النظر
عن الحالة التي يستطيع بها التفاعل مع اللاعبين الآخرين (1)
ومن
الأهمية بمكان تقييم
نوعية التفاعلات والعلاقات الاجتماعية بين اللاعبين في الفريق الواحد وهذا التقييم
لايأتي إلا من خلال المدرب الناجح الذي بإمكانه أن يشعر بنوعية هذه التفاعلات و
العلاقات سواء في غضون عمليات التدريب أو
في المنافسات الرياضية ، كما توجد أيضا بعض الوسائل العلمية التي يمكن بواسطتها قياس العلاقات والتفاعلات الاجتماعية
بين اللاعبين أعضاء الفريق الرياضي الواحد ، ويعد
ألاختبار الوسيلة الشائعة لقياس العلاقات الاجتماعية في الفرق الرياضية
وتسهم مثل هذه الاختبارات السوسيومترية في التعرف على تركيب الفريق الرياضي وتوضيح
أقسامه الداخلية ، إذ يمكن على سبيل المثال اكتشاف القادة والمنطوين والمعزولين والإتباع
والأطراف المتنازعة أو المتنافسة على قيادة الفريق والشلل التي يشتمل عليها الفريق
والصراعات الداخلية بين إفراد الفريق.(2)
ويتضمن الاختبار السوسيومتري مجموعة من الأسئلة يقوم
اللاعب بالإجابة عنها محددا اختياره أو رفضه لأعضاء الفريق الذي ينتمي إليه في
مواقف اجتماعية محددة ، وتعد طريقة مورينو من الطرائق الشائعة في الاختبارات
السوسيومترية وتتلخص في سؤال كل لاعب في الفريق بعض الأسئلة التي تعبر عن مواقف
اجتماعية واضحة ويقوم كل لاعب بتحديد اختياره ورفضه عن طريق كتابة أسماء بعض
زملائه في هذه المواقف الاجتماعية .(3)
وهناك شروط يجب توافرها في الاختبار السوسيومتري
نلخصها بما يأتي : (4)
-
إجراء الاختبار في جو يطمئن معه أفراد الفريق على عدم إفشاء اختياراتهم أو رفضهم .
- ضرورة تحديد الجماعة التي يمكن للفرد أن يختار أفرادها
أو يرفضهم مثل تحديد حدود الجماعة بالفريق الرياضي الواحد .
- تحديد الموقف
الاجتماعي ، فمثلا قد يكون الموقف الاجتماعي بالنسبة للفريق هو اللعب بجوار لاعب
معين أو مشاركة اللاعب لزميل آخر في غرفة واحدة في المنافسات الخارجية.
- من الضروري أن يشعر اللاعبون أن الاختبار له
نتائج تعود عليهم بالفائدة.
- يمكن
تحديد عدد اللاعبين الذي يطلب من الفرد اختيارهم أو رفضهم.
(1)Korman,A.K.the psychology of motivation,englewood cliffs cliffs,N.Jmprenticehall,1974.p.190.
(2) محمد حسن علاوي: المصدر السابق ، ص320
.
(3)Moreno,J.E.:DieGrundlagen der soziometrie,
koln Opladun 1945.
(4)
لويس كامل مليكة: النظرية
والبحث في ديناميات الجماعة ،القاهرة ،مطبعة العالم العربي ،1964،ص322.
2- 1-2 مفهوم التماسك :
التماسك مصطلح
مهم جذب الكثير من أنظار الباحثين وخاصة
في مجال علم الاجتماع ، وأصبح مجالا خصبا لدراسة التفاعل الديناميكي بين الجماعات
الرياضية وهناك كثير من الرواد الذين
خاضوا في مجال التماسك أبرزهم كولي ودور كايم Cooley
Durkheim ، وهما أول من القي الضوء على الجماعة الصغيرة
باعتبارها مصدر للمعايير الأخلاقية ، وعرف Cooly التماسك " بأنه
التضامن بين أعضاء ألجماعه وأن الحياة السوية في الجماعة الصغيرة يندر
وجودها بدون الدخول في نحن ".(1)
أما (أكونت Acont) فاستخدم لفظ التضامن للإشارة
إلى التماسك وبتعبير آخر فرق بين نوعين من التضامن هما :التضامن بين أفراد الجيل
الواحد أطلق عليه التكافل أو التماسك Solidarite والتضامن بين الأجيال المتتابعة وأطلق عليه كلمة الاستمرارية .Continute(2)
ويضيف نيوكمب New Comb مفهوم آخر للدلالة على
التماسك إذ عد مفهوم الروح المعنوية العالية مساويا لمفهوم التماسك، ويرى وجود
علاقة دائرية بين الروح المعنوية
العالية من ناحية وبين التواصل والمشاركة في المعايير والاتجاهات والشعور بالرضا
عند أعضاء الجماعة الرياضية من ناحية أخرى .(3)
ويعرف التماسك بأنه "شعور الأفراد بانتمائهم للجماعة وتحدثهم
عنها بدلا من تحدثهم عن ذواتهم وسيادة الود والولاء بين الأفراد، وان أفراد الجماعة
يعملون في سبيل هدف مشترك وهم دائما على استعداد لتحمل مسؤولية عمل الجماعة
والدفاع عن أنفسهم ضد النقد والهجوم من الخارج على الرغم مما مايلاقونة من إحباط
أو عنت "(4).
إرسال تعليق