أن
منطقة الخليج هي من المناطق الأساسية التي كانت
ومازالت محل الصراع العالمي ( ففي العصور القديمة أتجهت إليها أساطيل المصريين
والسومريين والأكاديين والأشوريين والبابليين، وفي عام 538 قبل الميلاد غزا الفرس
الشاطئ العربي للخليج وأقاموا قاعدة بحرية في البحرين ومدوا منها أستعمارهم إلى
عمان واليمن )([1])،
و
توجهت أنظار الدول الأستعمارية ومنذ القدم إلى هذه المنطقة بسبب الموقع الجغرافي الممتاز
الذي تتواجد فيه والثروات الطبيعية المتوفرة فيها،
فالدول الأستعمارية توجهت إلى هذه المنطقة بشتى الذرائع وكانت الدوافع التي تكمن
وراء ذلك جمة، تم معرفتها وأكتشافها مع مرور السنين. حيث تسارعت الدول إلى هذه المنطقة
وأرسلت شركاتها من أجل ربط المنطقة بالمعاهدات والإتفاقيات التي
كانت في أغلب الأحيان مجحفة بحق سكان المنطقة، فكانت البداية مع الأستعمار
البرتغالي الذي كان يسيطر على الهند، وكانوا يرغبون في السيطرة على منطقة البحر
الأحمر والخليج العربي لضمان سلامة سفنهم والأستفادة من الممرات الموجودة في
المنطقة، وفي ذلك الوقت، حيث تم أكتشاف رأس الرجاء الصالح من
قبل الرحالة البرتغالي فاسكو دي غاما، ( الذي كلفه ملك البرتغال
مانويل الأول بإيجاد الأرض المسيحية في شرق أسيا وبفتح أسواقها التجارية للبرتغاليين
وهو أول حاكم برتغالي للهند )([2])،
فقد أبحر فاسكو دي غاما في 8 تموز من عام 1497م
متوجهاً نحو الهند عبر البحر.
أن أول مؤسس للأستعمار في المنطقة هو ألبو كيرك ( حيث يعتبر ألبو كيرك
أول مؤسس للأستعمار الأوربي في الشرق، فقد قام بإحتلال المراكز البحرية الهامة وإقام الحصون القوية في جميع جهات المحيط الهندي، حتى يحكم السيطرة
البرتغالية على مصادر التجارة في الشرق ومن أجل حماية التجارة البرتغالية ودعم قوة
البرتغاليين دعى إلى إيجاد القلاع الحصينة )([3]).
( لقد كانت البرتغال أول الدول الأوربية التي توجهت إلى منطقة الخليج بهدف السيطرة
على المنطقة والإستفادة من الموقع الإستراتيجي لها والسيطرة على الممرات الموجودة
فيها والتي تربط بين الهند وشرق أفريقيا وأوربا، وبنت لها القلاع والموانئ من أجل
مراقبة والسيطرة على التجارة المارة فيها )([4]).
وسيطر البرتغاليين على الهند
وتجارتها، وحتى ذلك الوقت كانت منطقة الخليج تمثل منطقة تجارية هامة، حيث كانت هناك مملكة تسمى " هرمز ". لقد
كانت هرمز مدينة بحرية تجارية ( مملكة هرمز قامت في القرن العاشر ميلادي على
السواحل الشرقية للخليج العربي، ومنذ عام 1100م كان لها حكام من العرب ومؤسس الحكم
فيها هو محمد وهو أمير عربي عبر الخليج من اليمن )([5]). وأول مافكر فيه
البرتغاليون هو السيطرة على هذه الدولة من أجل التحكم في منطقة النقل البحري، والإستفادة
من الموقع الإسترتيجي التي تقع فيه، وأستغلال ثروات وخيرات المنطقة. وفي القرن الخامس عشر تحركوا إليها
وقاموا بحرق الكثير من السفن البحرية الموجودة فيها. أن الملوك في هرمز لم يكونوا مهتمين بالأمور السياسية في المملكة
بل كانوا يتركون ذلك للوزراء للقيام بتلك المهمة ( كان ملوك هرمز على الدوام في
هذه المدينة، وفي المدن الأخرى يوجد الحكام بالإضافة إلى حاكم أخر في هرمز*، وتتلخص مهمة هذا الأخير في إنجاز أمور المملكة
السياسية، وذلك لأن الملوك كانوا معفين من العمل إلا فيما يخص إقرار السلم )([6]).
وفي
عام (1507م أرسل الأسطول البرتغالي بقيادة ألبو كيرك من أجل
السيطرة على هرمز وتم مهاجمتمها وحرق الكثير من السفن العربية التي كانت موجودة في
مينائها )([7]). أن الأستعمار
البرتغالي أيقن الموقع الممتاز الذي تقع فيه هرمز فقام بأرسال ألبو كيرك إليها والذي طلب من حكامها الإستسلام ودفع أتاوة وإلا سوف يهاجمهم. ولكن حاكمها
رفض الإستسلام ودفع أتاوة، فقام البو كيرك بمهاجمتها، حيث كان حاكم هرمز
آنذاك صغير السن لذلك كانت مقاليد الحكم بيد وزيره، ونتيجة تفوق الألة البحرية
البرتغالية كان الأنتصار حليفهم وذلك بعد مقاومة أهل هرمز لهم، وفرضت بُرتغال أتفاقية على هرمز رُغماً عنها، وهي
تنص على :
(
1- تدفع هرمز أتاوة سنوية مقدارها خمسة عشر ألف أشرفي* لملك البرتغال ولورثته من
بعده، ويكون لملك البرتغال الحق في زيادة هذا المبلغ وقت يشاء ذلك.
2-
تدفع هرمز خمسة آلاف أشرفي نقداً في الحال للمساهمة في نفقات الأسطول البرتغالي.
3-
تعفى البضائع البرتغالية القادمة إلى هرمز من الرسوم الجمركية، أما البضائع
التي يشتريها البرتغاليون من هرمز والموانئ التابعة لها فتدفع عليها رسوم جمركية
تماثل تلك التي يدفعها سكان البلد الأصليون.
4-
تثبيت الملك سيف الدين ملكاً على هرمز وخواجا عطا وزيراً أو حاكم إلى جانبه على أن
تكون تبعيتهما لملك البرتغال، وقد وقعت هذه المعاهدة في العاشر من شهر تشرين الأول
1507م)([8]).
لقد كان لهرمز
مكانة آنذاك وحكامها كانوا ملوك عرب ( كان لها سلالة من حكام العرب أبتداء من سنة
1100، حيث أسس هذه السلالة الشاه محمد درهم كزب وهو شيخ عربي عبر الخليج وكون
مملكة هناك )([9]).
أن هذه الدولة تقوت ونمت وأزدهرت تجارياً وعسكرياً، حيث بنت لها أسطول بحري وواجهت
الأطماع الأستعمارية، لأنها كانت تملك الثروات وكانت تسيطر على أجزاء من شبه
الجزيرة فأول
مافكر فيه البرتغاليون هو السيطرة على هذه المنطقة. وعلى رغم من أمتلاكها لأسطول
بحري له قوته في تلك الفترة إلاأن الأسطول البرتغالي تغلب على أسطولها وذلك بسبب التفوق
البرتغالي في العتاد والسلاح. ( كانت سيادة مملكة هرمز تبدأ من رأس الحد " على الساحل
العماني على بحر العرب"
وتتجه داخلة في خليج عمان حتى رأس مسندم الحالي شاملة بذلك الموانئ على هذا الساحل
والتي كان أهمها.
وصور
وقلهات والقريات ومسقط وصحار وخور وفكان، ومن رأس مسندم تتواصل سيادة هرمز متجهة
على الساحل العربي للخليج لتشمل جلفار ورأس الخيمة وأم القيون. أما على الساحل الشرقي من الخليج فكانت هرمز تبسط
سيادتها على جميع الجزر الواقعة بين هذين الساحلين )([10]). أن هذه المملكة كانت
قوية في أقتصادها، حيث ساعدها على ذلك موقعها الجغرافي، وقد أستفادت من ذلك خلال فرض الضرائب على
السفن التي تعبر موانئها ( أن أقتصاد هرمز كان يعتمد على الضرائب والرسوم التي كان
يفرضها حكامها على التجارة العابرة بمينائها والموانئ الأخرى التابعة لها، وكذلك
على العمل
في حركة التجارة العالمية في زمنها، التي وفرت لتجارها وأهلها عامة عوائد مالية ضخمة
وثراء واسع،
أن هذا
الثراء
الذي توفر للمملكة
وجد
له صدى واسع في مجالين كانا متلازمين بالتأكيد ; الأول
الأزدهار العمراني الذي شهدته مدينة هرمز نفسها والمدن الأخرى التي كانت تحت سيطرتها، والثاني حياة الترف والبذخ الذي عاشته الهرمز وعلى وجه الخصوص حكامهم والأثرياء منهم
كانوا يمثلون شريحة واسعة من السكان )([11]).
وقد بقي البرتغاليون فترة طويلة في منطقة
الخليج.
فقد دام ذلك
حوالي قرنين من الزمن.
وأثناء وجودهم في المنطقة دمروا التجارة البحرية التي كان يستفاد منها أبناء
المنطقة.
كان
الشعب يعتمد بشكل رئيسي في معيشته على التجارة والصيد البحري بسبب وقوعه على البحر.
وعملوا على بقاء المنطقة في حالة من التخلف والجهل. لأن ذلك كان يساعدهم في عملية
أستغلال الشعب ونهب ثرواته وخيرات بلاده. ولم يوفروا للشعب أي نوع من الخدمات
التي يحتاجها الإنسان في حياته اليومية، فكان الإهمال يشمل كل جوانب حياة من التعليم والصحة
والرعاية ( بعد أن ضعف النفوذ البرتغالي في
المنطقة أخذ محلهم الهولنديون في منافسة الأنكليز في كل المجالات، حيث أقاموا لهم
مركز تجاري في بندر عباس )([12]).
وبعد
البرتغاليين طمع
البريطانيون في السيطرة على الخليج العربي وأبتغو أن يكون لهم موطئ قدم فيها. وكانوا يملكون شركة أسمها ( شركة
الهند الشرقية وكأول خطوة قامت هذه الشركة أرسال مبعوث لها سنة 1615م إلى المنطقة
وأتفق المبعوث مع شاه إيران للحصول على أمتيازات في منطقة الخليج* )([13])، وبدأ نفوذ البريطاني
يزداد في منطقة الخليج وبالمقابل
يتقلص النفوذ البرتغالي.
وكان هناك تعاون بين االبريطانيين والهولنديين من أجل محاربة البرتغاليين في
المنطقة والإستفراد
بالأمتيازات لأنفسهم وأستطاعوا أن يطردوا البرتغاليين من المنطقة سنة 1625م.
والجدير بالذكر في بداية الأمر كان هناك تعاون فيما بين البرتغاليون والهولنديون من أجل محاربة النفوذ البريطاني في
المنطقة ( لقد حدث أول أشتباك بينهم في 17 ديسمبر سنة 1620 وفي هذا الأشتباك كان
النصر للبريطانيين )([14]). ونتيجة إنتصار
الأنكليز شعرت هولندا بقوة أنكلترا وبمستقبلها في المنطقة فتراجعت عن مساعدة
البرتغاليين وأنظمت إلى بريطانيا، وعليه فان القوى العالمية آنذاك كانت متنافسة فيما بينها من أجل
السيطرة على هذه المنطقة الحيوية من العالم. وكذلك كان هناك
تعاون بين الفرس والأنكليز من أجل محاربة النفوذ البرتغالي في المنطقة.
أن النفوذ البريطاني بدأ يتغلغل في منطقة الخليج
وقد كان وراء ذلك العديد من الحجج الواهية فمنها; أدعت بأن
سفنها التابعة للشركة الهند الشرقية تتعرض لهجوم من قبل قبائل القواسم، ومحاربة
تجارة الرقيق التي يمارسها التجار العرب، وقد قامت بالعديد من الإتفاقيات مع حكام
إمارات.
حيث كانت كل إمارة عبارة عن مشيخة
ساكنة بقبيلة وشيخ القبيلة كان على رأس الحكم فيها، ولهذا الشيخ مجلس يمثل أعيان القبيلة من أجل التشاور
وإدارة دفة الأمور في القبيلة، وقد تضمنت
هذه الإتفاقيات العديد من الأحكام ( حيث ألزمت حكام الإمارات بوقف الإغارة على
السفن البريطانية، ومنحتها الكثير من الإمتيازات على سبيل المثال، تم منع حكام
الإمارات من منح أية
إمتيازات خاصة بالنفط أو المعادن للدول الأجنبية بدون إستشارة الحكومة البريطانية
وأخذ موافقتها مسبقا. ومن تلك المعاهدات، المعاهدة العامة للسلام التي أنعقدت في
8.1.1820م )([15]).
وقد تضمنت هذه الإتفاقية العديد من الشروط، والتي أنعقدت في رأس الخيمة، ومن هذه
الشروط ( المادة الأولى : يتوقف النهب والقرصنة بحراً وبراً إلى الأبد من جانب
العرب المشتركين في هذا الإتفاق. المادة الخامسة : أن سفن العرب المتصالحين
جميعاً ستحمل معها ورقة " سجلات" تحمل توقيع الشيخ، وتحتوي على أسم
السفينة وطولها وعرضها وكم كراناً حمولتها، وكذلك سيكون عندها وثيقة أخرى "
رخصة من سلطة الميناء " تحمل توقيع الشيخ وتحتوي على أسم المالك وأسم النواخذ
وعدد الرجال والسلاح ومن أين أبحرت ووقت إبحارها والميناء المتوجه إليها وإذا
واجهت هذه السفن سفينة بريطانية قدمت لها السجل والرخصة )([16]).
ونتيجة الإتفاقيات التي
عقدتها وفرض الشروط التي كانت تصب في مصلحة بريطانيا والحصول
على الإمتيازات
ومنع المنطقة من التعاقد مع الدول الأخرى بدون موافقة وأخذ رأي بريطانيا*، وتصفية
القوى الأوربية التي كانت تنافسها في المنطقة كان لها السيطرة على الإمارات،
وأستمر الأحتلال البريطاني لفترة طويلة، وحال إمارات كان كحال المناطق التي كانت
خاضعة للأستعمار.
حيث عمل الأستعمار على زرع بذور الفتنة و الخلافات والنزعات بين الشعب وخصوصاً في
المسائل الحدودية، وغرس التخلف والجهل بين أبناء المجتمع، وأهمال المنطقة وأستغل ثروات وخيرات
البلاد، كما أن الأستعمار البريطاني عمل على تقسيم دول المنطقة إلى أجزاء وربط
المنطقة بأتفاقيات والمعاهدات المجحفة بحق الشعب، ومن تلك المعاهدات، المعاهدة
التي عقدت مع حكام الإمارات المتصالحة التي كانت تسمى آنذاك سنة 1853م فقد ( حصلت
بريطانيا من خلال هذه المعاهدة على حق السيطرة على مياه الخليج. ومن خلالها سعى الأنكليز إلى فرض
سيطرتهم التامة على المنطقة،
من خلال وضع إستراتيجية للدفاع
عن مصالحهم في الهند )([17]). وعليه فأن الشركات
الأستعمارية ومن خلال ربط رؤوساء وشيوخ القبائل بالمعاهدات والأتفاقيات الغير
منصفة ربطت المنطقة بنفسها، وكانت تشترط عليها أن لاتربط أو تعقد أتفاقية أو
معاهدة مع غيرها دون موافقتها، وثبتت بريطانيا أقدامها في المنطقة، وضمت منطقة الخليج
إلى أمبراطوريتها العظمى وبالتالي سيطرت على التجارة البحرية فيها وتحكمت في
مضايقها وأمنت طرق سفنها إلى الهند.
ونتيجة
أكتشاف النفط في المنطقة أدركت القوى الكبرى أهمية هذه المادة وخصوصاً بعد الحربين
العالميتين التي جلبتا الويل والخراب على العالم، فكان هناك صراع بين القوى العضمى من
أجل السيطرة على هذه المادة من خلال السيطرة على المنطقة التي تتواجد فيها هذه
المادة.
ومن القوى التي كانت تتصارع في المنطقة
بالإضافة إلى الدول الغربية " بريطانيا،
فرنسا و هولندا "، برزت
على الساحة الولايات المتحدة الأمريكية التي بدأت تظهر كقوة عضمى على الساحة، لقد كان هناك صراع
بين بريطانيا التي كانت تعتبر منطقة الخليج ملكها ولا تسمحح لغيرها بالإستفادة من
ثرواتها وخصوصاً بعد القضاء على النفوذ البرتغالي في المنطقة من جهة وبين الولايات
المتحدة الأمريكية التي أدركت ووعت لأهمية هذه المادة في جميع القطاعات الصناعية
منها والعسكرية من جهة
أخرى، فكان هناك ( تقاسم بين المصالح
الأمريكية والبريطانية في المنطقة، وبذلك أصبح العراق
وإيران والكويت وجنوب الخليح لبريطانية، والسعودية والبحرين للمصالح الأمريكية،
حيث سمي هذا التقسيم للمصالح باسم الخط الأحمر من قبل الدول الأوربية ).([18])، وعليه أتفق
الأستعمار فيما بينه من أجل تحقيق مصالحه ومد نفوذه في المنطقة وعلى تقسيمها
وتجزئتها حتى يتسنى له السيطرة على المنطقة ونهب ثرواتها
وخيراتها وحرمان
الشعب منها ويعمل على غرس التخلف والجهل بين أبنائه ومع الأسف كان له ذلك. وكما ذكرنا بأن بريطانيا تحالفت مع هولندا
من أجل القضاء على النفوذ البرتغالي في المنطقة وبعد ذلك جابهتا فرنسا التي كانت
تتطلمع أيضاً في أن يكون لها نفوذ في المنطقة. وكعادة الأستعمار في عدم الأمان
والمحافظة على مصالحه الشخصية والأضرار بمصالح حتى الذين عملوا إلى جانبه فما كان
من البريطانيين إلا القضاء على النفوذ الهولندي والأنفراد في المنطقة، وكان هدف
البريطانيين السيطرة على منطقة الخليج كلها ومن بينها الإمارات حتى تضمن تدفق
البترول لها وتؤمن الطرق التي تسلكها سفنها إلى الهند. وقد حاولوا أستخدام شتى الطرق
والوسائل من أجل السيطرة ودخول المنطقة حتى إنهم اتهموا التجار في الإمارات
بالقرصنة والتجارة بالرقيق حتى يبرروا موقفهم أمام العالم. ونتيجة ذلك ومحاربتهم
للتجار العرب الذين يعملون في التجارة البحرية فما كان من العرب سوى مقاومة
المعتدي والدفاع عن مصدر رزقهم، في هذه الأثناء كانت بريطانيا تحاول أن تتحالف مع
القوى في الخليج وخصوصاً مع إيران وعمان، حيث أن الإمارات أنفصلت عنها وبدأ نفوذ
القبائل يزداد وخصوصاً القبائل التي كانت برئاسة القواسم وبني ياس، فقد قامت
الكثير من المعارك بين الوطنيين والمستعمر وكانت بين كر وفر حتى أن قامت بريطانيا
( بحملة كبيرة سنة 1819م وبعد سنوات من الصراع مع القوى الوطنية دخول المنطقة،
فقامت بعدة إتفاقيات ومعاهدات مع المنطقة )([19]).
من أجل ربط المنطقة بها. لقد كانت لهم السيطرة على المنطقة بسبب التفوق الذي تميز
به هذا المستعمر في العتاد والسلاح. وبالإضافة إلى الدول الغربية التي كانت طامعة
في المنطقة كان الفرس لهم أطماع أيضًا. وكذلك الدولة العثمانية كانت ترغب في
السيطرة على المنطقة أنطلاقاً من مبدأ الرابطة الدينية التي تجمعهم مع شعب المنطقة.
وكذلك روسيا كانت لها أطماع فأرادت التغلغل فيها، فالكل له مصالح في المنطقة والغاية
كانت أستغلال المنطقة والإستفادة من ثروات البلاد وأستغلال الشعب ونهب خيراته. لقد
بدأت فرنسا بالتقرب من شيوخ القبائل وأقترحت عليهم التعاون معها وذلك من أجل الحد
من النفوذ البريطاني في المنطقة. ووعدت شيوخ الإمارات بحرية التجارة البحرية في
حال حدوث ذلك. وقد شعرت بريطانيا بذلك فما كان منها إلا أن ( تجبر شيوخ الإمارات
على توقيع معاهدة معها سنة 1892م، المعاهدة المانعة والتي تعهد فيها شيوخ الإمارات
على عدم عقد أي إتفاقية مع دولة أخرى غير بريطانيا)([20]).
وبالمقابل تعاهدت بريطانيا فيها بإدارة الشؤون الخارجية لإمارات والدفاع عنها
وحمايتها، وكانت هذه أيضاً من المعاهدات المجحفة بحق الشعب الإماراتي تهدف إلى ربط
المنطقة بالأحتلال البريطاني وبالتالي منع الإمارات من الإتصال بالخارج وهكذا أصبحت
بريطانيا المسيطرة على الشؤون الخارجية للإمارات وبالتالي كان هناك أنعزال المنطقة
عن الخارج. بالإضافة إلى معاهدات أخرى حرمت عليهم الإتجار بالأسلحة والحصول عليها،
ونتيجة ذلك كانت لبريطانيا الهيمنة على الإمارات وشؤونها، إلا أن الشعب في
الإمارات لم يقف مكتوفي الأيدي بل كانت هناك مقاومة وتصدي للأستعمار بالوسائل المُتاحة
ومنها المحاولات التي قام بها الشيخ زايد بن خليفة آل نهيان حاكم أبو ظبي الإتصال
بحكام الإمارات الأخرى وحثهم على التعاون من أجل مقاومة هذا المستعمر إلا أن هذه
التحركات لم ترضى الأحتلال البريطاني فقامت بالإتصال بشيوخ الإمارات الأخرى من أجل
عدم الإتفاق وبثت الخلافات بينهم، إلا أن الشيخ لم يكترث للمحاولات البريطانية للحد
من طموحه وأهدافه في توحيد المشايخ مع بعضها. فهددته بريطانيا بأنها سوف تقصف
إمارته إذا لم يتوقف عن محاولاته، وعليه قامت بريطانية بربط المشايخ بالكثير من
المعاهدات التي كانت كلها تهدف إلى تثبيت الأحتلال البريطاني في المنطقة والتحكم
فيها والأستفادة من خيراتها، وقد كانت بريطانيا تلجأ إلى الكثير من الطرق والوسائل
لأجبار أبناء المنطقة على التوقيع على المعاهدات، ومن تلك الأساليب، التهديد
بأستخدام القوة في ضرب الإمارات التي ترفض تلك الإتفاقيات وتارةً بمصادرة الأساطيل
التابعة لإمارة.
*- والبوكيرك هو قائد برتغالي وصل إلى رأس رجاء الصالح سنة 1506م
وقد كلف بالسيطرة على جزيرة سومطرة وهي ثالث
أكبر جزيرة أندونيسية، وهو الذي هاجم الساحل العماني وأغرق السفن التي كانت راسية في
الميناء.
[4] -Die Kleinen Golfstaaten. Fred Scholz,
Stadtbibliothek Neukölln.Klett-Perthes.Stuttgart. Seite
210.
- العيدروش، محمد حسن ، دولة الإمارات العربية
المتحدة من الاستعمار إلى الأستقلال،دار ذات السلاسل، الكويت 1989م، ص 21[7]
*- قامت هرمز في القرن ال 10
الميلادي على السواحل الشرقية للخليج العربي، الذي أخذ منها مضيق هرمز أسمه، ( وبسبب موقعها
الجغرافي الممتاز فقد تعرضت إلى الكثير من الغزوات، { التتر والمغول على سبيل
المثال وليس الحصر} وكانت مركز النقل البحري.
- سخنيني، عصام(د). مملكة هرمز، أسطورة الخليج
التجارية 1300-1622م. دبي 1997، ط1. مطابع الشهامة التجارية، ص 75 [8]
*- الأشرفي نقد ذهبي يزن 56 غرام منسوب إلى السلطان
المملوكي الأشرف قيتباي.
-
[15]-http://www.aljamri.org/Majlis/albaharna1.htmمختصرالبحرين قبل الاستقلال، (د) حسين محمد البحارنة
- نوفل، سيد (د). الأوضاع السياسية
للإمارات الخليج العربي وجنوب الجزيرة. مطبعة الجبلاوي، ط2 1972،ص174.[16]
*- وكانت
تسمى بالأمبراطورية التي لاتغيب عنها الشمس بسبب كثرة مستعمراتها، وكانت تعتبر من
الدول القوية في ذلك الوقت.
إرسال تعليق