شكل الحكم قبل قيام الوحدة :
كان الحكم في المشايخ قبل قيام الإتحاد بينها قبلي " النظام القبلي " حيث كان يمارس كل رئيس
قبيلة سلطته على الطريقة
القبلية ويستمد سلطته من الشعب، وله أعيان "مجلس الأعيان " يمثلون أفخاذ وبطون
القبيلة ورؤساء العشائر ويتشاور معهم في أمور القبيلة. ومن خلال هذا المجلس كان
يتم إتخاذ القرارات التي كانت تنظم حكم القبيلة وتضبط العلاقات مع بعضهم البعض وعلاقة
القبيلة مع القبائل الأخرى. وكان رئيس القبيلة يعتمد على هذا المجلس في إتخاذ
القرارات في وقت السلم والحرب وكانت هذه القبائل وبسبب الروابط التاريخية بينها كانت وبأستمرار
تدعوا إلى قيام التضامن والتعاون فيما بينها ونتيجة الجهود أوجدت هذه الإمارات
فيما بينها مجلسا*[1].
وعلى الرغم من الأحتلال
الأجنبي للإمارات وزرعه الفتن والتجزئة بين الشعب والعمل على بقاء المنطقة في حالة
التخلف والجهل وعدم الإهتمام بالجوانب الصحية والتعليمية فيها، إلا أنه لم ينل من عزيمة وإرادة الشعب في هذه الإمارات للعمل على إقامة الوحدة والتنسيق فيما بينها. وعليه فقد قامت العديد من المحاولات لهذه الغاية إلا أن الأستعمار كان يحول دون ذلك ( ففي عام 1952م كان قيام
مجلس إستشاري لحكام الإمارات العربية السبعة من أجل المشاورة والتنسيق في الأمور
المالية والجنسية والمحافظة على الأمن على أن يجتمع مرتين في السنة)([2]).
إلا أن هذا المجلس وعلى الرغم من
محاولة الإمارات في إيجاد نوع من أنواع التضامن والتعاون والتنسيق فيما بينها فقد
كان خاضع للإستعمار البريطاني الذي لم يرد منه أن يخرج من تحت خيمته.و كان يرسم له سياسته، لذلك كان هذا المجلس غير ناجح ولم يعمل على
التوحيد بين الإمارات في الكثير من المجالات. وعليه فقد كانت القبيلة الأساس
الذي يعتمد عليه الحياة السياسية
والاجتماعية والاقتصادية في الإمارات، فالعلاقات التجارية التي كانت قائمة آنذاك
كانت تلعب دور
كبير في تقوية النزعة
القبلية ( والعلاقات القبلية كانت تنظمها التقاليد وهي
كانت بمثابة قانون غير مكتوب وهذه القبيلة كانت متكونة من فئات اجتماعية متباينة
من حيث السلطة والثروة، فمنها القوية والضعيفة والغنية والفقيرة)([3]).
أن نظام الحكم في الإمارات قبل الوحدة كان بمثابة نظام قبلي وكان بين
حكام الإمارات إتصال وتنسيق وتعاون في الكثير من المجالات، لأن شعب المنطقة هو
عبارة عن شعب واحد له تاريخه المشترك وحضارته الواحدة ولغته الواحدة ودينه الواحد، إلا أن مجئ الأستعمار الذي عمل على تقسيمه وتجزئته إلى دويلات
وصنع بينها حدود وعمل على زرع الخلافات والنزاعات والفتنة فيما بينها حتى يتسنى له
السيطرة. لقد كانت هذه الإمارات وحدة متكاملة متناسقة قبل مجئ الأستعمار بالرغم
من أنها كانت عبارة عن قبائل وعشائر لقدكان هناك صلة
فيما بينها وكانت تتعاون في
السراء والضراء. أن
النواة التي قام عليها إتحاد
الإمارات هو ذلك الإتحاد الذي قام ( بين دبي وأبو ظبي وذلك من خلال الأجتماع الذي حدث في منطقة سميح* القريبة من حدودهما في 18.02.1968م )([4]).
كان هذا الأجتماع بين كل من حاكم أبو ظبي الشيخ زايد آل نهيان وحاكم إمارة دبي
الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم وتم في هذا الأجتماع مناقشة كيفية قيام الوحدة بين
الإمارات وتوحيد الشعب في دولة واحدة وتقرر أن يكون هناك اجتماع لحكام الإمارات في دبي، و دعوة كل من قطر والبحرين للأنضمام إلى هذا الإتحاد. إلا أن هذه المحاولة لم تلقى النجاح وفشلت لأن كل من قطر والبحرين
أعلنت أستقلالها وتم الإعتراف بهما من قبل العالم. أن منطقة الإمارات عرفت التنظيم السياسي
الذي كان قائم على الأساس القبلي والذي كان له التأثير والدور في قيام الدولة فيما
بعد. حيث أن هذا التنظيم كان يقوم بإدارة
الأمور السياسية والاقتصادية والاجتماعية في المجتمع، وكان هذا النظام يستند في
حكمه على الأعراف والتقاليد التي كانت سائدة في المجتمع القبلي.
_ العيدروش، محمد.دولة الإمارات العربية المتحدة من الاستعمار إلى
الاستقلال،ذات السلاسل للنشر، الكويت1989م،ط1، ص213 [4]
*- بعد الإنتهاء من الإجتماع بثت إذاعة صوت الشارقة في نفس اليوم بيان
موقع من قبل الحاكمين أعلنا فيه قيام الإتحاد بين إمارتيهما ودعا الإمارات الأخرى
إلى الإنضمام لهما ودعا إماراتي البحرين وقطر أيضاً.
Post a Comment