انواع الصناعة في الوطن العربي
1- الصناعات
الاستخراجية
تشمل الصناعات الاستخراجية صناعة
استخراج النفط والغاز الطبيعي، واستخراج الخامات المعدنية وغير المعدنية. وتمثل
عمليات إنتاج ونقل وتكرير ومعالجة النفط والغاز الطبيعي المستهلك الرئيسي للطاقة
في القطاع الصناعي العربي، إذ يتطلب إنتاج النفط والغاز الطبيعي كميات كبيرة من الطاقة
لعمليات الاستخراج والمعالجة والنقل، حيث تستهلك في تشغيل مضخات إنتاج المواد
الهايدروكربونية، والمياه المرافقة، وتوفير الحرارة اللازمة لعمليات فصل النفط
المستخرج، وإنتاج البخار اللازم لعمليات الاستخراج المدعم، وتشغيل مضخات إعادة حقن
المياه ونقل النفط المنتج عبر الأنابيب، وتشغيل ضواغط إعادة حقن الغاز الطبيعي
المنتج أو تصديره عبر الأنابيب، وتأمين الوقود اللازم لمجموعات توليد الطاقة الكهربائية
المستخدمة في عمليات التشغيل، وتغذية التجمعات السكنية العاملة في هذا المجال.
ويتباين استهلاك الطاقة بشكل واسع
وفقاً للظروف المحلية وشروط التشغيل، ويتم عادة إنتاج الطاقة اللازمة في العديد من
الحقول من الغاز الطبيعي المنتج محلياً الذي يستخدم كوقود في مجموعات التوليد
الكهربائية، والضواغط. وفي الحالات التي تكون فيها إمدادات الغاز الطبيعي محدودة
يتم شراء الطاقة الكهربائية من مصادر خارجية. ووفق دراسة للجمعية العالمية لإنتاج
النفط والغاز الطبيعي([1])
وتؤمن مصادر الطاقة المنتجة محلياً حوالي 77 في المائة من إجمالي الطاقة
المستهلكة.
وتعتبر صناعة استخراج النفط والغاز
الطبيعي ونقلهما إلى مراكز التكرير والاستهلاك من الصناعات كثيفة الاستهلاك
للطاقة، وقدر الوسطي العالمي لاستهلاك الطاقة في إنتاج النفط والغاز الطبيعي
بحوالي 1.35 جيجاجول/طن هايدرو كربون منتج في عام 2004 (3)، وقد
بلغ إنتاج النفط وسوائل الغاز الطبيعي في الدول العربية حوالي 1232 مليون طن
م.ن. في عام 2004 كما بلغ إنتاج الغاز الطبيعي 321 مليار م3. ووفقاً لهذا المعدل فان
إنتاج النفط والغاز الطبيعي استهلك حوالي 1525.2 مليون جيجاجول
لإنتاج النفط أي ما يعادل 36.4 مليون طن م.ن. و355.4 مليون جيجاجول لإنتاج الغاز
الطبيعي أي ما يعادل 8.5 مليون ط.م.ن..
2- الصناعات التحويلية
وتصنّف هذه الصناعات في ثلاث مجموعات
هي: (أ) الصناعات كثيفة الاستهلاك للطاقـة (High Energy Consuming Industry) وتتضمن الصناعات الكيميائية، والمعدنية، والغذائية، وصناعة
الورق، والزجاج، ومواد البناء. (ب) الصناعات منخفضة الاستهلاك للطاقة وذات
القيمة المضافة العالية (High Value-added
and Low-energy Consuming Industries)
وتتضمن صناعة وسائط النقل والآليات الصناعية والأجهزة الكهربائية، والحواسب
الإلكترونية. (ج) الصناعات منخفضة الاستهلاك للطاقة (Low-energy Consuming
Industries) وتتضمن صناعة النسيج، والتبغ، والطباعة،
والبلاستيك، وصناعة الجلود والمنتجات الجلدية. وفيما يلي عرض لعدد من الصناعات
التحويلية المتوافرة في الدول العربية.
(أ) صناعة الألمنيوم تعتبر من الصناعات كثيفة
الاستهلاك للطاقة الكهربائية حيث يقدر الاستهلاك النوعي للطاقة بين 14.1- 19.3 ميجاوات
ساعة للطن المنتج من الألمنيوم([2]).
وتعتبر مادة الألمنيوم من اكثر المواد قابلية لإعادة التدوير ولمرات عدة، ويمكن أن
تحقق عمليات إعادة التدوير وفرا في الطاقة المستخدمة يصل إلى 95 في المائة. وتوجد
صناعة الألمنيوم في مملكة البحرين، وفي دولة الإمارات العربية المتحدة، وتخطط
دولة قطر لإنشاء مصهر ألمنيوم. كما تدرس المملكة العربية السعودية إمكانات استغلال
خامات الألمنيوم المتوافرة لديها وإنشاء مصهر للألمنيوم ([3]). كما يوجد في
عدد من الدول العربية مصانع للألمنيوم تنتج مقاطع مختلفة باستخدام المواد الخام
المستوردة والألمنيوم المستعمل.
(ب) الصناعات الغذائية والمشروبات
هي صناعات متشعبة ومتعددة الأنواع والتقنيات، وتتوافر في كافة الدول
العربية بأحجام
مختلفة، تتراوح بين شركات كبيرة ومنشات عائلية صغيرة. وقد بينت بعض
الدراسات أن استهلاك هذه الصناعات من الطاقة يمثل نسبة 13.4 في المائة من إجمالي
استهلاك القطاع الصناعي من الطاقة في الجمهورية اللبنانية([4])
و8 في المائة من إجمالي استهلاك القطاع الصناعي في جمهورية مصر العربية في عام
1998. ويقدر متوسط الاستهلاك النوعي للطاقة في الصناعات الغذائية المصرية بـِ 84
كجم م.ن./طن([5]).
وقدرت الوفورات في استهلاك الطاقة الممكن تحقيقها في هذه الصناعات في جمهورية مصر
العربية بنسبة 22-45 في المائة، وتتباين كلفة الطاقة نسبة إلى الكلفة الكلية
للإنتاج، فتتراوح بين 3.5 في المائة في لبنان و 5.15 في المائة في سورية، و 10 في
المائة في مصر.
(ج) الصناعات النسيجية يستخدم الديزل والكهرباء كمصادر
للطاقة في هذه الصناعة ويتباين استهلاك الطاقة فيها تبايناً كبيراً حيث
يتراوح استهلاك البخار من 10– 40 كجم لكل كجم ألبسة كما يقدر وسطي الاستهلاك
النوعي للطاقة الكهربائية بين 4.63 ك.و.س لكل كجم من الغزول ويصل إلى 11.76 ك.و.س.
لكل كجم من الأقمشة الجاهزة ([6]).
وتتراوح كلفة الطاقة بين 5-20 في المائة من كلفة الإنتاج وفقاً لنوع المنتج وأسعار
الطاقة([7]).
(د) صناعة الإسمنت توجد هذه الصناعة
في كافة الدول العربية كونها من الصناعات الأساسية التي تتطلبها أعمال البناء
والتشييد، وتعتبر من الصناعات كثيفة الاستهلاك للطاقة حيث يقدر الاستهلاك النوعي
الوسطي لإنتاج طن من الإسمنت بحوالي 100-150 كجم مكافئ نفط، حسب
طريقة التصنيع المستخدمة. وتشكل كلفة الطاقة فيها 40- 60 في المائة من كلفة الكلية للإنتاج.
وبلغ استهلاك إجمالي صناعة الإسمنت من الطاقة عالميا ً في عام 2003، حوالي 2.1 في المائة من
إجمالي الطلب على مصادر الطاقـة الأولية، بينما بلغ هذا الاستهلاك في الدول
العربية حوالي 11 في المائة من إجمالي الطلب على الطاقة في القطاع الصناعي.
(هـ) صناعة الحديد والصلب تتوافر هذه الصناعة بشكل
رئيسي في
جمهورية مصر العربية والمملكة العربية السعودية حيث يشكل إنتاجهما من المنتجات
الوسيطة والنهائية حوالي 64 في المائة من إنتاج الدول
العربية ([8]). ويقدر الاستهلاك النوعي الوسطي
العالمي للطاقة في صناعة الحديد بـِ 600 كجم مكافئ نفط للطن. بلغ الاستهلاك
العالمي للطاقة في صناعة الحديد في عام 2003، حوالي 5.5 في المائة من إجمالي
الاستهلاك العالمي لمصادر الطاقة الأولية، وبلغ في الدول العربية ما يعادل عشرة في المائة من استهلاك
الطاقة في القطاع الصناعي في هذه الدول.
(و) صناعة الأسمدة تعتبر من الصناعات كثيفة
الاستهلاك للطاقة لوحدة المنتج حيث يحتاج الطن من الأسمدة الآزوتية إلى ما لا يقل
عن طن من المواد الهايدروكربونية ويستخدم الغاز الطبيعي بشكل رئيسي كمادة مغذية وكوقود. ويقدر استهلاك الطاقة في صناعة
الأسمدة في الدول العربية بحوالي 8 مليون طن مكافئ نفط في عام 2003. وتشكل كلفة
الطاقة في صناعة الأسمدة الآزوتية ما يزيد عن 80 في المائة من إجمالي كلفة
الإنتاج.
(ز) صناعة الزجاج تعد من
الصناعات المنتشرة في معظم الدول العربية حيث يتم إنتاج أنواع متعددة من
المصنوعات الزجاجية كالزجاج المسطح وزجاج المستوعبات وتعد صناعة الزجاج من
الصناعات كثيفة الاستهلاك للطاقة لوحدة المنتج. ويقدر وسطي الاستهلاك النوعي
العالمي بحوالي 400 كجم .م.ن./طن زجاج. ويقدر الطلب على الطاقة في
صناعة الزجاج في دول الإسكوا بحوالي 1 مليون طن مكافئ نفط سنوياً أي ما يعادل واحد
في المائة من إجمالي الطلب على الطاقة في القطاع الصناعي.
(ح) الصناعات الهايدروكربونية
تعتبر صناعة تكرير النفط من الصناعات المهمة في الدول العربية حيث تقدر طاقة مصافي
التكرير في دول الإسكوا في عام 2004 بحوالي7.3 مليون برميل يومياً تمثل 8.6 في المائة من طاقة
التكرير العالمية([9])
وتلحظ خطط العديد من الدول العربية وخاصة المنتجة للنفط، إقامة مشاريع لإنشاء مصافي
جديدة أو تطوير المصافي القائمة وتحسـين مواصفـات المنتجـات النفطيـة، وتسـتهلك مصافـي التكرير
النظامية (Standard complex refinery) 6-7 في المائة
من كمية النفط الخام المعد للتكرير لتأمين احتياجاتها الذاتية، لذلك يمكن
اعتبار هذه الصناعة من الصناعات الرئيسية المستهلكة للطاقة في الدول العربية. كما
تشهد صناعة
الغاز الطبيعي تطوراً متزايداً حيث تم تنفيذ العديد من مشاريع معالجة الغاز
وتسييله ونقله، وتلحظ الخطط الحالية والمستقبلية التوسع في صناعة الغاز لدى الدول
العربية المنتجة له.
(ط) الصناعات البيتروكيميائية تتزايد القدرة التنافسية
للصناعات البتروكيميائية العربية لاعتمادها على الغاز الطبيعي كمادة مغذية رخيصة
نسبيا بالمقارنة مع النافتا المستخدمة في أوروبا لهذا الغرض، وتعتبر هذه الصناعات
كثيفة الاستهلاك للطاقة حيث يتراوح الاستهلاك النوعي للطاقة في المنشآت الحديثة
1330 كجم.م.ن. للطن في صناعة البولي اتيلين ويصل إلى 1946 كجم.م.ن للطن من مادة
البولي فينيل كلورايد،([10])
وبلغ مجمل الإنتاج في عام 2000 في الدول العربية حوالي 32 مليون طن ويتوقع أن تصل
طاقة الإنتاج إلى اكثر من 50 مليون طن في عام 2010([11]).
[1] International Association of Oil & Gas Producer,
Environmental Performance in the E & P Industry, 2004/Report.374, Nov. 2005
[2] China's Industrial Sector in an
International Context. May 2000. http://ieslbl.gov /iespubs/46273.pdf.
[4] United Nations Economic and Social Commission for Western Asia. Efficient Use of Energy in the
Industrial Sector: An Analysis of Options for Selected ESCWA Member States, New York
2001
[5] د.صلاح قنديل، أنماط استهلاك الطاقة والمؤشرات البيئية
في قطاع الصناعات الغذائية في جمهورية مصر العربية، جهاز تخطيط الطاقة 1995.
[6] C. Visvanathan, Energy and Environmental Indicators
in the Thai Textile Industry, Asian Institute of Technology.
[7] استهلاك المشتقات النفطية
والكهرباء في شركات القطاع العام الصناعي في الجمهورية العربية السورية خلال عام 2002
– الصناعات النسيجية.
[8] United Nations Economic and Social Commission for Western Asia. Efficient Use of Energy in the
Industrial Sector: An Analysis of Options for Selected ESCWA Member States, New York
2001
[10] China`s Industrial Sector in an International Context.
May 2000. http://ies.lbl.gov/iespubs/46273.pdf.
إرسال تعليق