شروط جواز حذف نون
كان:
1-
أن تكون بلفظ
المضارع (يكون) و(تكون) و(نكون)و(أكون) فإن كانت بلفظ الأمر أو الماضي لم يجز حذف
نونها .
2-
أن تكون مجزومة بمعنى أنها إذا كانت مرفوعة أو
منصوبة لا يجوز حذف نونها .
3-
أن لا تكون موقوفاً عليها فإذا وصِلَ الكلام لم
يجز حذف نونها بمعنى أن لا تكون موقوفاً عليها فإذا وقف عليها وجب ذكر النون ، (أن
لا تكون موقوفاً عليها فإن كانت موقوفاً عليها لم يجز حذف نونها ) بمعنى لابد أن
تكون في وصل الكلام .
4-
وأن لا تكون متصلة بضمير نصب فإن كانت متصلة بضمير
نصب وجب ذكر النون ولم يجز حذفها.
5-
وأن لا تكون متصلة بساكن فإذا اتصلت بساكن وجب
حذف النون وسيأتي بيان ذلك..(أن لا تكون متصلة بساكن فإذا اتصلت بساكن وجب ذكر
النون ولم يجز حذفها )
مثال ذلك قوله عز وجل : ] ولم أكُ بغيا [ (أكُ) أصلها (أكون) دخل عليها حرف الجزم (لم) فصارت لم أكن سكنت
النون فالتقى ساكنان الواو والنون (أكون) فتخلصاً من التقاء الساكنين حذفنا الواو
فصارت (ولم أكن بغيا) ثم حذفت النون للتخفيف فصارت (ولم أكُ بغيا) ، وهذا حذف
النون حذف جائز (ولم أكُ بغيا)
كيف تعرب (ولم أكُ بغيا)؟
(لم) حرف نفي وجزم لا محل
له من الإعراب (أكُ) فعل مضارع مجزوم وعلامة جزمه السكون على النون المحذوفة
للتخفيف ، واسمها ضمير مستتر تقديره أنا اسم أكن ضمير مستتر تقديره أنا ، و (بغيا)
خبر منصوب وعلامة نصبه الفتحة هذا مثال على جواز الحذف (ولم أكُ بغيا)
و ]لم يَكُ
من المشركين[(لم) حرف نفي وجزم لا محل له من الإعراب
و(يَكُ) فعل مضارع مجزوم بلم وعلامة جزمه السكون على النون المحذوفة للتخفيف (ولم
يك من المشركين) أصلها يكون حدث فيها ما حدث في أكون في (ولم أك بغيا) حيث سكنت
النون للجازم فالتقى ساكنان النون والواو فحذفت الواو لالتقاء الساكنين فصارت (ولم
يكن) ثم حذفت النون تخفيفاً فصارت (ولم يك) فـ (يك) فعل مضارع مجزوم بلم وعلامة
جزمه السكون على النون المحذوفة للتخفيف واسمها ضمير مستتر تقديره هو (من
المشركين) جار ومجرور خبر (يك).
-
لو تخلف
شرط من هذه الشروط فما الحكم ؟
لم يجز حذف النون .مثال ذلك قوله عز وجل :]لم يكن
الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين منفكين حتى تأتيهم البينة[، أقول هنا (يكن) فعل مضارع - مجزوم - غير
موقوف عليه – غير متصل بضمير نصب توفرت فيه أربعة شروط ولكن تَخَلَفَ شرط واحد وهو
انه متصل بساكن ، أين هذا الساكن؟ الساكن هو اللام في (الذين) اللام هنا ساكنه
اتصلت بها نون (يكن) ولذلك لا يجوز حذف النون من (يكن) . ولذلك تجد أن النون
مكسورة مع أنها مجزومة بالسكون هنا تخلصاً من التقاء الساكنين لأنها سكنت النون
للجازم فالتقت باللام في (الذي) وهي ساكنه وهنا إذن للتخلص من التقاء الساكنين نحرك
النون بالكسرة (لم يكنِ الذين كفروا) الكسرة هنا ليست كسرة إعراب وإنما هي كسرة
عارضه لالتقاء الساكنين ولذلك لَمٌا حركت بالكسرة لالتقاء الساكنين استعصت على
الحذف لأن الحركة تقويها ولكن لَمٌا كانت ساكنه في قوله تعالى : ] ولم أك بغيا [ و]لم يك
من المشركين[، كانت النون ساكنة فصارت ضعيفة ، فقوي عليها
الحذف فحذفت و كذلك لا يجوز الحذف في قوله صلى الله عليه وسلم " ، إن يكنه
فلن تسلط عليه و إن لا يكنه فلا خير لك في قتله " هذا عمر رضي الله عنه رأى
رجلاً يقال له بن صياد و وجد فيه شبهاً كبيراً من المسيح الدجال الذي وصفه لهم
الرسول صلى الله عليه وسلم ولكن الرسول صلى الله عليه وسلم قال : " بأن جنته
نار وناره جنه " هذا هو المسيح الدجال ثم قال إنه أعور وإن ربكم ليس بأعور
هذه علامة من علامات الدجال أنه أعور فعمر رأى ابن صياد ووجد به شبهاً من المسيح
الدجال فقال هذا هو الدجال سأقتله وأكفي الناس شره لأنه أعور وفيه شبه كبير من
الدجال فجاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال الرسول صلى الله عليه وسلم :
"إن يكنه فلن تسلط عليه" لأن الله عز وجل كتب عنده أن فتنة الدجال كائنة
لا محالة ، ولن يستطيع عليه أحد إلا عيسى عليه السلام حين ينزل و يقتله عند باب
لُد ويكفي الناس شره هذا هو قدر الله الذي سيكون ونحن نؤمن به لأننا نؤمن بالغيب
كما قال الله عز وجل ] الذين يؤمنون بالغيب[ ، أقول لكم هذا حتى يتضح لكم الشاهد النحوي
اشرح لكم في الجانب التاريخي هذا والجانب العقدي هذا لأن به عقيدة هنا وهي الإيمان
بهذا أقول قال له النبي صلى الله عليه وسلم " إن يكنه فلن تسلط عليه (لن
تستطيع قتله) وإن لا يكنه فلا خير لك في قتله " تقتل رجل مسلم ماذا تريد منه
إذا لم يكن هو المسيح ، عندنا كلمة (يكنه) هنا الخبراء في النحو (يكن) هنا فعل
الشرط لأن إن هنا تجزم فعلين فعل الشرط وجواب الشرط (يكن) هنا فعل مضارع مجزوم بإن
الشرطية التي تجزم فعلين فعل الشرط وجوابه وعلامة جزمه السكون لأنه فعل الشرط واسم
(يكن) هنا ضمير مستتر تقديره هو يعني إن يكن ابن صياد المسيح الدجال الهاء هنا
تعود على المسيح الدجال (إن يكنه)واسمها اسم يكن ضمير يعود على ابن صياد إن يكن
ابن صياد المسيح الدجال فلن تسلط عليه هذا المعنى إن يكنه والهاء هنا ضمير متصل في
محل نصب خبر يكن الشاهد من الحديث أن النون هنا في (يكن) لا يجوز حذفها وإن كان
الفعل مضارعاً مجزوماً غير موقوف عليه ولا متصل بساكن لكنه هنا متصل بضمير نصب وهو
(الهاء) فالهاء هنا في محل نصب خبر (يكن) وعلى هذا فلا يجوز حذف النون من (يكنه)
انتبه لهذا وكذلك لو وقفت عليه (ولم أكُ) (ولم أك) لا يصلح ولذلك نقول (ولم أكن)
إذا وقفت تعيد النون يجب أن تعيد النون (ولم يكن) ووقفت تعيد النون ولكن لو وصلت ]ولم
يَكُ من المشركين[ و ]ولم أكُ بغيا[ .
إرسال تعليق