ماهي النزعة الانسانية 

النزعة الإنسانية هي عبارة افكار او فكر عام عام تشترك فيه العديد من المذاهب الفلسفية والأدبية والأخلاقية والعلمية، ظهرت النزعة الإنسانية في عصر النهضة
فالإنسان مقياس كل الأشياء" كما عبر بروتاغوراس، ولأجله وخدمته جاءت الرسالات الإلهية كونه غاية الوجود، وهذا ما أكده الكتاب المقدس في رسالة بولس إلى أهل رومية:"لا علو ولا عمق ولا خليقة أخرى تقدر أن تفصلنا عن محبة الله". وكان النموذج الذي عبّر عنه قول الله تعالى في القرآن الكريم:"خلقنا الإنسان في أحسن تقويم". ولكونه كذلك توجب على الإنسان أن يعرف نفسه أولاً، كما يقول سقراط " أعرف نفسك بنفسك"، ثم يقرن مفهوم ماهيته بأفعال إنسانية وحضارية في مجتمعه.


التأسيس وأبرز الشخصيات:

ظهر المذهب الإنساني في بداية عصر النهضة الأوروبية.


وأبجديات النزعة إنما تترجم الانتفاضة التي عبّرت عنها النهضة الأوروبية باعتبارها تغيراً في الفكر نجم عنه تغير في جميع شؤون الحياة. فالإنسان الأول كان مكبلاً بقيود الكنيسة(*) طوال فترة الإظلام الفكري المسماة بالعصور الوسطى والتي استطالت إلى أكثر من عشرة قرون، إذ كان خلالها مطالباً بالطاعة العمياء لرجال الدين وكان يُساق كما يساق القطيع، ويكفي أنه من طبيعة فاسدة بسبب الخطيئة الأصلية!! أما المرأة، فهي لا ينبغي أن تُحب لأنها سبب الخطيئة، لذا عزف رجال الدين عن الزواج بها. وإذا سمحوا لغيرهم بالارتباط بها بالزواج فذلك فقط باعتبارها وسيلة للإنجاب واستمرار البشرية. أما الرجال فهم وسيلة أيضاً لتحقيق أهداف الكنيسة، وكل من خرج على هذه الأهداف يواجه الموت حرقاً.

الأنسنة، الفلسفة الإنسانية، النزعة الإنسانية، مصطلحات عديدة كلها تتعلق بالإنسان وتقترن بأفعاله الإنسانية، يقول محمد أركون أن هناك ثلاثة أنواع من الأنسنة: نزعة الأنسنة ذات المحتوى الديني، وهي تحترم الإنسان وترفع من شأنه بقدر ما يطيع الله ويمتثل إلى تعاليمه وأوامره. وهناك نزعة الانسنة ذات المحتوى الفلسفي وهي تعطي للإنسان حرية تأمله، واستقلالية ذاتية بالقياس إلى الطقوس والتعاليم الدينية. ونزعة تركز على الله والإنسان في آن معاً وتدعى بالنزعة الإنسانية الكلية( 3 ). والنزعة الإنسانية هذه تتجاوز حدود الدين والقوميات، والأعراق، والحدود الجغرافية.

Post a Comment

Previous Post Next Post