السناعة الخشبية في الدولة الفاطمية
المشغولات الخشبية في العصر الفاطمي
يسجل هذا العصر اطرادا كبيرا في فنون
النجارة فيبدو في أسلوب النجارة المستخدمة وقتذاك تطور النجارة البيزنطية القديمة
وتطور في الوقت نفسه لفنون النجارة الفارسية، حيث كثر الحفر علي إطارات (حلوق)
الأبواب وأفاريز الجدران الخشبية أما التحف الخشبية التي ترجع إلي العصر الفاطمي
فهي غنية جدا بزخارفها وتدل علي تقدم كبير في صناعة الحفر علي الخشب وكذلك المجاري
المحفورة في العظم فهي واضحة كل الوضوح.
ومن روائع ما أنتجه الفنانون النجارون
في العصر الفاطمي منبر مسجد الصالح طلائع بقوص ومحراب السيدة رقية الخشبي وهو من
المحاريب المتنقلة مصنوع من الخشب القرو، والساج الهندي وعليه أشرطة من الكتابات
القرآنية بالخط الكوفي
المزهر وتتألف زخارفه من الزخارف الهندسية السداسية والنجمة
المجردة، ومنفذة علي قطع خشبية صغيرة مجمعة، وتم معالجة أسطحها بالحفر الفاطمي،
الذي يتميز بالدقة البالغة، و جاء تنفيذه لأشكال هندسية مشغولة بالحفر النباتي
وجاءت لأجزاء صغيرة مجمعة بأسلوب الذكر والأنثى ونجد أن صناعة الأخشاب في ذلك العصر
تطورت وازدهرت وأصبحت ذات طابع مميز له شخصيته وسط الطرز الإسلامية
المتلاحقة. ).
كما امتاز العصر كذلك بنوع أخر من
الحفر على الخشب وهو حفر مناظر للكائنات الحية فقد عثر علي أفاريز من الخشب كانت
في القصور الفاطمية محلاة بمناظر تمثل صيد حيوانات ورجال ونسوة في حفلات راقصة.
وحصل تفنن وإبداع في أشكال
الأوراق وأخذ يخالط العناصر النباتية عناصر حيوانية وعناصر هندسية ومن النباتية
التي استخدمت في تلك الفترة
أوراق الكرم التي تداخلت مع أشكال هندسية شكل رقم (174).
ونجد ظاهرة ميزت هذا العصر، وهى ظهور
تضامن وثيق بين النجارين المسلمين والأقباط، وخاصة في القرنين العاشر والحادي عشر
الميلاديين، فنجد أن دور العبادة قد اكتظت بالعديد من الأعمال الفنية المشتركة
والأفاريز الخشبية المنقوشة، والمصورة لجوانب من الحياة العامة في ذلك الوقت.
ولقد ترك لنا الفاطميون الكثير من
التحف الخشبية التي ترجع إلى نهاية العصر الفاطمي مثل المحاريب الثلاثة المحفوظة
في دار الآثار العربية أقدمها كان الجامع الأزهر والثاني للسيدة نفيسة والثالث من
مشهد السيدة رقية كما سبق ذكره.
وفى العصر الفاطمي في مصر، بدأت تظهر
الرسوم الآدمية والحيوانية مع أسلوب سامراء، كما ظهرت موضوعات تصويرية محفورة على
عدة مستويات على الخشب. وقد مثلت تلك الموضوعات الحياة الاجتماعية لمصر في العصر
الفاطمي أحسن تمثيل، ومن أحسن الأمثلة لذلك، تلك الوزرات الخشبية المحفورة على
الأبواب فى بمارستان قلاوون وتجدر الإشارة هنا إلى أن هذه الموضوعات التصويرية
التي حفرت على الخشب الفاطمي كانت إحياء للفن القبطي، وجاءت لأشكال حيوانية وطيور
شكل (175أوب) وتتمثل في شكل حصانين متقابلين ومتماثلين يحيطهما
زخارف نباتية. وهى تمثل حشوة خشبية مركبة داخل إفريز في باب تتكرر فيه الحشوة حيث
جاءت مشغولة بالحفر والتفريغ مع تقليب حروف الحفر وعمل مستويات مختلفة مع انسيابية
الحفر في شكل رأس الحصانين المتماثلين، فظهروا في تجانس و تضافر و ترابط مع الوحدة
الزخرفية النباتية حيث ظهر الشكل على أرضية عميقة في تباينات فنية جميلة والثانية
حشوة مستطيلة من الخشب، يحدها إطار نفذ عليه بالحفر غير العميق فرع نباتي وتزين
وسط الحشوة أشكال بارزة بالحفر تمثل أسداً يتجه إلى اليسار، وحيواناً مجنحاً ذا
رأس آدمي يتجه إلى اليمين، وحيوان يمثل أرنباً برياً أو غزالاً يتجه إلى اليسار،
وذلك من أعلى إلى أسفل وأبدان هذه الحيوانات مزينة من الأمام والخلف بزخارف نباتية
منفذة بالحفر.
وفى نهاية العصر الفاطمي في النصف
الثاني من القرن السادس الهجري بدأ يظهر أسلوب آخر من الزخارف على الخشب، وهو
الزخارف الهندسية، التي تقوم أساسا على الشكل النجمى ، والذي أطلق عليه اسم الطبق
النجمى
.
من التحف الأثرية ذات القيمة التاريخية
باب ذو مصراعين، يحمل اسم الحاكم بأمر الله ، كان موجود بالجامع الأزهر بالقاهرة ،
وهو من خشب الجوز التركي ، ويبلغ طوله 325 سم وعرضه 200 سم ، ويشتمل كل من مصراعى
الباب على سبع حشوات مستطيلة ، ويزخرف الحشوتين العلويتين سطران من الكتابة بالخط
الكوفى المزهر ، الذى شاع استخدامه عند الفاطميين والقرامطة ، حتى سمى أحيانا باسم
الخط القرمطى ، أما باقى الحشوات ففيها زخارف نباتية محفورة حفرا عميقا، تمتاز
بالتحوير والجمع بين مهارة الصنعة والذوق
الفنى ( ) شكل رقم (176) .
وهناك مثل أخر معروض بالمتحف الإسلامي بقاعة 6 أخشاب يتمثل باب مشهد (ضريح) السيدة نفيسة
بدلفتين تحت رقم سجل 1646 فاطمى جاء ارتفاعه 233 سم وعرضه 120 سم ، حيث جاء
تجميله علي هيئة حشوات مستطيلة فى المنتصف عددها ثمانى حشوات ، مشغول سطحها بالحفر
الفاطمى العميق بأسلوب تفريغ الأرضية " شكل وأرضية " ثم معالجة الشكل
بأساليب فنية حسب التصميم الزخرفى الموضوع حيث هناك تزهيرات وأوراق نباتية وأفرع
رشيقة وبعض الطيور والحيوانات حيث يتم معالجته بتقليب و كسر سوكة الحفر مع عمل
التوريقات والتزهيرات اللازمة ، وهناك مثل أخر مشابه لباب من درفتين تحت رقم 554 بقاعة 4أ فاطمي
منقول من بماريستات قلاون ، حيث جاء عرضه 200 سم وارتفاعه حوالى 400 سم
ومشغول بالحشوات المستطيلة المحفورة
Post a Comment