ماذا يحدث اذا اختفى حيوان من شبكة غذائية
إذا اختفى نوع من الكائنات فإن ذلك سيؤدي إلى خلل في التوازن البيئي
فغياب اي كائن حي من السلسلة الغدائية  يخل بالنظام الغدائي

               
اذا درسنا نظاماً بيئياً ممثلاً بالعلاقة بين الفريسة والحيوان المفترس,فابادة أنواع معينة من الفرائس(كالحشرات مثلاً باستعمال مبيدات) يؤدي الى نقصان عدد الكائنات الحية التي تتغذى على الحشرات كالطيور مثلاً وذلك سيؤدي بدوره الى نوع من القطع (التفكك) في السلسلة الغذائية,كما أن اختفاء نوع حيواني أو نباتي قد يحدث الخلل في جزء من توازن البيئة,فطائر الدودو الذي انقرض مثلاً رافقه انقراض أنواع من النباتات لأن هذا الطائر كان يأكل ثمارها,ويساعد على نشر بذورها مع برازه في كل مكان وعندما أصبحت المشكلة خطيرة في معدلات انقراض الأنواع الحيوانية والنباتية عقدن الندوات والمؤتمرات العالمية فكان مؤتمر قمة الأرض في البرازيل 1992م ومؤتمر جوهانسبورغ(جنوب افريقيا) 2002م في آب-أيلول اللذان دعوا الى المحافظة على البيئة ونشر الوعي البيئي للعيش في بيئة صحية نظيفة.

التوازن الفيزيائي:اضافة لتوازن الأحياء فيما بينها فانها تتفاعل مع بيئتها الفيزيائية أيضاً وتشكل البيئة الفيزيائية:الطاقة الشمسية,وغاز ثنائي أكسيد الكربون,وغازات أخرى ومعادن,فاذا لم تتوفر الكمية اللازمة من الطاقة الشمسية وغاز ثنائي أكسيد الكربون فان الكمية المنتجة للمواد السكرية ستكون محدودة وبالتالي فان ذلك سيؤثر على المستهلكات الأولية(أكلة العشب) ومن الطبيعي أن ينعكس ذلك على كائنات المرتبة التي تليها في السلسلة الغذائية أي المستهلكات الثانوية (أكلة اللحوم) وهكذا حتى نصل الى قمة السلسلة الغذائية.

مسببات اختلال التوازن البيئي:

يعد من أهم المخاطر التي تهدد البشرية ويختل توازن النظام البيئي في الحالات الآتية

1.تغير العوامل الطبيعية كالجفاف والزلازل والبراكين...

2.ادخال كائن حي في بيئة جديدة لا يوجد عدو طبيعي فيها:ومن الأمثلة على ذلك ماقام به أحد سكان جزر هاواي,حيث استحضر عدة أزواج من الأرانب فلما وجدت غذاءً كافياً ومناخاً ملائماً وقلة الأعداء الطبيعية التي تفتك بصغارها تكاثرت بكثرة والتهمت النباتات بسرعة أكبر من سرعة نموها فأدى ذلك الى خلو الجزيرة فمات بعضها وهاجر بعضها الآخر,وبذلك أدى ادخال الأرانب الى هذه الجزيرة الى اختلال التوازن بين أحيائها.

3.اخراج حيوان أو نبات من البيئة المتوازنة...

4.قتل كائن حي في بيئة متوازنة:ومن الأمثلة على ذلك أن القضاء على الصقر والبوم في احدى البيئات أدى الى انتشار الفئران بشكل كبير بسبب غياب هذه الطيور والتي تعد العدو الطبيعي لها وتتغذى عليها وتبع انتشار الفئران فتكها بالنباتات مما أحدث ضرراً وخللاً في توازن البيئة.

5.الاستخدام الغير المرشد للمبيدات:قد ينجم عن الاستخدام غير المرشد للمبيدات الكثير من الأخطاء والمثال على ذلك استخدام نوع من المبيدات الحشرية للقضاء على البعوض الناقل للملاريا في احدى البيئات فقد أدى ذلك الى القضاء على الذباب والصاصير والسحالي الصغيرة أيضاً,ثم أصبحت القطط تتساقط صرعى لأنها كانت تتغذى على السحالي الميتة ومع غياب القطط انتشرت الفئران وأحدثت أضراراً وخللاً في البيئة.

6.احداث تغييرات في الاجراءات الزراعية:كتغيير مواعيد زراعة بعض النباتات أو مواعيد ري المحاصيل أو الاكثار من الأسمدة كل هذا يؤدي الى اصابة المحاصيل بالآفات والأمراض.

7.ممارسات الانسان (تدخل الانسان المباشر) ومنها:

التوسع العمرني

بقطع الأشجار وتحويل الأراضي الزراعية الى مناطق سكنية مما أدى ذلك الى تراجع الغطاء النباتي وعلاجاً لها أقامت الدولة بانشاء المدن الجديدة في الاراضي الصحراوية,وشجعت على اقامة المشروعات الصناعية فيها ووفرت لهذه المدن المرافق ومختلف الخدمات كما أصدرت الدولة التشريعات التي تحرم البناء على الأراضي الزراعية.

الصيد الجائر

وهو قتل الأنواع الحية وأبعادها بطرق غير قانونية حيث يتم اصطيادها وقتلها للحصول على جلودها أو فرائها أو لحمها وأصبحت كثير من الاحياء مهددة بالانقراض كما تنقل بعض الكائنات الحية من بيئتها لبيعها في اماكن أخرى.

الرعي الجائر

أي تحميل نباتات المرعى فوق طاقتها بزياداة أعداد الحيوانات في واحدة المساحة وبتكرار رعي الحيوانات في منطقة واحدة تعمل على انقراض كثير من النباتات فلا تتيح لها فرصة للتكاثر وتكوين البذور وهذا يعني أيضاً غياب بعض الحيوانات التي تحتمي بها وتتغذى عليها.

انجراف التربة

يتم بموجبها انتقال حبيبات التربية من التربة من مكان نشئتها الأصلية لتتوضع في مكان آخر كما تفقد خصوبتها وتصبح غير صالحة للزراعة.

التصحر

تدهور الأنظمة البيئية وخرابها أو عملية انتشار الصحراء في مناطق كانت رطبة وخصبة وصالحة للزراعة وينجم عنه اختلال التوازن بين العنصر البشري وبين امكانية المصادر الطبيعية على التحمل وتغيرات طبيعية في المناخ تؤدي الى قلة سقوط الأمطارفان السببين معاً يؤديان الى التصحر الا أن اصلاحه يحتاج في كثير من الاحيان الى جهد المجتمع الدولي بأسره وتعاونه.

دور الانسان في اختلال التوازن البيئي

ان الانسان جزء لا يتجزأ من النظام البيئي الذي يعيش فيه بما يحتوي من مقومات الحياة كالغذاء والهواء والماء لكن تدخل الانسان في البيئة أدى الى اختلال توازنها فعند تغير أحد العوامل الطبيعية كردم البرك وتجفيف المستنقعات وقطع الغابات...يختل التوازن وتهلك النباتات والحيوانات فازالة الغابة مثلاً يعني ايقاف الانتاج الغذائي وايقاف انتاج الأكسجين والقضاء على الحيوانات التي تعيش فيها,وتجد في بادية الشام والعراق والسعودية آثار واضحة على تدمير البيئة من قبل الانسان فقد كانت البادية غنية بالنباتات والحيوانات منذ عهد ليس ببعيد وهي الأن قاحلة,لا تصلح للرعي وتربية الاغنام والابل التي كانت تزخر بها,فقد أدى الرعي الجائر والصيد المكثف وبخاصة صيد الغزلان الى تدمير هذه البيئة كما ان تلويث الانسان للبيئة بمختلف أنواع التلوث أدى الى القضاء على كثير من الكائنات الحية واختلال في التوازن البيئي لذلك أخذت الدولة على عاتقها اقامة المحميات وتنويع أغراضها حيث خصصت محميات لحفظ الأنواع وزيادة عددها ولا سيما المهددة بالانقراض وتعيش بصورة طبيعية بعيداً عن تدخلات الانسان وممارساته.

ويمكن القول: يجب على الانسان أن يكون القوة الفاعلة للحفاظ على التوازن البيئي وهذا يستدعي ايقاظ الضمير البيئي عنده الى أبعد الحدودو اضافة الى تنمية العمل الجماعي لجميع الدول لوضع سياسة بيئية مشتركة تعمل على حماية البيئة بكل مكوناتها.

Post a Comment

Previous Post Next Post