التكامل في أسواق الغذاء:ثمة تطور حاصل في نظام السوق المرتبط بقطاع الصناعات الغذائية وهو الميل نحو الإندماج والتكامل.ويشير مفهوم التكامل :إلي التوسع الذي قد تقوم به الشركات العاملة في القطاع الزراعي أو الغذائي علي شكل تجميع وتوحيد الوظائف التسويقية والنشاطات الإضافية الاخري وتحت إدارة واحدة.
**أنواع التكامل: عملياً وهناك ثلاثة أشكال للتكامل في مجال الإنتاج الزراعي والغذائي:
أولا: التكامل العامودي: والذي يحدث عندما تقوم شركة ما بدمج وجمع نشاطات متعلقة بعملها من أجل زيادة فعالية نشاطاتها التسويقية.مثال تاجر الجملة(اللحوم) الذي يتعاون مع مربي المواشي (تكامل خلفي) ,أما محلات توزيع وبيع اللحوم فيعتبر تكامل أمامي.
** مزايا التكامل العامودي:
1- يتحقق من خلاله مفهوم الإنتاج الواسع والكبير,ويؤدي لتكوين رأسمال كافٍ ومتوفر باستمرار.
2- التقليل من تكاليف النقل في البيع والشراء.
3- زيادة حالة المعرفة وبالتالي ظهور إدارة تنافسية فاعلة.
4- يعطي لكل المتعاملين في التكامل العامودي فرص أكثر ليكونوا موجهين في أعمالهم وأنشطتهم.
5- التقليل من عوامل المخاطرة الناشئة من عدم ضمان استمرار مصادر المواد والمحاصيل.
6- التقليل أو عدم تكرار عمليات الفرز والتدريج أو التعبئة والتغليف,لتقليل التكاليف التسويقية.
ثانيا: التكامل الأفقي: يحدث هذا النوع من التكامل عندما تسيطر شركة معينة علي الشركات الاخري العاملة في السوق ,حيث تمارس الشركة المسيطرة مجموعة من الأنشطة مماثلة وعلي نفس المستوي من القناة التسويقية,مثال إندماج مصنعين للتصنيع الغذائي في شركة واحدة .مثال محلات البقالة الحديثة والتي تمتلك سلاسل من المتاجر تمثل المثال الجيد علي التوسع الأفقي والعامودي,فهي توسع أفقي من خلال إفتتاح محلات جديدة في السلسلة,وعموديا من خلال إدارة مراكز جملة خاصة بها ,وأحياناً إمتلاك مصانع تعليب وتدير محلات للبيع المباشر للمستهلكين.
كما أن هناك نوعاً أخر من التوسع التنظيمي حيث يتم تجميع نشاطات وكالات ليس لها نشاط مباشر بالعمل الأساسي للشركة تحت إدارة واحدة .كما أن هناك طريقة للنظر إلي مدي فاعلية التكامل في مجال الصناعات الغذائية وذلك من خلال دراسة مدي أو نطاق عملية إتخاذ القرار,فالتكامل من منطق الملكية(Owner Integration) أو الاندماج في الملكة يحدث عندما تكون قرارات وأصول شركة ما مملوكة لشركة أخري.مثال عندما تقوم شركة تصنيع غذائي بشراء محل جملة أو شركة غذائية تبيع بالجملة أو عندما تقوم الشركة التصنيعية بإنشاء مركز جملة خاص بها.
** مزايا التكامل الأفقي:
1. التقليل من معدلات التكاليف التسويقية عن طريق توحيد أقسام المبيعات والمشتريات من المواد والمحاصيل الأولية.
2. إمكانية الحصول علي خصومات سعريه جيدة بسبب كبر حجم الصفقات.
3. الاستفادة من تقليل التكاليف المتعلقة بسياسات الترويج والإعلان المشترك بين الأطراف المتعددة والمشاركة في عملية التكامل.
ثالثا: التكامل من خلال التعاقدControl Integration :
هو عبارة عن إتفاق بين شركتين حول إتخاذ قرارات معينة مع إحتفاظ كل شركة بحقها في الحفاظ علي هويتها المنفردة.مثال,قيام منتج للخضروات بتوقيع عقد مع مصنع غذائي يحدد فيه نطاق التنويع ومواعيد التسليم أو السعر المباع به أو المادة الأولية المستخدمة في إنتاجه الزراعي.
تهدف جميع الجهود الموجهة للتكامل إلي تنظيم وتنسيق العمليات التسويقية بهدف زيادة فعالية التشغيل أو الحصول علي سيطرة اكبر علي عملية البيع والشراء.أما في حالة اللامركزية فالتكامل له مزاياه وعيوبه ,فالتكامل قد يؤدي لتصغير قنوات التوزيع أو إغلاق بعض القنوات.كما أن المنتوجات التي تخرج من هذا التكامل قد لا تدخل السوق,وإنما تتدفق خلال هذه الشركات المتكاملة وفقاً لأسس إدارية بدلاً من أسس المنافسة المتبعة في السوق المفتوح.
** الأسباب المؤدية للتكامل:تختلف الأسباب الداعية للتكامل في مجالات الصناعات الغذائية لإختلاف الظروف الداخلية والخارجية المؤثرة علي قرارات إدارات هذه الصناعات.ومن هذه الأسباب(1- تعظيم الأرباح المتوقعة. 2- تخفيض درجة المخاطرة المالية.3- إتاحة فرص التطوير والتحسين في مجالات التفاوض علي الأسعار. 4- إستخدام التكنولوجيا ). وبشكل محدد يعتبر التكامل العامودي أداة فعالة للتنسيق الفعال في مجال السياسات الإدارية ,والإنتاجية المؤدية لوضع هياكل الأسعار المقبولة في الأسواق المستهدفة.وهناك دوافع أخري تؤدي للتكامل الأفقي ,علي سبيل المثال شراء شركة منافسة يعتبر الأسلوب الأمثل للتخلص من المنافسة وبهدف الحصول علي حصة كبيرة من السوق وتحسين وزيادة في الأرباح
*** مساوئ التكامل:علي قدر تحقيقه من مزايا ,فإن عدم مقدرة الإدارة من التنسيق بين إنتاجية الأقسام يؤدي لانخفاض مستوي الكفاءة والفاعلية,و إن التكامل لا يمكن الإدارة الموحدة من ممارسة قواها التساومية عند البيع.
إرسال تعليق