التحليل لغةً واصطلاحاً:


التحليـل لغـةً: حلّل الشيء: أرجعه إلى عناصره أي جزّأه، وحلّل الشيء: درسه وكشف خباياه (ابن منظور، 1994).
التحليل اصطلاحا:ً تجزئة الشيء إلى مكوناته الأساسية وعناصره التي يتركب منها، فعل سبيل المثال نقول في تحليل الموضوع الإنشائي (التعبيري) إنّه يتكون من فكرة عامة وأفكار جزئية، وشواهد قرآنية وأحاديث نبوية، وأبيات شعرية وقيم واتجاهات ومقدمة وعرض وخاتمة. أما عند تحليل القصيدة الشعرية فنقول أنها تتكون من مفردات وأفكار وعاطفة وخيال وصور بيانية وجمالية وقيم. إذاَ فكل شيء إذا قمنا بتحليله لوجدنا بأنه يتكون من عناصر ومكونات وأجزاء تشكل بمجموعها وعند تآلفها وتناغمها ذلك الشيء.
ويمكنني الخلوص إلى أنّ المقصود بالمحتوى هو المعالجة التفصيلية لموضوعات المقرر في الكتب، فإن كان المقرر قد حُدد ووضع في فهرس الكتاب، فإن التناول التفصيلي لهذه الموضوعات كما وردت في الكتاب المدرسي هي التي يطلق عليها محتوى المنهج، ويشمل عادة على حقائق ومعارف ومفاهيم وتعميمات ومبادئ وقوانين ونظريات.

المحتوى لغة واصطلاحاً:

المحتوى لغةً: حوى الشيء حوايةً، تجمّع، والمحتوى: بيوت الناس من الوبر مجتمعة على ماء (ابن منظور:94).
المحتوى اصطلاحاً: من التصور اللغوي السابق ينطلق مفهوم المحتوى الاصطلاحي، ونقصد به كلّ ما تضمنته دفّتا كتاب من معلومات وحقائق وأفكار ومفاهيم، تحملها رموز لغوية، ويحكمها نظام معيّن من أجل تحقيق هدف ما، كأن يكون هذا الهدف تزويد الآخرين بالجديد في موضوع معيّن، أو تغيير بعض ما يعرفونه في هذا الموضوع، أو مساعدتهم على إدراك أهمية أفكار معينة، أو التعاطف مع مواقف محددة، أو المشاركة بين المؤلف وبينهم على مستوى الأفكار والحقائق، أو القيم والاتجاهات، أو المشاعر والأحاسيس(طعيمة،2004).

مفهوم تحليل المحتوى:

تختلف تعريفات تحليل المحتوى تبعاً للزواية التي ينطلق منها واضعو التعريفات، حيث يتسع عند بعضهم ليشمل الخطوات الإجرائية، ويضيق عند آخرين ليقتصر تعريفه على أداة من أدوات البحث. ولوتتبعنا تعريفات تحليل المحتوى منذ أربيعنيات القرن الماضي إلى الوقت الرّاهن فإننا لا نكاد نلمس فرقاً جوهرياً أو اختلافاً ملحوظاً في تعريفه، وهذه بعض التعريفات التي تبين ما ذكرناه آنفاً:
يذكر بيرلسون بأن تحليل المحتوى هو أحد أساليب البحث العلمي التي تهدف إلى الوصف الموضوعي والمنظم الكمي للمضمون الظاهر لمادة من مواد الاتصال(www.gslis.utexas.edu).
وتحليل المحتوى كما يراه حسين (1983) يطلق على الأسلوب البحثي الذي يغطّي المتطلبات الآتية:
-         تحليل الخصائص اللغوية أو الدلالية للرموز الاتصالية المستخدمة.
-         تحديد تكرارات أو ظهور أو ورود أو حدوث هذه الخصائص بدجة عالية، وتحديد القيم الكمية لهذه التكرارات.
-         إمكانية تمييز هذه الخصائص بمصطلحات ذات صبغة عامّة.
-         إمكانية تمييزها باصطلاحات ذات صلة بفروض الدراسة ومجالاتها.
-         الضبط الدقيق المحكم لهذه الاصطلاحات المستخدمة في إمكانية التعرف على الخصائص الرمزية التي تمت دراستها (http://www.gslis.utexas.edu).
وذكر اللقاني (1981) بأن تحليل المحتوى هو: أحد الأساليب الشائعة الذي يستخدم في وصف المواد التعليمية ولتقويم المناهج من أجل تطويرها، وهو يعتمد على تحديد أهداف التحليل ووحدة التحليل؛ للتوصل إلى مدى شيوع ظاهرة أو أحد المفاهيم، أو فكرة أو أكثر، وبالتالي تكون نتائج هذه العملية، إلى جانب ما يتم الحصول عليه من نتائج، من خلال أساليب أخرى مؤشرات تحدد اتجاه التطوير فيما بعد.
فيما يرى المطلس(1997) بأن مفهوم تحليل المحتوى يقصد به تجزئة المنهج وتقسيم ما يتضمنه من معارف واتجاهات وقيم ومهارات إلى عناصرها المكونة، ويشمل ذلك ما يلي:
-         تحديد الأجزاء المكونة للمحتوى، أي تحليل العناصر.
-         تحديد العلاقات بين هذه الأجزاء، أي تحليل العلاقات.
-         تحديد طرق تنظيم العلاقات بين الأجزاء في بنية المحتوى، أي تحليل المبادئ والأسس.
وقد أورد موقع المنشاوي الإلكتروني تعريفات عدة لتحليل المحتوى، نذكر منها:
أنّه "عملية ملازمة للفكر الإنساني تستهدف إدراك الأشياء بوضوح، من خلال عزل عناصرها  بعضها  عن بعض، ومعرفة خصائص أو سمات هذه العناصر وطبيعة العلاقات التي تقوم بينها"
ومن تعاريفه بأنه: مجموعة الخطوات المنهجية التي تسعى إلى اكتشاف المعاني الكامنة في المحتوى، والعلاقات الارتباطية بهذه المعاني، من خلال البحث الكمي الموضوعي، والمنظم للسمات الظاهرة في هذا المحتوى.
وهو: أسلوب ضمن الأساليب البحثية التي تستخدم في تحليل المواد الإعلامية بهدف التوصل إلى استدلالات واستنتاجات صحيحة ومطابقة في حالة إعادة البحث والتحليل(www.minshawi.com).
وقد استعرض حسين (1983) تعريفات تحليل المحتوى وتتبعها تاريخياً ليخلص في نهاية المطاف في تعريفه الإجرائي الآتي: تحليل المحتوى هو أسلوب أو أداة للبحث العلمي يمكن أن يستخدمها الباحثون في مجالات بحثية متنوعة... لوصف المحتوى الظاهر والمضمون الصريح للمادة المراد تحليلها من حيث الشكل والمحتوى، تلبية للاحتياجات البحثية المصاغة في تساؤلات البحث أو فروضه الأساسية، طبقاً للتصنيفات الموضوعية التي يحددها الباحث، وذلك بهدف استخدام هذه البيانات بعد ذلك، إما في وصف هذه المادة العلمية التي تعكس السلوك الاتصالي العلني للقائمين بالاتصال، أو لاكتشاف الخلفية الفكرية أو الثقافية أو السياسية أوالعقائدية التي تنبع منها المادة العلمية، أو للتعرف على مقاصد القائمين بالاتصال من خلال الكلمات والجمل والرموز والصور والأساليب التعبيرية كافة – شكلاً ومضموناً- التي يعبر بها القائمون بالاتصال عن أفكارهم ومفاهيمهم، وذلك بشرط أن تتم عملية التحليل بصفة منتظمة، ووفق أسس منهجية، ومعايير موضوعية، وأن يستند الباحث في عملية جمع البيانات وتبويبها وتحليلها على الأسلوب الكمي بصفة أساسية.
ويمكن الاستنتاج بناءً على ما سبق ذكره من تعاريف بأن مفهوم تحليل المحتوى هو: إحصاء المعارف والمهارات الأساسية المتضمنة في  الدروس وكتابتها، ويشتمل على:
1- الحقائق: وهي جمل تصف ملاحظات خاصة بمادة أو موقف   أمثلة:عمان عاصمة المملكة الأردنية الهاشمية، الخلية وحدة بناء جسم الكائن الحي، أركان الاسلام خمسة.
2 ـ المفاهيم: كلمات أو مصطلحات لها دلالة لفظية وذهنية، أمثلة:  الفاعل، الصلاة، الخلية.
3 ـ التعميمات: جمل تصف مجموعة ملاحظات متشابهة أو مواقف عامة متكررة ومتشابهة  أمثلة :  القواعد،  القوانين، النظريات.

Post a Comment

Previous Post Next Post