أنظمة المعلومات  الدولية
إن التطور في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات أحدث تغييرات جذرية، وأوجد تحديات جديدة أمام منظمات اليوم،... فالشركات المحلية أتيح لها الفرصة لتتوسع و لتتحالف استراتيجياً لتصبح شركات متعددة الجنسيات، وغالبية الشركات الكبرى بدورها انخرطت في أنشطة وأعمال دولية وأصبح جزء كبير من أرباحها يعتمد على هذه الأعمال الدولية.
 إن هذا التحول لم يكن، لولا ظهور التطورات في مجال تكنولوجيا المعلومات ( الحواسيب والاتصالات) و التي من أهم تطبيقاتها شبكة الاتصالات العالمية (الانترنت) و أنظمة المعلومات عالية السرعة، حيث ساعدت هذه في تسهيل أداء هذه المنظمات لأعمالها، إضافة إلى إتاحة عملية الاتصال المستمر بين مشروعاتها المنتشرة في دول العالم .
 إن هذه التطورات أبرزت  أهمية دور أنظمة المعلومات لدعم وظائف المنظمات الدولية وزيادة كفاءتها وإكسابها ميزة تنافسية، ليس على المستوى المحلي فقط و إنما على المستوى الدولي.

المشكلة:
إن انخراط المنظمات في أعمال دولية  يتطلب من الشركات تطوير أنظمة معلوماتها بما يتناسب مع تدويلها وظهور نماذج جديدة من هذه النظم.  
الأهمية:
ستحاول هذه الدراسة التطرق إلى أهم أنماط  أنظمة المعلومات الدولية مما يساهم في نجاح هذه الأنظمة عند اختيارها وتطبيقها ويقلل من مخاطر فشلها.

المنهجية:
تقوم هذه الدراسة على البحث النظري في المصادر الثانوية من الكتب والمقالات والمجلات  التي تطرقت إلى مشكلة البحث واستنتاج الخلاصة و التوصيات منها.

 مفهوم أنظمة المعلومات الدولية
إن تحرك منظمات الأعمال باتجاه الأشكال العالمية للمنظمات يتطلب استخدام أنظمة معلومات تحمل في طبيعتها عنصر العولمة و الدولية في أدائها من خلال نقل و تبادل المعلومات و تطبيق إستراتيجية منظمات الأعمال ذات الأبعاد الدولية.
 من هنا يمكن تحديد مفهوم أنظمة المعلومات الدولية بأنها عبارة عن أنظمة تساهم في ربط المنظمات أو الشركات ذات الأعمال التجارية أو الصناعية أو الخدمية الواسعة و التي تتوسع أنشطتها لتشمل دول العالم أي أن أعمالها تتسم بالعالمية مما يسهم في تسهيل أداء أعمالها العالمية ، و يمكن اعتبار هذه الأنظمة هي ثمرة التطورات في مجال الحواسيب و الاتصالات و الأقمار الصناعية .

أنماط أنظمة المعلومات  الدولية:
إن تحديد الإستراتيجية التي يمكن أن تتبع في تطوير أنظمة المعلومات الدولية يعتمد بشكل كبير على نوع إستراتيجية الأعمال التي تتبناها الشركات و يمكن تحديد ثلاثة نماذج أساسية منها يمكن في ضوءها تحديد أنماط أنظمة المعلومات الدولية و هي على النحو التالي:
1-  نظم المعلومات المتعددة الجنسيات Multinational information systems
وهذا النموذج هو الأكثر انتشارا وتتميز بمراكز التحكم الذاتي أساسا لمعالجة البيانات في
كل دولة من الدول التي تعمل فيها. أي لكل فرع له استقلاليته التنظيمية،  ويعاني هذا النهج من مشاكل من التكرار والازدواجية في البيانات ، والتطبيقات ، والعمليات.
 ومع ذلك ، فإنه يمثل تاريخيا أسهل الحلول المتاحة  للشركات متعددة الجنسيات نظرا لاختلاف الظروف في كل دولة   (أي اختلاف اللوائح والقوانين و اللغات ، التسهيلات المتاحة ، وما إلى ذلك) و من الأمثلة على ذلك شركة كوكا كولا حيث يطبق كل فرع إستراتيجية و سياسات عمل تتلاءم و البلد الذي تمارس فيه نشاطها و نفس الشيء  ينطبق على شركة ماكدونالد .
2-  نظم المعلومات الدولية International information systems:
 وهي نظم مركزية تتميز بشبكة الكمبيوتر التي تعمل في أكثر من دولة و البيانات التي تعبر الحدود الدولية من اجل استكمال المعاملة. وهذا النموذج يعتمد بصورة متزايدة على الانترنت كوسيط لنقل البيانات.
3-  نظم المعلومات العالمية Global information systems
وفق هذه الأنظمة تكون الإدارة مركزية للشركة الأم (المركز الرئيسي) أي هو الذي يوجه الفروع ويحدد لها سياسات العمل ويحاول تحقيق التكامل والتنسيق فما بين عملياتها المحلية والخارجية ومن الأمثلة على ذلك ( شركة  ( Sony.
هذا النمط الجديد نسبيا يتميز بالأساس  بتكامل البيانات.
 إن إتمام  عمليات التصنيع التي تقع في بلدان مختلفة والتنسيق بينها  وفي نفس اللحظة   من الأمور التي دفعت إلى إنشاء مثل هذه النظم،  والدافع الآخر لإنشاء هذه النظم هو الرغبة في تقديم واجهة لحظية  للعملاء الذين لهم معاملات مع الشركات متعددة الجنسيات في العديد من البلدان التي تعمل فيها. وذلك لم يكن ممكناً لولا  التطورات الأخيرة في إدارة قواعد البيانات الموزعة والتطورات في تكنولوجيا الاتصالات الحديثة التي سمحت لهذا النموذج من أنظمة الملومات بان يرى النور.

الاستنتاجات
في ضوء الأنماط التي تم طرحها والتي يمكن أن تتبناها منظمات الأعمال يمكن تحديد مداخل لتطوير أنظمة المعلومات الدولية و على النحو التالي:
1.    أنظمة معلومات مستقلة (للشركات المتعددة الجنسية).
وهذه تلائم الشركات متعددة الجنسية حيث يكون هناك حرية لكل فرع في تطوير و استخدام نظام معلومات خاصة به،  و يكون ارتباط نظام المعلومات المركزي بالمقر الرئيسي ضعيفاً و قليلاً في الفروع ، و ذلك بسبب سياسة الاستقلالية في العمل.
2.    أنظمة معلومات مركزية (للشركات العالمية).
تلائم الشركات ذات الصبغة العالمية حيث يكون هناك ارتباط قوي و مستمر بين نظام المعلومات المركزي للمقر الرئيسي و الفروع من خلال التبادل الواسع للمعلومات ، و إن تطوير أنظمة معلومات الفروع يكون بإشراف المركز الرئيسي .
3.    الشراكة في أنظمة المعلومات العالمية (للشركات الدولية).
تلائم الشركة الدولية حيث يتم نقل وتبادل المعلومات بين المقر الرئيسي و الفروع و خاصة في مجال تطوير المنتجات أو الإبداع الفكري و ذلك لتسهيل عملية تنفيذ الأفكار الجديدة و سرعة انجازها من أجل المحافظة على الميزة التنافسية للشركة.
4.    أنظمة المعلومات المتكاملة (للشركات التي تتبع استراتجيات مختلفة).
تلائم الشركات التي تتبع أكثر من إستراتيجية ، حيث يكون لكل فرع نظام معلومات خاص به و قاعدة بيانات لتسهيل الاستجابة للطلبات المحلية ، و في نفس الوقت لديه أنظمة معلومات مرتبطة بشبكة اتصال عالمي بمواصفات عالمية وأيضاً قواعد بيانات من أجل الاستجابة للطلبات العالمية و أيضاً هناك تعاون فكري و تبادل آراء من خلال أنظمة المعلومات الإستراتيجية العالمية من أجل تسهيل وصول الإبداعات للمركز الرئيسي لتحقيق السرعة في تنفيذها و المحافظة على الميزة التنافسية.

التوصيات
1.  إن تطوير أنظمة المعلومات الدولية من قبل منظمات الأعمال يتطلب إنشاء البنية التحتية الوطنية و العالمية للاتصالات التي يمكن أن تساهم في إسناد المنظمات في عملية تطويرها لأنظمة المعلومات الدولية و تعزيز موقعها التنافسي في السوق العالمية .
2.  من كل ما سبق نلخص إلى أن تقنية الاتصالات هذه بما تحققه من فوائد تساهم في بناء أنظمة معلومات دولية لكنها من جهة أخرى تشكل تحدياً أمام منظمات الأعمال و الدول في مجال كلف إنشائها و تطويرها.
3.  إن الانترنت و هو الشبكة العالمية للاتصالات تقوم بربط العديد من الشبكات في جميع أنحاء العالم و يمنح المنظمات القدرة على نقل و تبادل المعلومات داخل المنظمة و خارجها من خلال الاتصال مع المنظمات الأخرى ، كما يساهم في تسهيل أداء أعمال التجارة الالكترونية و باقي التعاملات الكترونياً .
    إن استخدام  الانترنت  يعزز تطبيق مفهوم أنظمة المعلومات الدولية .

Post a Comment

Previous Post Next Post