لا النافية للجنس
لا النافية للجنس تعمل عمل ( إن ) في نصب الاسم و رفع الخبر و ذلك بشروط ثلاثة :
1-             أن تكون لا النافية للجنس يعني غير نافية للوحدة إنما تنفي الجنس الذي يدخل تحته مجموعة من الأفراد .
2-             أن يكون معمولاها نكرتين .
3-             أن يكون الاسم مقدماً والخبر مؤخراً.
هذه الشروط الثلاثة إذا توافرت في "لا النافية للجنس" فإنها تعمل عمل "إن" تنصب الاسم وترفع الخبر، ولكنها جُعلت في باب مستقل عن (إن وأخواتها ) لأنها تنفرد بهذه الشروط .
 إذا استوفت ( لا النافية للجنس ) الشروط الثلاثة التي ذكرنها فان اسمها لا يخلوا من أحوال ثلاثة ،
  اسم ( لا النافية للجنس ) لابد أن يكون أحدا ثلاثة أنواع :
1-             أن يكون مضاف .
2-             أن يكون شبيه بالمضاف .
3-             أن يكون مفرداً .
فان كان اسمها مضافاً ، أو شبيه بالمضاف ظهر النصب فيه ، كقولك :   " لا صاحبَ خلقٍ ممقوتٌ "  ، ( لا )  نافية للجنس لا محل لها من الإعراب حرف ، ( صاحب ) اسمها منصوب وعلامة نصبه الفتحة وهو مضاف .  ( خلق ) مضاف إليه .  ( ممقوت ) خبر لا النافية للجنس مرفوع وعلامة رفعه الضمة .
إذاً لا النافية للجنس إذا كان اسمها مضافاً فانه يظهر عليه النصب فيكون منصوباً كقولك
   " لا صاحبَ خلقٍ ممقوتٌ"  و " لا صاحبَ كرمٍ مذمومٌ"  وهكذا.
 فهذا مثال على اسم لا النافية للجنس إذا كان مضافاً ، وأما يكون شبيه بالمضاف ،
الشبيه بالمضاف: هو الذي يتصل به شيئاً من تمام معناه ، بمعنى أن يكون متصل به شيئاً إما مرفوعاً وإما منصوباً وأما يكون قد اتصل به جار و مجرور ، فمثال ما اتصل به مرفوع  قولك :
( لا طيباً قلبهُ مكروهٌ )   
( لا ) نافيه للجنس تعمل عمل " إن ". ( طيباً ) اسمها منصوب وعلامة نصبه الفتحة .( قلبه ) فاعل لـ "طيباً" لان طيبا هنا صفه مشبه ، فـهي اسم لا النافية للجنس منصوب وعلامة نصبه الفتحة ، ( قلبه ) فاعل لـ (طيب) مرفوع وعلامة رفعه الضمة وهو مضاف ، و" الهاء" ضمير متصل في محل جر مضاف إليه. ( مكروه ) خبر " لا النافية للجنس " مرفوع وعلامة رفعه الضمه .
هذا اتصل به شيئاً من تمام معناه مرفوع به . أنت لو قلت " لا طيباً مكروهٌ " الكلام مستقيم ولكن قد يتصل به أحيانا شيء يريده المتكلم فيكون متمم لمعناه كما في قولك " لا طيباً قلبهُ مكروه " ، وقد يكون المتصل بـ شبيه المضاف قد يكون منصوباً به مثل :
 ( لا مذاكراً دروسَهُ مخفقٌ ) .
( لا )  لا النافية للجنس . ( مذاكراً ) اسمها منصوب وعلامة نصبه الفتحة . ( دروسهٌ ) دروسَ مفعول به لـ " مذاكر" ، لأن مذاكر اسم فاعل يعمل عمل فعله فـ " دروسَ " مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة وهو مضاف ، و " الهاء " ضمير متصل في محل جر مضاف إليه .( مخفقٌ ) خبر " لا النافية للجنس "  و قد يكون المتصل بالشبيه بالمضاف مجرور بجار يتعلق بهذا الاسم يعني " اسم لا النافية للجنس "  كقولك : ( لا خيراً من زيدٍ عندنا )
( لا ) لا نافية للجنس .( خيراً ) اسمها منصوب وعلامة نصبه الفتحة .( من زيدٍ ) جاراً ومجرور متعلق بـ " خيراً" ( عندنا ) خبر " لا " في محل نصب وهو مضاف ، و " نا" في محل جر مضاف إليه .
ومثل ذلك لو قلت :
 ( لا مقصراً في عملهِ ممدوحٌ ) 
( لا ) لا النافية للجنس .( مقصراً ) اسمها منصوب وعلامة نصبه الفتحة . ( في عمله ) جار ومجرور متعلق بـ " مقصراً"  فهو من تمام معناه ، وهو هنا هذا الذي اتصل به مجرورا بحرف الجر
" لا مقصرا في عمله "
(مقصرا ) اسم "لا النافية للجنس" منصوب وعلامة نصبه الفتحة . ( في عمله ) "في" حرف جر  "عمله" اسم مجرور بـ في وعلامة جره الكسرة وهو مضاف  و "الهاء"  في محل جر مضاف إليه . ( ممدوحٌ ) خبر "لا " النافية للجنس   مرفوع وعلامة رفعه الضمة .
هذا حكم "لا النافية للجنس " إذا كان اسمها مضافاً أو شبيهاً بالمضاف ، فإنه يكون منصوباً يظهر فيه النصب وقد ذكرت الأمثلة على ذلك وأعربتها .
النوع الثالث الذي يأتي عليه أسم لا النافية للجنس أن يكون أسماً مفرداً ،
المفرد: ليس هو الذي ضد المثنى والجمع ، لا إنما المقصود به إنه ليس مضاف ولا شبيهاً بالمضاف ، هذا معنى قولنا  اسم مفرد أن يكون اسم مفرد يعني ليس مضاف وليس شبيه بالمضاف يعني لا يتعلق به شيئا من تمام معناه كأن يتعلق به أسم مرفوع أو أسم منصوب أو اسم مجرور ، إنما هو يكون أسماً مفرداً لا يتعلق به شيء ، و ليس مضافاً إلي غيره ، في هذه الحالة إذا كان اسم لا النافية للجنس مفرداً يعني غير مضاف أو شبيه بالمضاف فانه يُبنى على ما ينصب به لو كان معرباً .
شرح ذلك و بيانه لو كان اسم مفرد غير مثنى ولا مجموع بالواو والنون أو الياء والنون أو كان جمع تكسير ، فإنه في هذه الحالة يبنى على الفتح ، إذا كان مفرداً يعني غير مضاف ولا شبيه بالمضاف فانه يبنى على ما ينصب به لو كان معرباً ، فان كان اسما مفرداً غير مثنى ولا مجموع جمع سلامة أو كان جمع تكسير فإنه يبنى على الفتح .
 ( لا رجلَ في القاعةِ ) ، ( لا رجلَ في الدارِ) ، فـ "رجل" هنا اسم جنس مفرد ، بمعنى إنه ليس مضاف ولا شبيه بالمضاف ، وهو أيضا اسم مفرد بمعنى إنه ليس مثنى ولا جمعاً ، فحين إذن يكون الإعراب على النحو التالي :
(لا رجلَ في الدارِ )
( لا ) لا النافية للجنس . ( رجل ) أسم " لا النافية للجنس " مبني على الفتح .
فإذا قلت :
 ( لا صاحبَ خُلقٍ مذمومٌ )  فهذا مـعـرب .
وإذا قلت :
 ( لا رجلَ في الدارِ )  فهذا مـبـني .
 وكذلك إذا قلت :
( لا ) لا النافية للجنس . ( رجل ) اسمها مبني على الفتح . ( في الدار ) جار و مجرور في محل رفع خبر لا النافية للجنس .
 و مثل ذلك لو قلت :
 ( لا رجالَ في الدارِ ) 
(لا ) لا هنا نافيه للجنس . ( رجال ) اسمها مبني على الفتح وهو أسم مفرد أي انه " انظر رجال " جمع ولكنه أسم مفرد على مصطلح المفرد الذي هو ضد المضاف والشبيه بالمضاف ، وهو أيضا ليس مفرداً بمعنى المفرد الذي هو ضد المثنى والجمع لا . لأنه هو جمع تكسير (لا رجال ) جمع تكسير ومع ذلك نقول : ( لا ) نافيه للجنس ، ( رجال ) اسمها مبني على الفتح . ( في الدار ) جار ومجرور في محل رفع خبر لا النافية للجنس .
إذن  المفرد الذي هو ضد المثنى والجمع وأما أن نريد بها المفرد الذي هو ليس مضافاً ولا شبيه بالمضاف . لو قلت : ( لا رجل في الدار )  كلمة " رجل" مفرد باعتبارها أنها ليست مثنى ولا جمع وهي أيضا مفرد باعتبار أنها ليست مضافة ولا شبيه بالمضاف ، وأما قولنا ( لا أقلام معي )  فـ " أقلام" هنا اسم مفرد على أساس أنه ليس مضاف ولا شبيه بالمضاف و لكنه ليس اسماً مفرداً ، على أساس الاسم المفرد الذي هو ضد المثنى والجمع يعني " أقلام" و "رجال" جمع تكسير تدل على الجماعة .
فـ أعرف هذا وتنبه له . تنبه لبعض المصطلحات التي تستعمل بمعنيين الغالب والمتداول عند النحويين أن * المفرد هو ما كان ضد المثنى والجمع . لكنه قد نستعمله أحياناً في * ما هو ضد المضاف والشبيه بالمضاف ...

قلنا انه إذا جاء اسم لا مفرداً غير مضاف ولا شبيه بالمضاف وهذا حكمه البناء ويكون بناءه على ما ينصب به لو كان معرباً فذكرت أنه يبنى على الفتح إذا كان اسماً مفرداً غير مثنى ولا مجموع جمع السلامة أو إذا كان جمع تكسير فحين ذا يبنى على الفتح كقولك لا رجال في الدار ولا قلم في الحقيبة أو لا أقلام في الحقيبة ونحو ذلك فإنه يبنى على الفتح أما إن كان مثنى إذا كان اسم (لا) النافية مثنى أو جمع سلامة, جمع مذكر سالم, فإنه يبنى على الياء, كقول لا رجلين في القاعة ولا مسلمين عندي ولا كافرين هنا ولا معلمين في المدرسة ونحو ذلك من الأسماء المجموعة جمع مذكر سالماً  فـ قولك لا رجلين أو لا قلمين في الحقيبة (لا) نافية للجنس وقلمين اسمها مبني على الياء,في الحقيبة جار ومجرور هي خبر (لا) النافية للجنس, وكذلك لو قلت . لا معلمين في المدرسةِ (لا) نافية للجنس ومعلمين اسمها مبني على الياء. في المدرسة جار ومجرور خبر(لا) النافية للجنس في محل رفع , فإن كان اسم (لا) النافية للجنس إن كان جمع مؤنثاً سالماً فإنه يبنى على الكسرة لأنه ينصب بالكسرة إذا كان معرباً , فتقول لا طالباتِ في الكلية فـ (لا) نافية للجنس وطالبات اسم (لا) النافية للجنس مبني على الكسرة , في الكلية جار ومجرور خبر (لا) النافية للجنس في محل رفع , هذه هي أحوال اسم (لا) النافية للجنس, وقد ذكرت في مستهل الحديث في المحاضرة السابقة ذكرت شروط إعمالها وقلت إن شروط إعمالها/
1-  أن تكون نافية للجنس 
2-  أن يكون معمولا ها  نكرتين
3-  أن لا يتقدم خبرها على اسمها
فإن أنخرم شرط من هذه الشروط, فما الحكم ؟
إذا أنخرم الشرط الأول:
 مثلاً بأن كانت ناهية غير نافية, إذا كانت (لا) الناهية فإنها تختص بالأفعال فتجزم الفعل المضارع فتدخل على الفعل المضارع فقط إذا كانت ناهية غير نافية  .فـ تقول : لا تحزن كما قال الله عز وجل لنبيه "لا تحزن" أو كما حكا الله عز وجل عن نبيه - صلى الله عليه وسلم – ورضي عن صاحبه إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه "لا تحزن إن الله معنا" فكلمة لا تحزن هنا (لا) ناهية وتحزن فعل مضارع مجزوم بـ (لا) وعلامة جزمه السكون وهنا (لا) ليست نافية للجنس , لأنها ناهية فخرجت عن ما نحن فيه فتكون مختصة بالأفعال كذلك لو كانت زائدة , فإنها لا تعمل شيئاً , كقوله عز وجل قَالَ ]مَا مَنَعَكَ أَلاَّ تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ [(لا) هنا زائدة غير عامله , لي أن لا يعلم أهل الكتاب , (لا) هنا زائدة لا عمل لها كذلك ينخرم هذا الشرط وهو أن تكون نافية للجنس , لو كانت نافية للوحدة , فإذا كانت (لا) نافية للوحدة فإنها لا تعمل عمل (إن) وإنما تعمل عمل ( ليس)  فترفع وتنصب , ترفع الاسم وتنصب الخبر , كقولك : لا رجل موجود بل رجلان أنت هنا لا تريد أن تنفي جنس الرجال ولكنك تريد أن تنفي الوحدة يعني الموجود عندنا ليس رجل واحد هذا مرادك ليس رجل واحد وإنما هما رجلان أو أكثر فتقول لا رجل موجود بل رجلان أو تقول لا رجل موجود بل رجال فـ (لا) نافية للوحدة في هذا المثال ورجل اسمها مرفوع وعلامة رفعه الضمة وموجوداً خبرها منصوب وعلامة نصبة الفتحة ,
·                 لو جاءك في الامتحان ميز بين التركيبين= لا رجلَ موجودُ وبين قولك لا رجلٌ موجوداً , تقول طبعاً التركيب بينهما فرق من جهة المعنى ومن جهة الإعراب / أما من جهة المعنى فقولي لا رجلَ موجودٌ فإنه نفي للجنس بمعنى أنه لا يوجد رجل ولا رجلان ولا رجال جنس الرجال غير موجودين , وأما قولي لا رجلُ فاني أريد به نفي وجود رجل واحد ولا يمنع أن يكون هناك رجلان أو أكثر هذا من جهة المعنى , أما من جهة الإعراب فلا رجلَ موجود فهذه نسميها (لا) النافية للجنس وتعمل عمل إن فتنصب اسماً وترفع الخبر أما قولي لا رجل موجود فهذه النافية للوحدة وتعمل عمل ليس فترفع الاسم وتنصب الخبر، فتنبه لهذا انتبه للفرق بين النافية للجنس و(لا) النافية للوحدة فإن الفرق بينهما دقيق ولطيف , وهو من أسرار هذه اللغة العظيمة فينبغي للطالب أن ينتبه له وأن ينظر إليه نظر المعتبر المعجب بهذه اللغة التي اصطفاها الله عز وجل لتكون لغة كتابه ولغة نبيه -صلى الله عليه وسلم- 
إذا أنخرم الشرط الثاني:
فإنها لا تعمل وحين إذا يجب تكرارها مثل إن يكون معمولاها معرفتين فتقول لا زيد في الدار ولا عمر , زيد معرفة فلما جاء اسمها معرفة , بطل عملها فلما جاء بعدها معرفة لم  تعمل ووجب تكرارها فتقول لا زيد في الدار ولا عمر (لا) نافية لا محل لها من الإعراب وزيد مبتدأ في الدار خبر و الواو عاطفة و(لا) نافية وعمرُ مبتدأ والخبر محذوف تقديره في الدار دل عليه ما قبله,إذاً: إذ انتقض ، بـأن كـان الاسم الواقع بعدها معرفة فـإنه يبطل عملها ولا تعمل ويجب مع ذلك تكرارها فتقول لا زيد حاضر ولا خالد فلا النـافية لا محل لها من الإعراب وزيد مبتدأ وحاضر خبره ولا خالد الواو عاطفة لا حرف نفي لا محل له من الأعراب وخالد معطوف على ما قبله وان جعلناها من قبيل عطف الجمل فهي أيضا مبتدأ والخبر محذوف
اذا انخرم الشرط الثالث:
الحكم مثل حكم الثاني إذا أنخرم تهمل ولا تعمل ويجب تكراراهـا فتقول( لا في الحقيبة قلم ولا فيها كتاب ),( لا في الدار رجل ولا فيها أمراه ), إذا تقدم الخبر على الاسم أهملت لا ولا تعمل ووجب تكرارها , من ذلك قولة عز وجل في طعام أهل الجنة عن الكأس الذي يشربون بها , يشربون خمراً ليس كخمر الدنيا فإنه ليس في الجنة من ما في الدنيا إلا  الأسماء أما الحقائق فتختلف ولذلك فخمر الجنة لا يغطي العقل ولا يذهبه ولذلك يقول عز وجل عن كأس الخمر في الجنة ]لا فيها غول ولا هم عنها ينزفون [ أي لا تغتال العقل ولا تذهبه , (لا فيها غول )هنا تقدم الخبر على الاسم وبطل عمل لا , قدم الخبر وهو الجار والمجرور فيها , قدم على الاسم فبطل عمل لا النافية للجنس , فلم تعد نافية للجنس ولم تعد عاملة نقول لا نافية لا محل لها من الأعراب وهي مهملة بهذا التركيب , غير عامله بسبب تقدم الخبر على الاسم , لا نافيه لا محل لها من الإعراب / وفيها :في: حرف جر والهاء : ضمير متصل في محل جر بـفي والجار والمجرور هنا خبر مقدم ،غول: مبتدأ مؤخر مرفوع وعلامة رفعه الضمة ويجب التكرار /(ولا هم عنها ينزفون ) فكررت هنا وجوبا بسبب تقدم خبرها على اسمها , الواو : عاطفة , ولا :حرف نفي , وهم : مبتدأ , ينزفون : فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه ثبوت النون  لأنه من الأمثلة الخمسة , والواو : في محل رفع نائب فاعل وعنها :جار ومجرور ,عن حرف الجر والهاء ضمير متصل في محل جر بعن ,متعلق بينزفون وجمله ينزفون في محل رفع خبر الضمير (هم)  الشاهد في هذه الآية ]لا غول فيها ولا هم عنها ينزفون[ بطل عمل لا النافية للجنس بسبب تقدم الخبر فيها على الاسم غولٌ ,

Post a Comment

أحدث أقدم