فن الصناعة الخشبي الخلاقة العباسية
المشغولات الخشبية العباسية:
المشغولات الخشبية فى العصر العباسي
غلب عليها الأسلوب التجريدي الموجود على الزخارف التي غطت بعض الألواح الخشبية،
وتظهر بها رسوم لزهريات
مجردة أو لطيور أو حيوانات محورة من الطبيعة ، ويظهر في
ألواح أسلوب سامراء الأسلوب الزخرفي الجديد ، الذي أدخله العنصر التركي في الفن
العباسي في أواخر القرن الميلادى هو طريقة الحفر المائل أو المشطوف.
يوجد بمتحف الفن الإسلامي العديد من
النماذج الخشبية التي ترجع إلي ذلك العهد وهي ذات زخارف تتميز بالسعة والعمق في
الخشب وتشبه إلي حد بعيد الأسلوب العراقي في فن النجارة لا سيما مسجد سر من رأى
وليس ذلك بغريب فقد نقل أحمد بن طولون إلي مصر الكثير من أصول الفن العباسي في
(سامرا) التي نشأ بها وبمسجد ابن طولون الذي افتتح لإقامة الشعائر الدينية فيه في
شهر رمضان 265 هـ (878-879م) سقف من العروق الخشبية غلفت بالواح منقوشة لإكساب السقف
مزيدا من الرونق والجمال.
فإن التحف الخشبية فى العصر العباسي
فقد تأثرت بأسلوب سامراء الثالث على الجص، المكون من زخارف نباتية محورة عن
الطبيعة والمنفذة بطريقة الحز العميق الذى
يفصل عنصرا عن الآخر ، ثم شطف حافة تلك العناصر
تحت رقم سجل متحف 13173 بقاعة 3 طولوني عباس و تتمثل رأس أوزتين ، تتصلان بزخارف نباتية ،
حيث جاء التصميم فى
تماثل نصفى كل نصف مطابق للنصف الأخر ، و جاء عميق و مائل حيث
نجد العمل يكاد أن لا يكون له أرضية ، وتستخدم حشوة لباب . وجاء تاريخ الموثق
الثالث الهجري والتاسع الميلادي .
وقد انتشر هذا الأسلوب فى زخرفة
الأخشاب طوال القرنين الثالث والرابع فى العالم الإسلامى ، حتى أصبح من الصعب و
العسير فى كثير من الأحيان التمييز بين الولايات التى صنعت فيه ( ) .
ومن أجمل الأمثلة على نحت الخشب فى
العصر العباسى الأول قطعة خشبية عثر عليها فى مدينة تكريت الواقعة شمال العراق ،
ويرجح العلماء أنها كانت جزءا من منبر ، أو باب تتآلف زخارفه من نبات العنب وعناقيده وكيزان الصنوبر ( ) .
وفى النصف الثانى من العصر العباسى ،
أخذ الفنانون يحورون العناصر النباتية ، حتى أصبحت بعيدة كل البعد عن الطبيعة شيئا
فشيئا ، وحتى غدت مجردة من روح الطبيعة ، وصارت شبيهة بالعناصرالجصية المصبوبة ،
من حيث ضيق الأرضية ، والجوانب المندمجة المحدبة
( ) .
وأما عن الزخارف الهندسية ، فلقد طورها
الفنان العباسى المسلم بأسرع ما طور الزخارف النباتية ، فدققوا فى الحشوات الصغيرة
، مما أضفى عليها غموضا ناجما عن تلك التراكيب الهندسية النادرة ، التى اعتمد
عليها التصميم الإسلامى .
ولقد وصلت إلينا قطع كثيرة ذات زخارف ،
وكان من أهم تلك الأخضاب: الدوائر ذات المركز الواحد ، و رسوم العقود المتشابك ،
والمستطيلات الصغيره المفرغة ، والوريقات ذات الفصوص ، والموضوعات الزخرفية
المجنحه ساسانية الطراز ، فضلاً عن الفروع النباتية التي تنثنى ، وتضم رسوم طيور
أو حيونات أو أورق العنب والعناقيد تحت رقم سجل 6280 بالمتحف الإسلامي بقاعة 3 أخشاب طولوني عباس ، وتتمثل في
لوحين خشبيين كان يستخدما كعتب تتألف زخارفة من طائرين من طيور الحمامة متقابلين في تماثل، وتحيطهما أشكال زخرفية
ورقية ومجنحة ساسانية الطراز ، مع بعض العقود المتشابكة ، وجاء الحفر غائر ومائل
مع الشطف المدور اللين الذي يميز الفن الطولوني العباسي، وجاء الحفر على خشب الساج
الهندي ، وجاء التاريخ الموثق الثالث الهجري التاسع الميلادي .
إرسال تعليق