مفهوم الهزل
مفهوم الفكاهة أنواعها ووظائفها
تعريف الفكاهة
الهزل والجد في القص العربي القديم
الفكاهة و الهزل في القص العربي القديم لبديع الزمان الهمذاني
أنواع الهزل
تعريف الفكاهة و الهزل في القص العربي القديم
مفهوم الفكاهة لغة واصطلاحا
الهزل والاضحاك
 الهزل الفكاهة المزاح
مفهوم الفكاهة أنواعها ووظائفها
مفهوم الفكاهة لغة واصطلاحا
وظائف الفكاهة
الفكاهة في الادب العربي
فكاهة الجاحظ
انواع الفكاهة
أدب الفكاهة في التراث العربي
تعريف الفكاهة
 الضحك والفكاهة والمزاح -
الفكاهة والسخرية
حس الفكاهة
تعلّم المزاح -
الهزل الفكاهة المزاح

يعود أصل كلمة الفكاهة إلى علوم الطب في القرون الوسطى؛ وقد سنحت الفرصة لكاتب هذه السطور أن يعمل على مدى سبع سنوات على تحقق ستة كتب في المزاج مما كتب في القرون الوسطى ويترجمها إلى الإنجليزية. وفي تلك المؤلفات تتضح "نظرية الأخلاط" التي قال بها اليونانيون ونقلها العرب واستفاد منها الأطباء والكيميائيون في نهاية العصور الوسطى وتتضمن السمات الأساسية للأمزجة التي أضافها أبو قراط قبل مايزيد عن ألفي عام.

يميز أبو قراط بين أربعة أمزجة رئيسية وكل واحد منها يعكس تغلب أحد الأخلاط الأربعة الموجودة في جسم الإنسان. تنتمي هذه الأخلاط إلى أربعة عناصر: الصفراء المتصلة بالنار (ساخنة)، والسوداء المتصلة بالأرض، (باردة)، والدم المتصل بالهواء (جاف)، والبلغم المتصل بالماء (رطب). وكانت هذه الأمزجة تدخل على هذا النحو في إطار ما يشبه نظرية لنشأة الكون تقوم على التشابه، ووفقها يصنف الناس حسب ألوان بشرتهم وأشكال شعر رؤوسهم وأطوالهم وأحجامهم، ثم الأمراض التي تصيبهم والأدوية المناسبة لكل صنف منهم.

وفي القرن الثاني بعد الميلاد تطورت نظرية الأمزجة مع جالينوس الذي أكد أن سبب كل الأمراض يرجع إلى تغلب أحد الأخلاط في الجسم، ووضع قائمة بالأمراض وعلاقتها بتلك الأخلاط.  وفي بداية القرن السادس عشر  قرّب  باراسليس Paracelese  بين طب الجسد وبين طب النفس عن طريق نظريته في "التماثل النفسي والجسدي". وفاز جون فرنيل Jean Fernel، و رابليه Rabelais  بلقب "جالينوس المعاصر" عندما أدخلا على الجالينوسية تصويبًا حول دور الإصابة العضوية والاضطراب الوظيفي في الاختلال المزاجي النفسي.

جدير بالذكر أن بن جونسون Ben Jonson المتوفى سنة 1637 استخدم هذه الأمزجة لتوضيح مفهومه للكوميديا باعتبارها ملهاة للأخلاق لكي يفرّق عمله عن مسرح شكسبير النفسي الحافل بالفردية وبالاحتمالات المتعددة للأفعال. فمسرحه معني بالتركيز على الأخلاق الذي يعني المزاج (في مفهومه). أما الملهاة عند شكسبير فإنها تبرز غرابة الطابع، ولهذا فهي تحتمل تفسيرات لاتغفل الجانب المزاجي؛ لكن أوجه الغرابة في تلك الملهاة تظل خاصة ببعض الأفراد وتفسيرها يكون في إطار جوانب الشخصية. وحتى عندما تكون بعض الشخصيات الشكسبيرية فكاهية -وفق مفهوم بن جونسون- فإن الكوميديا في الحقيقة لا تقوم على "أمزجتهم" وإنما ترتكز  على "المفارقة" التضادية غير المتوقعة بين سمات شخصيتهم الحرة وبين الشخصيات الأخرى المعقدة مثلهم.

ويمكن الإفادة من نظرية الأخلاط والأمزجة في تحديد سمات عدد محدود من الشخصيات النمطية مثل: المنافق والمدَّع والبخيل والكاذب والخائن والغيور ..إلخ كما أبرزها كتاب "الشخصيات" (Characters) لثيو فراستوس Theophraste الذي صنف النماذج البشرية إلى عشرين فئة مختلفة. وتتمثل فكرته الرئيسية في استخدام نظرية الأمزجة لتحديد الشخصيات النمطية وتعريفها، وعليه يصبح لدينا شخصيات نمطية كبرى مثل: الغضوب والسوداوي والنزق وبارد الطبع، ثم كل التركيبات الوسطية.

واللافت للنظر أن الأمزجة الأربعة التي أسسها أبوقراط هي التي تستند عليها نظريات الشخصية الحديثة وتبنى عليها معلومات الأبراج وطوالع الشخصيات، ومنها ما يتعلق بالشخصيات الفكاهية أو الساخرة أو المرحة أو البشوشة أو الضاحكة أو الهزلية... أو تلك الجادّة، أو العابسة، أو المتشائمة، أو الكئيبة، أو السوداوية..إلخ.

1 Comments

Post a Comment

Previous Post Next Post