المواد العضوية في الماء
مواد عضوية : مصدر المواد العضوية في
الماء من الكائنات الحية ،
الكائنات الميتة وإفرازات الكائنات الحية ، إضافًة إلى
مياه المجاري . هذه المواد العضوية الطبيعية ولكن ممكن أن تحتوي المياه على مواد
عضوية اصطناعية (أي من صنع الإنسان) ، مثل بعض أنواع الوقود ومبيدات كيماوية . إن
وجود كمية كبيرة من المواد العضوية في الماء هو دلالة على وجود تلوث كبير في الماء
وتصبح هذه المياه غير صالحة للاستعمال .
يتم قياس المواد العضوية
الطبيعية في الماء بواسطة فحص استهلاك الأكسجين البيوكيميائي (BOD) ، أما جميع المواد العضوية (الطبيعية
والاصطناعية) فيتم قياسها بواسطة استهلاك
الأكسجين الكيماوي .
فحص استهلاك الأكسجين
البيوكيميائي يتم بالطريقة التالية : نعبئ قنينة من الماء المراد فحصه ، ونقيس
تركيز الأكسجين في الماء . نغلق هذه القنينة لعدم دخول الهواء إليه ، ونضعها لمدة
خمسة أيام في الظلام وفي درجة حرارة 20 درجة مئوية . بعد مرور خمسة أيام نقيس تركيز
الأكسجين مرة أخرى . إن قيمة استهلاك الأكسجين البيوكيميائي (والتي يعبر عنها
بوحدات ملغم أكسجين/لتر) هي الفرق بين تركيز الأكسجين في الفحص الأول وبين تركيزه
في الفحص الثاني . مثال على ذلك إذا كان تركيز الأكسجين في الفحص الأول 25
ملغم/لتر وبعد خمسة أيام انخفض التركيز إلى 10 ملغم/لتر ، تكون قيمة استهلاك الأكسجين
البيوكيميائي 15 ملغم/لتر .
إن فحص استهلاك الأكسجين
البيوكيميائي يمثل كمية المواد العضوية القابلة للتحليل بواسطة الكائنات الدقيقة .
ولكن هنالك مواد عضوية غير قابلة للتحليل ، أو ممكن أن يتواجد في الماء مواد سامة
تعيق عملية التحليل ففي هذه الحالة يتم استعمال فحص استهلاك الأكسجين الكيماوي . في
هذا الفحص يتم إضافة مادة كيماوية للماء تتفاعل مع جميع المواد العضوية الموجودة
في الماء وتحللها . إن كمية المادة الكيماوية المستهلكة هي مقياس لكمية المواد
العضوية في الماء . ممكن ترجمة هذه القيمة إلى وحدات استهلاك أكسجين بهدف المقارنة
مع قيمة استهلاك الأكسجين البيوكيميائي .
ب. كائنات دقيقة مسببة للأمراض
: تحتوي
المياه الطبيعية عادًة على كائنات دقيقة غير مسببة للأمراض والتي تصل إليها من
التربة . ملوثات بكتيرية ممكن أن تصل إلى المياه عن طريق إفرازات الحيوانات والإنسان
، والتي تحتوي على بكتيريا ، فيروسات وطفيليات مسببة للأمراض . إن شرب هذه المياه
أو أي اتصال فيها ممكن أن تسبب أمراضًا
متنوعة مثل التهاب الكبد الفيروسي ، مرض الكوليرا ، الدزنطاريا،
التيفوس ، أمراض
في الأمعاء، أمراض جلدية وغيرها . هذه الأمراض تؤدي إلى موت الكثير من الأشخاص
وبشكل خاص الأطفال . إن الطرق لفحص وجود هذه البكتيريا المسببة للأمراض معقدة ،
بطيئة وباهظة الثمن . لذلك ممكن فحص وجود هذه الكائنات في الماء بطريقة غير مباشرة
وبسيطة وسهلة الاستعمال وذلك بواسطة عد البكتيريا المعروفة باسم E. Coli . هذه البكتيريا هي قولونية تعيش بشكل
دائم داخل أمعاء الإنسان والحيوان دون أن تسبب أي ضرر ، بل بالعكس تزود الإنسان
بالفيتامينات من نوع B . إن وجود هذه البكتيريا (E. Coli) في الماء هي دلالة على وجود إفرازات للإنسان
أو للحيوان في هذه المياه ولذلك هنالك إمكانية لوجود بكتيريا مسببة للأمراض أيضًا .
إن بكتيريا E. Coli تشكل مؤشر على
إن الماء ممكن أن يكون ملوثًا بكائنات مسببة للأمراض .
يبين الجدول التالي معيار
وجود بكتيريا قولونية في الماء وذلك حسب الاستعمال :
استعمال الماء
|
أعلى تركيز مسموح به
لبكتيريا قولونية في 100 ملل ماء
|
ماء للشرب
|
0
|
ماء لبرك السباحة
|
100
|
مياه للسباحة في شواطئ
البحار
|
200
|
مياه للترفيه والاستجمام
بدون اتصال مباشر مع الإنسان
|
1000
|
4. مقاييس
اشعاعية : مواد مشعة هي المواد التي تطلق إشعاعًا منها . هنالك
احتمال لتلوث المياه بمواد مشعة . مصدر هذه المواد إما بشكل طبيعي من ذوبان صخور مشعة
أو بواسطة الإنسان عن طريق إلقاء المواد المشعة المستعملة في المستشفيات والمختبرات
إلى الماء . إن التعرض لكمية معينة من هذا الإشعاع ممكن أن يحدث طفرات في مبنى
المادة الوراثية (DNA) أو
أن يؤدي إلى مرض السرطان .
Post a Comment