الفرق بين القيم والاتجاهات :
الاتجاه عبارة عن نزعة أو
ميل إلى القيام أو رد فعل إيجابي أو سلبي أو محايد نحو الأشخاص أو الأفعال أو
القيم والأفكار أو المعلومات أو الأحداث أو الأوضاع .
وقد أمكن التمييز بين القيم
والاتجاهات من عدة نواح من بينها :
-
القيم مفهوم اجتماعي يتعلق
بماهية الأشياء ونظرة الجماعات والشعوب لها ، أما الاتجاه فهو مفهوم فردي يتعلق
بمواقف الأفراد والجماعات الصغيرة .
-
القيم أكثر ثباتا وديمومة من
الاتجاهات ، وأصعب تغييراً وتطويراً .
-
القيم غالباً ما يكون قياسها
أسهل من قياس الاتجاهات بسبب ميل صاحبها لإشهارها .
-
القيم يمكن التعبير عنها
بصيغ منطقية وواضحة مثل " أعتقد أن الله موجود " ، أما الاتجاهات فيصعب
التعبير عنها باعتبارها نزعات إنسانية وردود فعل المرء العاطفية نحو الأشياء ، فهي
تعبير عن المشاعر ومتقلبة ".
-
تشكل القيم جزءاً من ثقافة
المرء والمجتمع فهي قيم جماعية ، أما الاتجاهات فهي لا تشكل جزءاً من ثقافة
المجتمع بل هي نزوع فردي أو جماعي محدود نحو الأشياء والأشخاص .
-
لا يمكن إخفاء القيم ويحرص
الإنسان على إظهارها في سلوكه ، أما الاتجاهات فيمكن إخفاؤها .
-
القيم لا تكون إلا إيجابية
وخيِّرة ، أما الاتجاهات فقد تكون إيجابية أو سلبية أو محايدة .
-
تتكون القيم من ثلاثة أبعاد
هي المكون المعرفي والمكون الوجداني والمكون الأدائي السلوكي الالتزامي ، أما
الاتجاهات فتتكون من بعدين رئيسيين هما المعرفي والانفعالي ، أما المكوَّن الأدائي
فليس ملزماً .
-
ينبغي أن تنسجم قيم المرء مع
ثقافة وقيم الجماعة التي ينتمي إليها وتعتبر عنصر توحيد معهم ، أما الاتجاهات فلا
تنسجم بالضرورة مع القيم السائدة في مجتمعه أو ثقافة قومه .
( بلقيس ، 1986، 12-13)
الفرق بين
القيم والعادات الاجتماعية :-
العادة هي صفة أو صيغة
مكتسبة في السلوك كمهارة حركية أو نظرية أو طريقة في العمل أو التفكير وهي تتكرر
من خلال تصرف الفرد بطريقة آلية وبسرعة ودقة .
والعادة بمفردها تختلف عن
العادات الاجتماعية في أن الأخيرة يفرضها المجتمع أو يتوقع من الفرد أن يقوم بها
أو يمارسها ولا تكون ممارستها إلا في ظل الجماعة .
وهذا لا يعني أن العادة
الفردية ليس لها علاقة بالعادات الاجتماعية ، بل هناك علاقة بينهما ، والفرق
بينهما هو أن العادات الاجتماعية لها صفة الشمول ، وفيها نوع من الالتزام .
أما الفرق بين القيم
والعادات الاجتماعية فيمكن تلخيصه فيما يلي :
-
العادات الاجتماعية تصدر عن
تفاعل الأفراد ، ولكن ليس مصدرها الدين ، في حين أن الدين مصدر أساسي من مصادر
القيم .
-
العادات الاجتماعية أقل
أهمية من القيم لأنها مرتبطة بأشياء ثانوية ، أما القيم فترتبط بالغايات النهائية
.
-
العادات الاجتماعية ليس
بالضرورة أن تكون محَّرمة ، فبعض العادات الاجتماعية تتفق مع القيم ولا تناقضها .
الفرق بين
القيم والمعايير :
المعيار هو قاعدة أو مستوى لعمل ما ، وهناك
رأيان في علاقة القيم بالمعايير :
-
الرأي الأول : هناك فرق بين
القيم والمعايير في ضوء عمومية وخصوصية الممارسة ، فما يُعّد مرغوباً فيه من أعضاء
المجتمع ويحدد على أساس مقولات عامة يدخل في نطاق القيم ، وما يحدد في ضوء مقولات
خاصة تدخل في نطاق المعايير ، ومعنى ذلك أن كلاً من القيم والمعايير بمثابة
نموذجين مختلفين من الموجهات الرمزية للفعل ، فالقيم تحدد التفضيلات الاجتماعية ،
والمعايير تحدد الالتزامات الاجتماعية ، وعلى ذلك تكون القيم هي العنصر العام الذي
يحقق الصلة بين الأنساق الاجتماعية والأنساق الثقافية ، بينما تكون المعايير ذات
طابع اجتماعي خالص له فعاليته في الحكم على العمليات الاجتماعية في مجالاتها
المتعددة الأوجه .
-
الرأي الثاني : يرى أن القيم
والمعايير شيئاً واحداً ولا يمكن الفصل بينهما ، والقيم تتضمن المعايير ، ففي
الحديث الشريف " تنكح المرأة لأربع : لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها ،
فاظفر بذات الدين تربت يداك " " متفق عليه " ، فالمال والحسب
والجمال معايير ، أما الدين فقيمة .
الفرق بين
القيم والاهتمامات :
يرى البعض أن القيم والاهتمامات شيء واحد ، وهو
رأي ضعيف غير مأخوذ به وهناك رأي يرى أن الاهتمامات جزء من القيم .
وحجة أصحاب هذا القول هو أن
القيمة تدل على اهتمام ، لكنهم نسوا أن القيمة لا تكون قيمة إلا بثلاث مقومات :
معرفي ووجداني وسلوكي ، أما الاهتمام فيمكن أن لا تتوفر فيه المقومات الثلاث كلها
وفي وقت واحد ، ومن أصحاب هذا الرأي " بيري " الذي يرى أن القيم
والاهتمامات شيء واحد ، وأن القيمة تنبع من الاهتمام ، أي أن القيمة تنشأ من وجود
اهتمام بشيء معين .
والرأي الراجح أن الاهتمام ميل بسيط أو جاذبية
يشعر بها الفرد نحو أشياء معينة ، أما القيمة فتتصل بالتفضيلات ، أي أن القيم أعم
من الاهتمامات ومن أصحاب هذا الرأي " أيزنك"
وهناك من فرَّق بين القيم والاهتمامات من حيث
الارتباط أو التخصص المعين فالهندسة والطب مثلاً قد تكون مثار اهتمام بعض الأشخاص
ولكنها ليست قيماً لأن القيم أعم وأشمل .
وفرَّق البعض بين القيم والاهتمامات بأن
الاهتمام مظهر من مظاهر القيمة فهو أضيق من القيمة ، كما أن الاهتمام لا يسمى
معياراً في حين أن القيمة قد تسمى معياراً .
ويمكن تلخيص الفرق بين القيم والاهتمامات – في ضوء كل ما سبق "
بأن القيم أعم وأشمل من الاهتمامات ، كما أن القيم معايير ولكن الاهتمامات ليست
معايير ، وأن القيم ملزمة بعكس الاهتمامات ، كما
أن الاهتمام مظهر من مظاهر القيمة .
Post a Comment