غائيّات مادّة التّربية الإسلاميّة

مساعدة المتعلّم على استثمار نصوص من القرآن والسّنة بتمثـّل معانيها وتوظيفها في نشاطه الفكري وحياته العمليّة
        يحسن المتعلّم التّعامل مع المصحف الشّريف والمراجع المعتمدة بوعي ودراية (المعاجم المفهرسة، الموسوعات، مواقع الواب، أقراص مضغوطة...).
        يحفظ الآيات القرآنيّة ويتلوها تلاوة سليمة وينصت إليها في خشوع.
        يستظهر الأحاديث النّبويّة ويفهم مكوّناتها وأنواعها.
        يتمثـّل معاني نصوص القرآن والسّنّة في سياقاتها ويستشهد بالآيات والأحاديث في المواقف والوضعيّات المناسبة.
        يجسّم أغراضها في حياته الشّخصيّة وعلاقاته الإنسانيّة.    

توجيه المتعلّم إلى توظيـف مكتسباته العقديّة والقيميّة بما يحقّّق تواصله مع الآخرين تواصلا إيجابيّا قائما على الاعتدال والثـّقة بالذات
      يتمثّل أركان العقيدة الإسلاميّة ويدرك أبعادها وما تقتضيه من عمل وسلوك.
      يتواصل إيجابيّا مع الآخرين ويحاورهم بالتي هي أحسن انطلاقا من مكتسباته العقديّة والقيميّة.
      يبني مواقف إيجابيّة مستثمرا القيم والمثل الإسلاميّّّّّّّة تأكيدا لذاته وترشيدا لعلاقاته.
      يرصد نماذج من تلك القيم في سيرة بعض الأعلام ويقتدي بهم في مواقف من حياته الشّخصيّة.
      ينجز بحثا ويقدّم عرضا بصفة فرديّة أو جماعيّة إنماء لملكة البحث وإرساء لتقاليد العمل الجماعي.       

إقدار المتعلّم على أداء العبادات بكفاية ووعي وتمثـّل أحكامها ومقاصدها
      يدرك أحكام العبادات ويتمثـّل مقاصدها ويؤدّيها بكفاية.
      يفهم أنّ جوهر الممارسة التّعبّديّة ارتقاء ذاتي في صلته بالله وارتقاء اجتماعي في علاقته بالآخرين.
      يحلّ مسائل ويعالج وضعيّات تتعلّق بأحكام بعض العبادات.

مساعدة المتعلّم على تمثـّل بعض أحكام المعاملات وتبيّن دورها في تحقيق التّوازن الفردي وتنظيم الحياة الاجتماعيّة
      يستنتج ما في الإسلام من مثل عليا وقيم خالدة تتعلّّق بالفرد والجماعة.
      يدرك اهتمام الإسلام بكلّ مجالات أنشطة الإنسان تشريعا وتنظيما وتوجيها.
      يتبيّن بعض أحكام المعاملات مقرونة بأمثلة دالّة وموضّحة.
      يتمثـّل أبعاد هذه الأحكام في صون الحقوق وحفظ الأموال وتنظيم العلاقات والحفاظ على المحيط.        

التمشيـّات البيـداغـوجيّة
        

تتوجّه المقاربات الحديثة في التّربية إلى تمكين المدرّسين من مساحات كبيرة وهامّة لممارسة الفعل البيداغوجي والتّربوي على أساس من حريّة المبادرة التي تسمح بالإبداع والإضافة والتّواصل مع التّلاميذ بما يضمن لهم فرص التعلّم الذاتي في أحسن الظّروف.
وتنخرط مادّة التّربية الإسلاميّة في هذا التوجّه وتعتمد تمشيّا مرنا يقوم على :
أ / معالجة وضعيّات-مشكلة ذات دلالة بالنّسبة إلى المتعلّمين وتتمثـّل هذه المعالجة فـي :
        اختيار الوضعيّة المناسبة المحفـّزة والباعثة بذاتها على التّفكير.
        معالجة الوضعيّة معالجة إشكاليّة.
        التدرّج في التّعامل معها بشكل يسهّل التقدّم في إنجاز التعلّمات.
        تمثـّل الوضعيّة في سياقها الإجمالي.
        حلّ المشكل الذي تحمله الوضعيّة وصولا إلى الكشف عن القيم المستهدفة.
        إثراء الوضعيّة عبر الإضافات التي يقدّمها التّلاميذ.

ب/ دراسة النّصوص القرآنيّة والأحاديث النّبويّة وفق تعلّميّة الهدي.

ج/ توفير السّندات اللاّزمة لوضعيّات التعلّم وتنويعها (نصوص، آيات قرآنيّة، أحاديث نبويّة، وسائل سمعيّة بصريّة، مواقف...) واستثمارها بما يضمن مشاركة التّلاميذ في إنتاج المعرفة.
ويمكن أن يكون هذا الاستثمار على النّحو التّالي :
        التدرّج من البسيط إلى المعقـّد / السّهل إلى الصّعب.
        فهم السّندات بما يتناسب مع مستواهم الذهني.
        اختيار المصطلحات الخادمة للموضوع.
        دعم السّندات بالأنشطة والأمثلة المناسبة.
        إقدار التّلاميذ على التّحاور مع السّندات فهما وتوظيفا.
د / توخّي المقاربة الإدماجيّة في كلّ نشاط تعليمي تعلّمي في اتّجاهين متكاملين :
1-      اتّجاه داخلي : ويكون بدراسة المسائل الخاصّة بالمادّة بشكل يجمع التعلّمات ذات الصّبغة العقائديّة والقيميّة والتعبديّة والاجتماعيّة.
2-      اتّجاه خارجي : ويكون فيه العمل وفق ما تشترك فيه المادّة مع بقيّة الموادّ.

ﻫ / ملازمة التّقييم التّكويني لكلّ الأنشطة التعليميّة التعلّميّة ويمكن أن يكون من خلال معطيات ثلاثة :
        مراجعة المكتسبات الماضية وتشخيص النّقائص.
        بناء المكتسبات الجديدة عبر التدرّج والارتقاء بمهارات التّلاميذ في عمليّات الفهم والتّحليل وحلّ المشاكل وإنجاز التّمارين والتّواصل مع المجموعة...
        معالجة العوائق بواسطة أنشطة تمكّن من تشخيص صعوبات التعلّم ومعالجة النّقائص.

و / تهيئة التّلاميذ للتعلّم وذلك عبر تكليفهم بإعداد بحوث ومشاريع.

معـاييـر التّقـييم في المرحلة الإعداديّة من التّعليم الأساسي

         هي المعايير المعتمدة في تقييم عمل التّلميذ وأدائه، يرصد الأستاذ درجة حضورها في الاختبارات الشّفويّة والفروض الكتابيّة التي يُدعى إليها المتعلّم والعروض والملفـّات التي ينجزها بصورة فرديّة أو في نطاق عمل مجموعات، وهذه المعايير هي :

1.      التّلاؤم مع المواضيع والتّعليمات المقترحة
        استجابة المعلومات والأفكار للوضعيّة المقدّمة أو الموضوع المقترح.
        حسن التصرّف في المعطيات والسّندات فهما وتوظيفا.      

2.      سلامة المعلومات
        كميّة المعلومات الواردة  في عمل التّلميذ.
        سلامتها من الأخطاء العلميّة.

3.      البـرهنة والاستدلال
        قدرة التّلميذ على تدعيم أفكاره وتأييدها بشواهد نقليّة وأدلّة عقليّة وأمثلة واقعيّة.    

4.      وضـوح المنهج
        تناسق الأفكار وارتباط بعضها ببعض.
        حسن التدرّج في عرض المضامين وتنظيمها بما يبرهن على امتلاك التّلميذ لتصوّر واضح للمسألة.      

5.      سلامة اللـّغة وحسن العرض
        قدرة التّلميذ على التّواصل الشّفوي.
        مدى تحكّم التّلميذ في اللّغة المستخدمة رسما وتركيبا.
        شكل ورقة الامتحان وطريقة عرض المضامين فيها.       















المباحث والدّروس
المبحث الأوّل : "قل آمنت بالله ثمّ استقم"              انتظارات نهاية المبحث

وصف المبحث :
         العناوين الواردة تحت هذا المبحث ليست جديدة على تلاميذ السّنة السّابعة من التّعليم الأساسي، فهم يدركون معنى الإيمان والاستقامة ونحوها ولو بصورة نسبيّة. أمّا الجديد فهو التّلميذ نفسه الذي انتقل إلى محيط مدرسي مغاير، ويمرّ بمرحلة نموّ لها خصوصيّاتها الذهنيّة والوجدانيّة تتسّم عادة بـ "إعادة تقييم القيمة الدّينيّة"، إذ يصبح الطّفل أكثر قدرة على معرفة الله، "فالله ليس ربّه وحده بل هو إله كلّ النّاس"، وأكثر قدرة على فهم دور الدّين، "فالدّين يجمع جماعة كبيرة أوسع من أسرته ويضع الضّوابط القيميّة والسّلوكيّة لعلاقة النّاس بعضهم ببعض"
المرحلة العمريّة بخصائصها الذهنيّة والوجدانيّة مناسبة إذن لمساعدة المتعلّم على تعميق معرفته بالله والبرهنة على وحدانيّته والبحث في سبل شكره والتقرّب إليه...
لهذه الأسباب لم يكتف مبحث "قُلْ آمَنْتُ بِاللهِ ثُمَّ اسْتـقِمْ" بمعالجة سطحيّة لمسألة العقيدة، تقف بالمتعلّمين عند حدود التّصريح بوجود الله، بل سعى إلى تعميق البحث فيها في اتّجاه إقدارهم على التفكّر في الله من خلال مخلوقاته واكتشاف عظمته وتفضّله علينا بالنّعم الموجبة لشكره.
إنّ تحقيق هذا التصوّر العميق، الذي يولي الأبعاد الوجدانيّة والسّلوكيّة أهميّة خاصّة، يتطلّب منّا بذل جهد إضافي يقوم أساسا على استنفار الموارد والوسائل البيداغوجيّة وتنويع وضعيّات التعلّم والتّعليم بهدف إضفاء الدّلالة والمعنى على مسائلَ تتّسم بطبيعتها بالتّجريد.

                  
ينتظر من التّلميذ في نهاية هذا المبحث أن :

        يفهم حقيقة الإيمان ويبرهن على وجود الله

        يتمثـّل أثر الإيمان في حياته

        يعدّد أمثلة من نعم الله في نفسه وفي الكون


المحتويات      التّوجيهات      التّوقيت التّقديري
         المعرفيّة        المنهجيّة والبيداغوجيّة         

1. الإيمان بالله          يهتمّ بـ :
-        معنى الإيمان
-        تلازم أركان الإيمان
-        أدلّة الإيمان بالله : (دليل الفطرة- دليل النّظر- دليل العناية...)
-        أثر الإيمان في شخصيّة المؤمن (التّلازم بين العقيدة والسّلوك)      - الانطلاق من تقييم تشخيصي لمكتسبات التّلاميذ القبليّة في العقيدة.
(التّمييز بين أركان الإيمان وقواعد الإسلام...)
- استثمار صور وموضّحات دالّة على الإبداع الإلهي في الكون مقترنة بالنّصوص القرآنيّة المناسبة
- الاشتغال على وضعيّات من واقع الحياة تساعد المتعلّمين على إدراك التّلازم العضوي بين العقيدة والسّلوك وحسن تمثّله في حياتهم.       6 س
2.  التقرّب إلى الله، دراسة الآيات 69-85 من سورة الشّعراء      
-        مقوّمات علاقة المؤمن بربّه من خلال الآيات
-        الدّعاء باعتباره مظهرا من مظاهر التقرّب إلى الله            
3. شكر الله على نعمه
         يهتمّ بـ :
-        تجلّيات نعم الله تعالى في ذات الإنسان وفي الكون
-        أنواع الشّكر (باللّسان، بالقلب، بالعمل...)
-        آثار الشّكر (العناية بالأبعاد النّفسيّة والتّربويّة)        -        يحسن استثمار وثائق (رقميّة أو سمعيّة بصريّة...) تبرز بعض مظاهر نعم الله على عباده.
-        مساعدة المتعلّمين على اكتشاف بعض نعم الله من خلال دعوتهم إلى تأمّل عدد من آياته في الكون
-        استثمار الآيات والأحاديث المتضمّنة لمعنى الشّكر
-        الاشتغال على وضعيّات تبرز تنوّع مظاهر الشّكر  

نشاط إدماجي : دراسة الآيتين 255-256 من سورة البقرة (من قوله تعالى : "اللَّهُ لا إِلَهَ إلاّ هُوَ " إلى "سَمِيعٌ عَلِيمٌ ")         -        تُعَالَج المضامين الواردة في الآيتين بربطهما بما تحقـّق من مكاسب في الدّروس الثـّلاثة السّابقة
-        يكلّف التّلاميذ بحفظ الآيات وتلاوتهما في خشوع     -        نشاط تتويجي ذو طبيعة تأليفيّة يهتمّ بالاشتغال المباشر على الآيات وبتكثيف القراءة ومعالجة بعض قواعد التّلاوة وبعض المسائل اللّغويّة         ساعة
المبحث الثّاني : "بل الله فاعبد وكن من الشّاكرين"            انتظارات نهاية المبحث
وصف المبحث :
         لقد تَعرَّف التّلميذ في الدُّروسِ المَاضِيةِ على حقِيقةِ الإيمان بالله وعلى سُبل التقرّب إليه ووسائلِ شُكره تعالَى، وجاء الوقت الآن لكَي يدرِك حقيقة العِبادة وأهمِيّتها في حياةِ المؤمن باعتبارها أهمّ مظاهر شُكر الله على نِعمه التِّي لا تُحصى، فهي صلة بين العبد وخالقه وتعبير عن محبّته والخضوع لأوامره، وهي المعاني التي عبّر عنها قوله تعالى : بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ (الزّمر66). وإذَا كانتِ العبادةُ كلمةً جامعة لكلِّ ما يقُوم بهِ المسلم من أعمال يَطلب بها مرضاة اللهِ تعالَى، فإنّ الصَّلاة هيَ بلا شكّ أهمّ تلك الأعمالِ وأعظمُها شأْنا، فلا عجبَ أن يأتِيَ هذا المبحث مباشرةً بعدَ درسِ "شكر الله على نِعمِه".
إنّ تدريس الصّلاة باعتبارها أوّل العبادات لا يستهدف التّعريف بأحكامها وطريقة أدائها بقدر ما يهدف إلى تشجيع المتعلّمين وإقدارهم على أدائها بكفاية ووعي. وطبيعي ألاّ يتحقّق ذلك إلاّ  بتكثيف الممارسة وتوظيف كلّ الموارد والوسائل التّعليميّة المتاحة. وليست العبرة بالإيغال في التّفاصيل والجزئيّات وإنّما بتأسيس وعي عميق بمقاصد الصّلاة ومساعدة المتعلّمين على تمثـّل فوائدها في ذواتهم وعلاقاتهم الاجتماعيّة.

                  
ينتظر من التّلميذ في نهاية هذا المبحث أن :

        يغتسل ويتوضّأ ويتيمّم بكفاية

        يؤدّي الصّلوات المفروضة بإتقان

        يعبّر كتابة ومشافهة عن دور العبادة (الصّلاة خاصّة) في توثيق صلته بخالقه وتحقيق توازنه النّفسي

        يعمل بالرّخص في حالات السّفر ونحوه ويجد الحلول المناسبة في حالات السّهو...





المحتويات      التّوجيهات      التّوقيت التّقديري
         المعرفيّة        المنهجيّة والبيداغوجيّة         

1. الصّلاة      يعتنى بـ :
-        مفهومها، حكمها، حكمة تشريعها
-        شروط وجوب الصّلاة وشروط صحّتها       -        يحسن الانطلاق من وضعيّات دالّة
-        يحسن استثمار موضّحات (رقميّة، سمعيّة، بصريّة...)
-        حفظ الآية المقرّرة وتلاوتها في خشوع
-        تكثيف التّطبيقات العمليّة للوضوء والتيمّم حتّى يصبح التّلميذ قادرا على أدائهما بكفاية.     3 س
2. الطّهارة : دراسة الآية6 من سورة المائدة من قوله تعالى "يا أيّها الذين آمنوا" إلى "لعلّكم تشكرون"   -         الطّهارة والحكمة منها
-        الوضوء والغسل
-        التّيسير في الطّهارة (المسح على الجبيرة، التيمّم...)          
3. صفة الصّلاة        -        يهتمّ بكيفيّة أدائها، وآثارها الفرديّة والاجتماعيّة       - يحسن استثمار موضّحات (رقميّة، سمعيّة، بصريّة،..)
- تكثيف التّطبيقات العمليّة حتّى يصبح التّلميذ قادرا على أداء الصّلاة بكفاية.
- التعرّض إلى فرائض الصّلاة وسننها في سياق معالجة كيفيّة أدائها.
- يُكتفى بتحديد بعض مظاهر التّيسير دون الإيغال في التّفاصيل     5 س
4. أنواعها     -        فرديّة، جماعيّة، مفروضة، مسنونة (يمكن التعرّض إلى صلاة الجنازة والعيدين والاستسقاء باعتبارها من الصّلوات الجماعيّة)            
5. التّيسير في الصّلاة -        مظاهر التّيسير في الصّلاة (التّوسعة في الوقت- صلاة العاجز والمضطرّ- قصر الصّلاة والجمع بين الصّلاتين- سجود السّهو).                 

نشاط إدماجي : دراسة سورة العلق   -        تعالج المضامين الواردة في الآيات بربطها بما تحّقّق من مكاسب في الدّروس الخمسة السّابقة
-        يكلّف التّلاميذ بحفظ السّورة وتلاوتها في خشوع     -        نشاط تتويجي ذو طبيعة تأليفيّة يهتمّ بالاشتغال المباشر على الآيات وبتكثيف القراءة ومعالجة بعض قواعد التّلاوة وبعض المسائل اللّغويّة         ساعة

المبحث الثّالث : " وأحسن كما أحسن الله إليك..."
         انتظارات نهاية المبحث
وصف المبحث :
         تتزامن السّنة السّابعة من التّعليم الأساسي مع مرحلة حسّاسة من مراحل نموّ التّلميذ، إذ تمثـّل بالنّسبة إليه فترة انتقال من الطّفولة إلى المراهقة (المبكّرة)، وتبدأ التحوّلات الجسميّة والنّفسيّة في الظّهور تدريجيّا، فينمو مفهوم الذات لدى أطفال هذه المرحلة وتحدث فيهم تغييرات كثيرة، كما تتّسع آفاقهم الاجتماعيّة وعلاقاتهم بالنّاس ويجدون أنفسهم في وضعيّات نفسيّة ومواقف اجتماعيّة تقتضي خبرات ومهارات جديدة...
لمواكبة هذه التّحوّلات، ولمساعدة الأطفال على المرور إلى مرحلة المراهقة بصورة طبيعيّة، تناول هذا المبحث مسائل تتصّل بدور الإنسان ومسؤوليّته في المحافظة على صحّته البدنيّة والنفسيّة وحسن توظيف حواسّه توظيفا خيّرا ومعاملة النّاس بإيجابيّة المؤمن العامل بقوله تعالى : "وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ"
لقد خلق الله الإنسان وأفاض عليه إحسانه، وهو يدعوه إلى الإحسان إلى نفسه بالمحافظة عليها ورعايتها جسدا وروحا حتّى يكون مؤمنا قويّا، والإحسان إلى غيره بحسن المعاملة ونفع الآخرين حتى يكون مؤمنا إيجابيّا.
إنّ مساعدة التّلميذ على الوعي بدور قيم الإسلام في الارتقاء بذاته وتحقيق توازنه النّفسي وانخراطه الإيجابي في محيطه الاجتماعي يقتضي منّا معالجة "واقعيّة" تقترب من مشاغل الأطفال وهمومهم وتنطلق من مواقف ووضعيّات ذات دلالة بالنّسبة إليهم تضفي المعنى على التعلّمات ولا تكتفي بالطّرح النّظري التّقريري للمضامين والمعارف.         

ينتظر من التّلميذ في نهاية هذا المبحث أن :

        يدرك عناية الإسلام بالصّحّة البدنيّة والنّفسيّة

        يتبيّن دور الصّحّة البدنيّة والتّوازن النّفسي في تحقيق الذات والانخراط الإيجابي في المجتمع

        يستشعر مراقبة الله في استخدام حواسّه ومعاملة غيره

المحتويات      التّوجيهات      التّوقيت التّقديري
         المعرفيّة        المنهجيّة والبيداغوجيّة         

1.      الصّحّة البدنيّة التّأكيد على :
-        دعوة الإسلام إلى التوقـّي من الأمراض واجتناب كلّ ما يلحق الأذى بالبدن كالتّدخين والخمر...
-        دور العبادة في المحافظة على سلامة البدن   تستثمر الآيات والأحاديث المتّصلة بهذه المسألة مثل :
-        قوله تعالى :" وكلوا واشربوا ولا تسرفوا" (الأعراف الآية31)
-        وقولـه : ما ملأ آدمـي وعـاءً شرًا من بطـنٍ بحسـب ابن آدم أكلاتٌ يقمن ّصلبه فإن كان لا محالة فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه        (التّرمذي، كتاب الزّهد)
-        قوله تعالى : "الذِينَ آمنُوا وتَطْمئنّ قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئنّ القلوب"                            (الرّعد الآية28)       6 س

2. الصّحّة النّفسيّة     -        مظاهر الصّحة النّفسيّة : الطّمأنينة، التّوازن، السّكينة...
-        معالجة بعض الظّواهر المخلّة بالصّحّة النّفسيّة : الخوف، التردّد...          
3. مسؤوليّة الحواسّ يهتمّ بـ :   
- مسؤوليّة الإنسان عن حواسّه : السّمع، البصر...
-  توظيف الحواسّ في النّفع والخير  -        يستثمر قولـه تعالى : "ولا تَقْفُ ما ليس لك به علم، إنّ السّمع والبصر والفؤاد كلّ أولئك كان عنه مسؤولا"
(الإسراء الآية 36)   

نشاط إدماجي: دراسة الآيات 11-13 من سورة الحجرات من قولـه تعالى : "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ" إلى  "إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ"      -        تعالج المضامين الواردة في الآيات بربطها بما تحقـّق من مكاسب في الدّروس الأربعة السّابقة
-        يكلّف التّلاميذ بحفظ الآيات وتلاوتها في خشوع      -        نشاط تتويجي ذو طبيعة تأليفيّة يهتمّ بالاشتغال المباشر على الآيات وبتكثيف القراءة ومعالجة بعض قواعد التّلاوة وبعض المسائل اللّغويّة         ساعة





المبحث الرّابع : "ولا تبغ الفساد في الأرض..."
         انتظارات نهاية المبحث
وصف المبحث :

         يتوِّج هذا المبحثُ مسيرة نراها متكاملة في تربية تلميذ السّنة السّابعة تربية إسلاميّة معتدلة تسهم في تحقيق التّوازن والثـّقة بالنّفس، وإذا كانت المباحث الثـّلاثة الأولى قد اهتمّت بتنمية شخصيّة المتعلّم في علاقته بخالقه وبذاته من خلال العناية بالجوانب الوجدانيّة والنّفسيّة والبدنيّة... فإنّ المبحث الرّابع يفتح آفاقا جديدة تتّصل بعلاقة الطّفل بمحيطه الأسري والاجتماعي، فهو يطرح مسائل تتعلّق بآداب التّعايش بين الأفراد وبمظاهر السّلوك في الطّريق العامّ، تنقد الفاسد منها وتؤسّس لممارسة متحضّرة مستمدّة من قيم الإسلام ومبادئه، ويعالج مظاهر الإسراف في النّفقة في محاولة لتوعية التّلميذ بدوره في المحافظة على المال وتحقيق التّوازن المالي لأسرته.
إنّ تحويل هذه المبادئ والآداب الإسلاميّة إلى قيم يتبنّاها المتعلّم ويمارسها في البيت والطّريق يتطلّب مرّة أخرى "معالجة واقعيّة" تبتعد عن التّوجيه الوعظي المباشر قدر الإمكان، وتشتغل على نماذج وعيّنات من الحياة الأسريّة والمواقف الاجتماعيّة تساعد على التّفاعل وتضفي الحركيّة والمعنى على التعلّمات.
                  
ينتظر من التّلميذ في نهاية هذا المبحث أن :

        يعالج بعض الممارسات السّلوكيّة  ويلتزم بآداب الطّريق

        يدرك دوره في ترشيد نفقات أسرته

        يتمثـّل ما للملك الخاصّ والعامّ من حرمة



المحتويات      التّوجيهات      التّوقيت التّقديري
         المعرفيّة        المنهجيّة والبيداغوجيّة         

1.  التّواصل الاجتماعي       تحديد جملة من آداب الحديث كالصّدق وحسن الإنصات واحترام رأي الآخر واللّطف في المحاورة...    -        فسح المجال للتّلاميذ ليبنوا الدّرس بأنفسهم انطلاقا من حوار يدور بينهم حول الموضوع.
-        الاشتغال على تصديق أبي بكر للرّسول في حادثة الإسراء
-        يمكن تكليف التّّلاميذ بإنجاز بحوث حول نماذج من سلوك الصّحابة تجلّت من خلال الآداب المذكورة    
2. آداب الطّريق : دراسة حديث نبوي :
 قال الرّسول : "إيّاكم والجلوس بالطّرقات.فقالوا : يا رسول الله ما لنا من مجالسنا بدّ، نتحدّث فيها. قال : إذا أبيتم إلاّ المجلس فأعطوا الطّريق حقّه.قالوا : وما حقّ الطّريق يا رسول الله ؟ قال : غضّ البصر وكفّ الأذى وردّ السّلام والأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر."
(البخاري / الجامع الصّحيح ـ كتاب الأدب)  يعتنى بـ :
أخلاق المسلم في الطّريق العامّ (إفشاء السّلام، صيانة اللّسان عن الكلام البذيء، إماطة الأذى عن الطّريق، احترام قواعد المرور...)      -        حفظ الحديث واستظهاره
-        يمكن الاشتغال في مجموعات على وضعيّات من واقع الحياة.
-        استثمار مواقف من السّيرة النّبويّة وحياة الصّحابة لتمثـّل ما يقتضيه الطّريق من آداب.
        
2. حفظ المال يهتمّ بـ :
-        الاعتدال في النّفقة.
-        الآثار السلبيّة للتّبذير.
-        المحافظة على ملك الغير.     -        يمكن الاشتغال على وضعيّات قريبة من واقع التّلاميذ.
-        استثمار الآيات التي تناسب المقام.   

نشاط إدماجي : دراسة الآيات 31-33 من سورة الأعراف من قوله تعالى "يا بني آدم..."  إلى "...ما لا تعلمون"         -        تعالج المضامين الواردة في الآيات بربطها بما تحقـّق من مكاسب الدّرسين السّابقين
-        يكلّف التّلاميذ بحفظ الآيات وتلاوتها في خشوع      -        نشاط تتويجي ذو طبيعة تأليفيّة يتمّ بالاشتغال المباشر على الآيات وبتكثيف القراءة ومعالجة بعض قواعد التّلاوة وبعض المسائل اللّغويّة.        ساعة














المباحث والدّروس
المبحث الأوّل : "قل آمنت بالله ثم استقم"              انتظارات نهاية المبحث
وصف المبحث :
         يسلّم المؤمن بأنّ من كمال إيمانه إقراره برقابة الله تعالى على جميع حركاته وسكناته، وأنّ عناصر الغيب بقدر ما حجبها الله عن الإنسان وجعل معرفتها الكاملة لا تحصل إلاّ بالبلاغ والوحي بقدر ما طلب منه التّسليم بإمكانها ووقوعها والعمل على استحضارها في سعيه وكسبه ومناحي نشاطه وأنواع علاقاته.
وقد يتساءل الإنسان عن الحكمة الإلهيّة في جعل حقائق الدّين موزّعة بين عالمي الغيب والشّهادة والحقّ أنّ ذلك من كمال الدّين وخصوصيّات الاعتقاد لأنّ الذات الإلهيّة لا تتجلّى في عالم الإنسان إلاّ من خلال الصّفات الكاملة والإرادة المطلقة والعلم الكلّي والإنسان لا يزداد معرفة بها إلاّ من خلال هذه المطلقات التي تعطي لحياته معنى ولأعماله مقصدا وغاية.
إنّ حقائق الغيب المطلقة بما تحمله من معاني جليلة ومن مقاصد سنيّة يمكن تقريبها من فهم التّلميذ عبر دراسة بعض الآيات القرآنيّة والأحاديث النّبويّة واستقصاء أبعادها العمليّة في حياته من خلال تعميق معاني الرّقابة على أعماله والمسؤوليّة على أفعاله وإضفاء المعنى على حياته وإشاعة الطّمأنينة في نفسه ويمكن أن نجعل الأمر أكثر يسرا إذا ما توقّفنا بالتّلميذ أمام أمثلة عمليّة ونماذج سلوكيّة ممّا زخرت به حياة السّابقين.

                  
ينتظر من التّلميذ في نهاية المبحث أن :

      يتمثـّل دور الإيمان بالغيب في تحقيق فضائل نفسيّة وسلوكيّة.

      يدرك التّلازم بين العقيدة والعمل.

      يدرك ارتباط الأعمال بالمقاصد.


                  

Post a Comment

Previous Post Next Post